سفاك
بمناسبة خروج الغزاة من غزه
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
مسرحيه شعريه
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
سفّـــاك
ــــــــــــــــ
1
كانَتْ بَطِيْئه فِي الغُرُوبْ
كإنَّها تأبَى النُزُولْ
كانت تُحَاولُ أن تقُولْ
أُرِيْدُ وقْـتَاً للحُضُور
أُرِيْدُ وقْتاً أطْوَلاً
لَعلّني مَعَهُمْ أثور
الكُلّ يدركُ شَكْلهَا
وهي تَغْرُبُ في الحُقُولْ
كانت بَطِيْئه غَاضِبَه
غَضَبُ المُحارب الجَسُور
ذَهَبتْ لِيخْلِفَ بَعْدَهَا
بَطَلٌ يُحبّذُ السُمُور
قَمَرٌ يَراهُ النَاظِرُ
فيقُولُ سُبْحَانَ الذي
صَوُّرهُ بدْر البُدُور
الوقْتُ صَار مواتيٌ
لمعاركاً سوْف تَدُوْر
الليْلُ صَار كساحةٌ
أو شارعاً سهْلَ العُبُور
لِجنودِ سفّاك الذي
صَار زعيمٌ للصُقُور
2
تَقدّمُوا مثْل الأسُود
تَحطّمت منْ بأسِهمْ
كل المَصَاعِب والسُدُود
صارت لهمْ كلُ المنَافِذ
والزَّوايا والدُرُوب
كان العدو أمامَهمْ
كإنّهُ جرذٌ يُحاولَ
بالفرارِ أن يلوذ
كانَ العدُو أمامهمْ
فريسةً كإنَّهُ ذبابةٌ
وسْط خُيُوْط العنكبُوت
مات الجميع إلا قليل
قد تفنّن في الهُرُوب
إلا قليل صَار يدْركُ
النصرَ دوماً للأُسود
والموتُ يبقى نهايةً لكُلِ
أفّاقٍ جحُود
3
قال رئيسُ السَارِيْه
كادت تكونُ قاضيه
كدْنا نصيرُ فريسةً
لتلك الكلابُ الداميه
قال لهمْ أنتمْ أُسُود
أنتم وحُوشٌ ضاريه
تأكُلُ كل قاصيه
تأكُل كُل دانيه
قال لهم لا ترْحَمُوا
قال لهم لا تترُكوُا
أثراً لنارٍ ناميه
قال لهم عدوكمْ
ليس له مدافعٌ
ليس لهُ زبانيه
ليس لهُ معسْكرٌ
أو قائدٌ أو حاميه
قال لهم سلاحُهُ
حجارة وراميه
4
كانوا جَمِيْعاً في الرِوَاقْ
كإنَّهم في مأزقٍ
جلبَ الخِلافَ والشِقَاقْ
قالوا لهُ سفَّاكْ
سفَّاكْ يبدو شبحاً
شبحاً رهيباً لا يُطاق
قالوا لهُ قد لا تره
لكنّ عيناه تراك
يبدو كما طيرٍ جسُور
من فوقِنا يرْمي الشِباكِ
فنصيرُ وسط شِباكَهِ
سمكاً يريدُ الانْعتاقْ
قالوا لهُ شعارُه
أنْ لا يرانا أو يرَاك
يقسمُ أن شعْبَهُ
يعْرِفُ درْبَ الإنْعِتَاق
وسوفَ يكونُ جَلاؤنا
إمّا بسلمٍ أو عِرَاك
قالُوا لهُ لا تنفعلْ
فنحنُ قومٌ لا نُطاق
نحنُ نعيشُ لقتلهمْ
القتلُ من أجْلِ النِفَاق
وهذا شعارٌ خاطئٌ
يرْسِي دعائم للفُراق
قالوا لهُ ليس هُنا
مكانُنا ليس هُنا
فنحنُ محكومٌ علينا
بالضياع والإنشقاق
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
محمد عزوز
رد مع اقتباس