|
أيـــــــا أســرى المذلة والهوان |
ويــــا عيش الخنوع والامتهان |
دمــــــــاء من كرامتنــا أريقت |
بسكين المــــــــهانة والتـواني |
أعــزيكم بني قـــــــومي عزاء |
علــــى قتل الكـــــرامة بالعيان |
رأيــت العرب في ثــوب مهين |
لبسنـــــــــاه علــى جسم مهان |
فـــــأبكــي حين أذكر عز قومي |
وأذكر أن مـــــجد الــــقوم فـاني |
شــــربنا الذل كـــأساً إثر كأس |
وبتنـــا كـــــــــالمــــطية للجـبان! |
نــدس رؤوسنـــا طـوعاً وكرهاً |
بوحــل الغرب نستجدي التفاني |
ونعكف لاعقين حـــــــذاء غرب |
ويركلــنا بهــــا فــي كــــل آن |
أنبـــغي من ولاء الــــغرب عزاً |
وعز الدين للأمـــجاد بانـــــي! |
ونرجــو من وراء الغرب نصراً |
ونصر الله للإسلام دانــــــــــي! |
فمــــــا بقـــيت بنـــا من باقيات |
إذا قـــتل الونى فينـــــا المعاني |
تعاودنا المـــخــــازي تلو أخرى |
تُبِيْن هــواننـــــا أجلــــــى بيان |
كفى بجنينَ شــــاهدة عــــلينـــا |
بوصــمة عارنـــا عبر الزمـــــان |
جنــــينٌ ترمق الأنفــاس صبراً |
تعاني مــن يهود مـــــــا تعاني |
ويسعر أرضَها نــــــاراً حميماً |
شراذمُ مـــــن ســموم الأفعوان |
تنادينـــــا جنينٌ هــــــل مغيث |
يذيق نفوسنــــا طــعم الأمان؟ |
ونحن بصمتنا حـــــرنا جــواباً |
وألجم عارُنـــا قـــــولَ اللسان |
أصهـــــيون تحـــــــدثنا بسيف |
صــــــقيل والمدافـــع والطعان |
ونحن نجـــيبها خطبــاً وشعراً |
يصــــوغ حروفَها دررُ الجمان |
وخير سلاحــــنا كلمـات شجب |
تنــــاضل مثلما النصل اليماني |
هنيئاً للــــــعروبة بانتصــــــار |
أراقــــــــوا فيه أحبار الدهان |
خنـــــازير النصـارى مع قرود |
على إســلامنا متظـــاهـــــران |
ولولا الـغــــرب ماكــانت يهود |
لهـــا فــي أرض أقصانا يدان |
تهـــــــاوى في فلســـطين ديار |
بها يمـــحى الأناسي والمبـاني |
وكــم شــــهداءَ في الله استماتوا |
يلاقـــون المنايـــــا باحتضـــان |
ألا للـــه مــاأزكــــى نفوســـــاً |
تبـــاع لتشتري خـــلــد الجنـان |
يسوقــــون النفوس إلى ممات |
ليحـــظوا فـي نعيم غير فـاني |
بأشــــلاء تضـــرجها دمـــــاء |
فتمســي بيــن حوريٍّ حسـان |
وتمســـــي فــي منـار أو سمــوٍّ |
فلا نجمٌ يضـــاهــي أو يــداني |
لـــهم دار الكرامـــة خـــير دار |
نــــعيم دائـــم وعــظيم شــــان |
هــــم الشهداء في سبل المعالي |
ونحــن نموت في فرش الهوان |
غرقنـــــا بين لــــذات ولـــــهوٍ |
بلا خــــلق ولا ديـــن مصــــان |
ونلــــهث خلف شهْواتٍ سـراعاً |
كأنـا فــي الهوى فرسا رهان |
تخدرنا لحــــون من أغـــــاني |
وتقتلنــــا سمــــوم من غـواني |
فيــــــا للـه كــــم إثـــمٍ جنينـــــا |
أحــــال العــزمَ وهناً في الجنان |
ويــــالله مـــــن يحـــــيي قــلوبا |
أصــاب الوهـــنُ منهــا بالســنان! |
أمـــــــا ولـــد الهــدى فينا أسوداً |
لهــــم شــهــد الورى والخافقان؟ |
ســـــقاهم مــن تقى الرحمن نبعٌ |
ومــــن آيــــاته سبــــع المـثاني |
عزائمــهم نجــــوم لاتبــــــارى |
ويقصـــر عن مـــداها الفرقدان |
سبــــيل النصـر صخرتها كؤود |
وليست بالتحلــــــي والأمــــاني |
ولكــــن بالعــــــــزائــم مُسْعَراتٍ |
بهـــــــا يُبنـى لنـــا أرســى كيان |
غــــراس الـعزم يُسقى باصطبار |
فيثـــــمر نصــــرُنا عـزَ المغاني |
ثمـــــــار النصــــر دانـية جناها |
سيقطف ينـعَها بالحـــــق جـاني |