سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الأديب والمفكر الدكتور توفيق حلمي
" سائق القطار " نص بريء ذكي , استعملت فيه اقصى درجات السهولة في البناء والسرد المباشر , لدرجة تتخيل معها انها العفوية , ولا نكاد نبدأ بملامسة الاحرف الاولى , من البناء , حتى تذهب بنا الافكار كل مذهب , انه سائق قطار , لماذا هو سائق قطار , هل لأن القطار يمشي على سكة مرسومة , لايمكنه الحيود عنها , أم لأنه عندما يقود القطار , من حجرة القيادة , يقوده من خلال ازرار , وهو منسلخ تماما , عمّا يجري , هو لايرى القطار , إنه يسير على طريق مرسوم , ولكنه يقود الدنيا بمن فيها , ينظر الى السكة التي يسير عليها , فلا يعرف اين تنتهي به , جعلتنا نتصوره , نتصور هذا السائق , كأحد قادة العالم الثالث , في قصر قيادته , يضغط ازرارا , وقصده أن الازرار تقوم بما كتب لها , ولكنه لايملك القدرة على التأكد من ذلك , فهو في عزلة , يملك اطلاق البوق , ولكنه لايملك تغيير المسار , ثم نعود فنقول ان هذا السائق , لايشبه احدا من قادة العالم الثالث , فقد تمكّن من التفكير , وقرر الاستقالة , وحاول ان يجد عملا يتناسب وامكانياته , ففشل طبعا , ولابد ان يفشل , فلو كان عنده مؤهلات وامكانيات اخرى لما كان سائقا للقطار , ولذلك رايناه يعود متهافتا , ليلقي نفسه على سكة القطار , ليطلق صوتا خافتا , بعد ان صار في الظل .
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان