أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: مَلْحَمَةُ النِّيِل

  1. #1
    الصورة الرمزية د. توفيق حلمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 348
    المواضيع : 19
    الردود : 348
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي مَلْحَمَةُ النِّيِل

    مَلحمةُ النِّيل *


    * ملحمة النيل قصيدة أنشأها الشاعر الأديب الأستاذ/ إبراهيم حلمي في عام 2000 ميلادية ، يسجل فيها أهم أحداث مصر عبر التاريخ من خلال حديثه لنهر النيل ومصر، ونظمها على بحر الطويل وعدد أبياتها 391 بيتاً ، وقافيتها الياء الممدودة وسناد تأسيس قبل الرويِّ. القصيدة هي آخر ما كتبه الشاعر من شعر قبل أن يلحق بربه عام 2002.
    أضع القصيدة هنا بتحقيقها تأدية للأمانة تجاه الأدب والشعر والفكر والتاريخ، وتجاه مصر الأبية
    لم يتسع وضع القصيدة دفعة واحدة فأضعها على خمسة أجزاء متتالية:


    1. قَطَعْتَ بدَمْعِ العَاشِقِينَ الفَيافِيا وجُبْتَ بشَوْقِ العَابِدِينَ البَوَادِيا
    2. حَجَجْتَ إليْهَا مِنْ بِلادٍ بَعِيدَةٍ كَمَا حَجَّ "هَارُونٌ" إلَى البَيْتِ مَاشِيا
    3. فَيَا لَكَ مِنْ صَبٍّ سَعَى لِحَبِيبِهِ وكَابَدَ وَعْثاءَ الفَلا والسَّوَافِيا
    4. يَرُدُّ لِقاءُ الحُبِّ رُوحَ حَبِيبَةٍ وإنْ بَلَغَتْ قَبْلَ اللِقَاءِ التَّرَاقِيا
    5. ولَحْظَةِ وَصْلٍ تَعْدِلُ العُمْرَ كُلَّهُ وتُنْسِي تَبَارِيحَ النَّوَى والدَّوَاعِيا
    6. وقَدْ آنَ أنْ تَطْوِي شِراعَكَ نَاعِماً وتُلْقِي وقَدْ وَافيْتَ مِصْرَ المَرَاسِيا
    7. فَيَا حُسْنَ يَوْمٍ قَدْ بَلَغْتَ كِنَاسَهَا وَنِعْمَ التَّلاقِي كَانَ ذاكَ التَّلاقِيا
    8. ويَا طِيبَ بَحْرٍ أنْتِ يَا مِصْرُ بَرَّهُ ويَا طِيبَ بَرِّ بَحْرُهُ النِّيلُ جَارِيا

    ــــــــــــــــــ
    *
    ملحمة النيل قصيدة أنشأها الشاعر الأديب الأستاذ/ إبراهيم حلمي في عام 2000 ميلادية ، ونظمها على بحر الطويل وعدد أبياتها 391 بيتاً ، وقافيتها الياء الممدودة وسناد تأسيس قبل الرويِّ. القصيدة هي آخر ما كتبه الشاعر من شعر قبل أن يلحق بربه عام 2002.
    (1) يستهل الشاعر قصيدته التي يعرض فيها لتاريخ مصر من خلال حديثه لنهر النيل ، فيصف لحظة دخول النهر لأول مرة أرض مصر بعد أن شق طريقه من منابعه في الجنوب متجهاً إلى لشمال ، فيخاطبه مصوراً ذلك المشهد واصفاً له وكأنه يراه.
    (2) "هارون": هارون الرشيد ، الخليفة العباسي الخامس (763-809 م) ، وكان لا يتخلف عن الحج ماشيا من بغداد على قدميه إلا إذا كان مشغولاً بالغزو والجهاد.
    (3) الصَّبُّ: المشوق ، ويقال صَبَّ فلان إلى كذا يَصَبَّ صبابةَ أي رقَّ واشتاق. الوعثاء: المشقة والتعب ، ويقال: أعوذ بالله من وعثاء السفر أي شدته ومشقته. الفلا: جمع فلاة وهي الأرض الواسعة المقفرة. السوافي: الريح المحملة بالغبار والتراب.
    (4) التراقي (جمع الترقوة): عَظْمة مُشْرفَة بين ثغرة النحر والعاتق ، وبلغت الروح الحلقوم أو التراقي: كناية عن مُشارفَة الموت.
    (5) التباريح : الشدائد ، وتباريح الشوق توهجه. النوى: البعد. الدواعي (جمع الداعية): صروف الدهر ودواهيه.
    (6) ناعماً: هادئاً راضياً. المراسي (جمع المرسى): مَحَطُّ السفن بالساحل.
    (7) الكِناسُ: مَولجٌ في الشجر يأوي إليه الظبي ليستتر (جمعها: كُنُسٌ وأكْنِسة). والشاعر يصور ولوج نهر النيل في أرض مصر وإيوائه فيها بولوج الظبي في كِناسِهِ على سبيل التمثيل.
    9. فَبُورِكْتُمَا زَوْجَيْنِ فِي مَيْعَةِ الصِّبَا لِبَاساً
    10. تَكامَلْتُمَا كَأساً ورَاحاً وفُقْتُمَا جَنىً وشَراباً لا يَصُدَّانِ عَافِيا
    11. وأشْرَقْتُمَا دِيناً ودُنْيَا عَلَى الوَرَى وأيْقَظْتُمَا فِي المَشْرِقَيْنِ الغَوَافِيا
    12. جَمَعْتَ الثُّرَيَّا في عَطائِكَ والثَّرَى وكُنْتَ لَهَا خَمْراً وزَاداً وغَالِيا
    13. رَشَفْتَ مَنَ السُّحْبِ الثِّقَالِ رُضَابَهَا وألقَيْتَهُ
    14. فَمِنْ عَنْبَرٍ أحْيَيْتَ هَامِدَ تُرْبِهَا ومِنْ كَوْثَرٍ رَوَّيْتَ فِيهَا الصَّوَادِيا
    15. سَجَدْتَ بِمِحْرابِ الكِنَانَةِ وَالِهاً فَهِجْتَ القَوَافِي فِي الهَوَى والأغَانِيا
    16. وبِتَّ إلَى الأسْحَارِ تَصْدَحُ لاهِياً وفِي وَسَنَاتِ الفَجْرِ تَتْلُو المَثَانِيا
    17. فَفي سُبُحَاتِ النُّسْكِ تَهْدِي كَوَاعِباً وفِي خَطَرَاتِ الحُّبِّ تَسْبِي الغَوَانِيا
    ـ
    ـــــــــــــــــــــ
    (9) المَيْعَةُ: أول الشيء ، ويقال هو في ميعة الصِّبا والشباب أي في فترة الفَتَاء. اللباسُ: الزوج ، والزوجة وفي التنزيل العزيز " هُنَّ لِباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنّ" سورة البقرة ، الآية 187. الحَرْثُ: المتاع من مال وبنين وغيرهما.
    الذَّراري: الأبناء ، والمقصود هو كل ما تفرع من نهر النيل من مجارٍ وأوديةٍ .. إلخ.
    (10) الرَّاحُ: الخمر. لا يصدان عافيا: لا يَحوُلان دون رغبته في الشراب.
    (12) الثريا: مجموعة من النجوم في صورة الثَّوْر ، وكلمة النجم عَلَمٌ عليها. الثرى: الأرض. والغاليةُ: أخلاط من الطيب كالمسك والعنبر ، والمراد رفعة مكانته وطيب عطائه.
    (13) الرُّضاب: الرِّيق. والتِّبْرُ: فُتات الذهب والفضة قبل أن يُصاغا. رفَّت مغانيا: أخْضَبَتْ وغَنِيَتْ بالنبات والثمار.
    (14) العَنْبَرُ: مادة صلبة تبدو له رائحة طيبة إذا سُحِقَ أو أحرق. هامد تربها: أرضها المجدبة أو الجافة. الكوثر: نهر في الجنة خُصَّ به محمد عليه الصلاة والسلام وقد شبه الشاعر نهر النيل بنهر الكوثر في كثرة عطائه وخيره. الصوادي: العطاش.
    (15) محراب الكنانة: يقصد أرض مصر الطاهرة. الوالِه: المتحير من شدة الوجد. هجت القوافي: أثَرْتَ كوامن الحِسِّ وأخيلة الشعراء.
    (16) بت إلى الأسحار: يقال بات فلانٌ أي أدرك الليل (نام أو لم ينم) والمقصود أن النيل ظل طوال الليل حتى وقت السحر صادحاً لاهياً ، فإذا ما أقبل الفجر وغفت العيون بَدَتْ موجاته وكأن صوتها تِلاوة من المثاني والقرآن الكريم.
    (17) السُّبُحات (جمع السُّبُحَة): موضع السجود ، وسبحات الله: أنواره وجلاله. ويقال نَسَكَ فلان الأرض إذا طيَّبَها وسمَّدها وهو المقصود بسبحات النسك للنيل. الكواعب (جمع الكاعبة): الفتاة التي نهد ثديها. الغواني (جمع الغانية): المرأة التي غَنِيَتْ بحسنها وجمالها.
    18. إذَا مَا لَثَمْتَ الثَّغْرَ مِنْهَا تَأوَّدَتْ وفِي خَفَرِ العَذْرَاءِ رَقَّتْ حَوَاشِيا
    19. وما تَرَكَتْ مِصْرٌ صِلالاً بِحُبِّها ولا غَشِيَتْ فِيمَا أحَبَّتْ مَعَاصِيا
    20. وإنْ وَسَنَتْ عَيْنَاكَ ألْقَتْ غَدَائِراً لِتَحْمِيكَ واسْتَرْقَتْ عَلَيْكَ الرَّواقِيا
    21. وإنْ دَاعَبَتْكَ الرِّيحُ مِسْتَ غَلائِلاً وتُلْقِي عَليْهَا مِنْ حَبَابٍ دَرَارِيا
    22. نَثَرْتَ عَلَى وَجْهِ العَرُوسِ أزاهِراً فأضْحَتْ رَبِيعاً للدُّنَى ومَجَالِيا
    23. شَقَقْتَ بِشَطَّيْهَا الإزَارَ مَحَاسِناً وَألْقَيْتَهُ
    24. ولَمْ أرَ فِي العُشَّاقِ مِثلَكَ عَاشِقاً ولا مِثْلَ مِصْرٍ فِي الخَرَائدِ وَافِيا

    ـــــــــــــــــــــ

    (18) تأوَّدّتْ: مالت وانثنت. خفر العذراء: شدة حيائها. الحواشي (جمع الحاشية): من كل شيء جانبه وطرفه، والمراد إبراز أثر النيل في أرض مصر.
    (19) الصِّلال (جمع الصَّلَّة): الجلد اليابس المُنِتْن ، والمقصود أن حب مصر للنيل خالص لم تَشُبهُ أو تَشِينُه معصية أو ما يعكر الصفو بينهما.
    (20) وَسَنَتْ العينُ: أخذت في النعاس. الغدائر (جمع الغديرة): الذؤابة المضفورة من شعر المرأة. واسْتَرَقْتَ الرواقىَ: طلبت الرُّقْيَةَ من صاحبها لمزيد من الحماية للنيل ، وهو تصوير لهدأة أمواج النيل الشبيهة بالنعاس وارتخاء الأهداب على العين وكأنها ذؤابات شعر المرأة المنسدلة على الوجه لحمايته.
    (21) داعبتك الريح: لامَسَتْ ماءك وحرّكت مَوجَك. مِستَ غلائلا: تَثَنَّتْ أمواجك واختالت في حركتها كميسة الحسناء واختيالها في غلالة رقيقة من الثياب. الحباب: طرائق تظهر على وجه الماء تصنعها الريح (الفقاقيع). دراريا: أي نقاط من الماء تشبه الدُّر في حسنه وبهائه.
    (22) الأزاهر: يقصد الشاعر الأزهار لأن الأزهار هي الجمع الصحيح للأزهر من النبات وهو النور الأبيض (وجمع الجمع أزاهير) ويبدو أن ضرورة الشعر كانت وراء هذا الجمع فقد ذكر الشاعر كلمة أزاهير على وجهها الصحيح في البيت رقم 33 يقول فيه (ولم تبق من نفح الأزاهير عاطرا = ولم أبق من عطر القوافي باقيا). والمقصود هو كل ما تناثر وظهر نَوْرُهُ وبدت أزهاره وثماره في أرض الكنانة. الدُّنى: جمع الدنيا، وكل ما قرُب من خير أو شر. والدنيا (مؤنث الأدنى). المجالي (جمع المَجْلى): وهى مواضع الصَّلَع من رأس الإنسان ، ومقصود الشاعر أن كل ما أنبته النيل من تلك النباتات والأزاهير يبدو لكل الرائين واضحاً جَلياً.
    (23) الإزار: ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن. ويقال أَزَر الزَّرْعُ : إذا التف فقوَّى بعضُه بعضا. والشاعر هنا يصور الزروع والنباتات التي زينت شاطئ النيل وازدهت بها أرض الكنانة وكأنها إزار من الحسن شُقَّ على جانبيه.
    (24) الخرائد (جمع الخريدة): اللؤلؤة لم تثقب وبقيت بحسنها وجمالها وقد شبهها الشاعر بمصر وجعلها معشوقة للنيل وأبداه متفردٌ بهذا اللون من العشق.
    25. سَكَنْتَ بِها خَيْرَ المَدَائنِ والقُرَى وأسْقَيتَهَا
    26. فَحَصْبَاؤها الِلألاءُ مِنْ رِيقِكَ انتَشَبْ وأنْدَاؤهَا
    27. ويَوْماً تَشُقُّ البِيدَ يَقتُلُهَا الظَّمَا ويَوْماً عَلَى الأنْدَاءِ تَرْقَى المَرَاقِيا
    28. يَشُقُّ عَلَى نَفْسِي أرَى الدُّرَ غَارِقاً بِقاعِكَ
    29. ويا نِيلُ كَمْ تَحْلُو المُناجَاةُ بَيْنَنَا وخَيْرُ حَدِيثٍ أنْ يَكُونَ تَنَاجِيا
    30. وقَدْ طَارَ شِعْرِي فِي رِياضِكَ صَادِحاً وأبْدَى مِنَ الأشْوَاقِ مَا كَانَ خَافِيا
    31. قَبَسْتُ بِشِعْرِي مِنْ عَبِيرِكَ نَفْحَةً فَعَطَّرَ أرْجَاءً
    32. ومَاذا عَسَى يَرْوِي القَرِيضُ وإنَّمَا تَفَرَّدْتَ
    33. ولمْ تُبْقِ مِنْ نَفْحِ الأزَاهِيرِ عَاطِراً ولَمْ أُبْقِ مِنْ عِطْرِ القَوافِىَ بَاقِيا

    ـــــــــــــــــــــ
    (25) الغوادي من السحاب: التي تنشأ فتمطر غُدْوَةً أو ما يسمى بمطرة الغداة.
    (26) اللألاء : اللامعة ، ويقال لألأ أو تلألأ النجم أو البرق إذا لمع في اضطراب. واللؤلؤ (واحدته لؤلؤة وجمع اللؤلؤ لآلئ) وهو: الدُّر المتكون في الأصداف من رواسب أو جوامد صلبة لمَّاعة مستديرة في بعض الحيوانات المائية من الرخويات. وهنا تبدو أرض مصر في نظر الشاعر وقد أضحت حصباؤها حبَّاتٍ من اللؤلؤ بعد رِيِّها بمائه. الأنداء (جمع الندى): بخار الماء المتكاثف في طبقات الجو ليلاً ثم يسقط على الأرض قطرات صغيرة. والندى أيضاً: الجود والسخاء والخير. بتن نواديا: أي إن ما تساقط على الأرض من حبات الندى قد ساعد على نضرة النبات فكثر به العطاء والخير لتربة الوطن.
    (27) المراقي (جمع المرقى): الرُّقيِّ ، وموضعه ، فعطاء النيل بمائه وبما تساقط من بخار مائه بلغ به شأواً بعيداً من الرقي ورفعة المنزلة.
    (28) يريد الشاعر أن ما يحويه النيل من الكنوز بقاعه ما لا يستطيع أن يخفيه الغُثاء المخادع على سطحه.
    (31) النفحة: العطية والطيب الذي ترتاح إليه النفس ، ويرى الشاعر أن مردود الجمال وسره في شعره هو تلك النفحة والإلهام من عبير نهر النيل فتعطرت بنظمه الأرجاء وأسكر بيانُه المنشدين له.
    (32) أي أن تفرد النيل بالعطاء والجلال قد فاق كل ما ينظم من الشعر لولا إبداعات الشاعر في حقه.
    (33) الزهر: نَوْرُ النبات والشجر (واحدته زَهْرَة وجمعه أزهار وجمع الجمع أزاهير). العطر: اسم جامع لكل ما يًتطيب به ولعل هذا هو مقصود الشاعر ، أما كلمة "عاطر" في البيت فمعناها لغة: محب العطر ، وليست رائحته كما يفهم من البيت. والمعنى أن النيل لم يبق شيئا من عطائه العَطِرْ ولا الشاعر ضّنَّ بما يملكه من عطر القريض.
    34. دَرَارِي مَعَانٍ لَمْ يُثَقَّبْ فَرِيدُهَا وأبْكَارُ
    35. وعُذْراً إذا قَصًّرْتُ فِيكَ فلَمْ يَدَعْ هَوَاكَ فُؤاداً فِي الأضَالِعِ وَاعِيا
    36. يَعُودُ إليْكَ الوارِدُونَ لأنَّهُمْ نَسَوْا فِيكَ ألبَاباً تَذُوبُ تَصَابِيا
    37. أَعَرْتَهُمُ طِيبَ الحَياةِ وَعَرْفَهَا ولابُدَّ
    38. أتَذكُرُ عُمْراً لسْتُ أدْرِي مَتَى انْقَضَى وَقَدْ
    39. بِصَفْصَافَةٍ تُلْقِي إليْكَ غَدَائِراً وَتَلْثِمُ شَهْداً مِنْ رُضَابِكَ صَافِيا
    40. يَطُولُ بِنَا هَمْسُ الغَرَامِ وسِحْرُهُ ونَنْسِجُ مِنْ وَهْمِ الخَيَالِ أمَانِيا
    41. ونَلْبَسُ مِنْ غَزْلِ النِّجُومِ مَطارِفاً ويُلقِي عَليْنَا البَدْرُ مِنْهَا دَرَارِيا
    42. ولمْ نَدْرِ إنْ كُنَّا سَعَيْنَا بِحُبِّنَا إلَى البَدْرِ أَمْ مِنْ شَوْقِهِ جَاءَ سَاعِيا
    43. تُفارِقُ فِيكَ النَّيِّراتُ سَمَاءَهَا وقَدْ كَشَفَتْ فِيكَ العُلا والمَعَالِيا

    ــــــــــــــــــ
    (34) يعتد الشاعر بشعره ، فمعاني قريضه فرائد من الدُّر ، وألفاظُه لم تُفتَرعْ بكارتها ولم يسبقه إليها غيره من الشعراء ، وكلها تَزُفُّ عذارى منظومه في نيل مصر.
    (36) يُجسد الشاعر الأثر القائل : إن من شرب من ماء النيل لابُدُّ أن يعود إليه ، وكأنما أذاب الشوقُ إليه قلوبهم وسلب عقولهم أو نَسَوا به غالياً عليهم فلم يُطيقوا بُعداً عنه.
    (37) العَرْف (بفتح العين): الرائحة مطلقاً وأكثر ما يستعمل في الطيِّب منها ، والشاعر هنا يًعلِّل سبب عودة الزائرين لمصر بأن شربهم لماء النيل قد أسعدهم وعطَّر نسمات حياتهم فكان هذا بمثابة وديعة أؤتمنوا عليها ولابد يوماً من إعادتها لصاحبها.
    (39) الصَّفْصَاف: شجر الخِلاف ، وسمي بهذا لأن السيل يجيءُ به سَبْياً فينبتُ من خِلافِ أصله وموضعه ، وهو نبات ذو أفرع كثيرة تنسدل على شواطئ الأنهار والتِّرع وتُلامِسُ وجه الماء وكأنها ترتشف من رضابه كما يقول الشاعر. الغدائر (جمع الغديرة): الذُّؤابَةُ المضفورة من شعر المرأة ولذا يُطلق أهلُ الريفِ عليها (شجرة شعر البِنْت) لطول أفرعها ونعومة أوراقها.
    (41) المطارف (جمع المِطْرَف) وهو: رداء أو ثوب من خَزٍّ مُرَبع ذو أعلام. والدَّراري : جمع الدُّر. والمقصود أن ما يُرسله البدر عليهما من أشعة مضيئة تبدو كحبات الدُّر اللامعة.
    (43) النَّيِّراتُ: النجوم ، وتفارق سماءها: المقصود انعكاستها على سطح النيل وكأنها وَجَدت على صفحته ما لم تجده من المعالي والسمو في مكانها تحت السماء.
    44. وأشْرِعَةٍ بَيْضَاءَ فِي الأفْقِ تَغْتَدِي بِأحْلامِهَا
    45. وتَحْنَانِ أُرْغُولٍ يَذُوبُ حُشَاشَةً فيُسْكِرُ
    46. وَشَيْطَانِ شِعْرٍ قَدْ تَصَوَّفَ فَانِيَا وَفاضَ مِنَ الأشْوَاقِ حُبَّاً إلَهِيا
    47. وَيَأتِي صَدِيعُ الفَجْرِ فِي أُرْجُوانِهِ فَمَا
    48. وَيحْنوُ عَلَى أقْدامِنَا مُتَرَشِّفاً بَقَايا كُؤوسٍ وَهْوَ مَنْ جَاءَ لاحِيا
    49. ويُسْفِرُ وَجْهُ الصُّبْحِ يَدْمَعُ لُؤْلُؤاً وقَدْ مَسَّهُ عِشْقٌ فَشَابَ نَوَاصِيا
    50. زَمَانٌ مَضَى يَا نِيلُ بالحُبِّ والمُنَى كَحُلمٍ سَرَى فِي صَفْحَةِ الليْلِ سَاجِيا
    51. هُنَا كَانَ صَفْوُ العَيْشِ والحُبُّ والتُّقَى وكَانَ عَطَاءُ اللهِ فِي النَّاسِ بَادِيا
    52. وظَلَّلَ شَعْبَ النِّيلِ أمْنٌ وأُلْفَةٌ فَمَا كَانَ مَشْكُوًّا وَلا كَانَ شَاكِيا

    ـــــــــــــــــ
    (44) أشرعة بيضاء: المراكب ذات الأشرعة. المِلاح: الريح تجري بها المراكب. الغوادي (جمع الغادية): السحابة البيضاء التي تنشأ فتمطر وقت الغداة. وقد يكون الشاعر أيضاً قد قصد بالملاح: الفتيات الحسان يَسِرْنَ مُختالات بجمالهن على الشاطئ في هذا الوقت على التشبيه.
    (45) التَّحنان: الحنين الشديد ، وتَحانَّ القوم: اشتاق بعضهم إلى بعض. الأرغول: مزمار ذو قصبتين إحداهما أطول من الأخرى (جمعه أراغيل). يذوب حشاشة: أي أن الأرغول يُخرج صوتاً هادئاً كأنه بقية الرُّوح في المريض. الأحداق (جمع حدقة): السواد المستدير في وسط العين. المآقي (جمع الموق): طرف العين مما يلي الأنف ومجرى الدمع من العين. والشاعر يُحسُّ الجمال في كل ما تراه عينهُ وتسمعهُ أذنه وقت مناجاته للنيل ويَسْعَد بما ينسجهُ خَيَالُه من الأماني.
    (46) يرى الشاعر في هذا البيت أن شيطان شعره ليس من المرَدَةِ كسواه من شياطين الشعراء ، فقد صَهَرَهُ حُبُّ الشاعر للنيل حتى بلغ به درجة من التصوف وفناء الذات.
    (47) الصَّديع: أَحَدُ نِصْفَي الشيء المشقوق. والمقصود: ما يظهر من الضوء وقت انفلاق الإصباح وظهور ضوء الفجر الشبيه بزهر الأرجوان الشديد الحمرة. التصابي: شدة الشوق ، أي أنه ما يكاد يفارق النيل حتى يشعر بشدة الشوق وضرورة العودة إليه.
    (48) مترشفا: يقال ارتشفَ الماءَ إذا امتَصّهُ بشفتيه. لاحياً: لائماً.
    (49) يُسفر: يظهر. يَدمع لؤلؤاً: أي تتساقط في هذا الوقت حَبَّاتُ الندى لامعةً كاللؤلؤ. النواصي (جمع الناصية): شعرمقدم الرأس إذا طال. والشاعر هنا يصور إطلالة الصباح وتساقُط حبات الندى آنذاك بوجه صبيٍّ يعاني عشقاً فبدا وقد شابت ذؤابات شعره وتساقطت كالدر حبات الدمع من عينيه ، فيُرجِعُ الشاعر بياض الفجر إلى شيب نواصيه من العشق.
    (50) سرى: مضَى ليلا. ساجيا: ساكناً هادئاً.
    53. غَدَتْ ضَفَّتَاكَ الخُضْرُ جَفْنَيَّ مُسَهَّدٍ وَوَجْهُ الرَّبِيعِ الغَضِّ أصْبَحَ صَالِيا
    54. فَلا وَجَنَاتُ الصُّبْحِ تُدْنِفُ عَاشِقاً ولا لَفَتَاتُ الغِيدِ تَشْغَلُ صَابِيا
    55. وأيْنَ الصَّبَايَا بِالجِرارِ نَواعِمًا وأيْنَ مِنَ الفَجْرِ المُزَارِعُ سَاعِيا
    56. فهَلْ هَبَّ إعْصَارٌ فَلَمْ يُبْقِ عَامِراً وَوَسْوَسَ شَيْطَانٌ فَلَمْ يُبْقِ هَادِيا
    57. فَصَاحَبْتُ فِيكَ الحُزْنَ حَتَّى كَأنَّمَا دُمُوعِىَ أضْحَتْ فَيْضَ مَائِكَ جَارِيا
    58. وَخَيْرُ رَفِيقٍ لِلمُحِبِّينَ دَمْعَةٌ جَرَتْ
    59. أحَلْتَ تُرَابَ القَفْرِ تِبْراً وعَسْجَداً فَمَا بَالُ مِصْرٍ شَعْبُهَا بَاتَ طَاوِيا
    60. ورَوَّيْتَهَا مَاءَ الحَيَاةِ فأمْرَعَتْ وَأرْسَتْ حَضَارَاتٍ وشَادَتْ مَبَانِيا
    61. وكُنْتَ لَهَا كَنْزاً فَأحْسَنَ أهْلُهَا صِيَاغَتَهُ حَلْياً مَدَى الدَّهْرِ غَالِيا
    62. عَلَى أنَّ لِي عَتْباً عَلَيْكَ أبُثُّهُ فَهَبْنِي جَواباً صَادِقاً مِنْكَ شَافِيا
    63. أرَى كَلَفاً فِي جَنَّتَيْها يَشُوبُهَا ولَوْلاهُ
    64. وتَقْفُوكَ مِصْرٌ فِي رِضَاهَا وسُخْطِهَا ولا غَرْوَ أنْ يَغْدُو مُحِبُّكَ قَافِيا
    65. وأنْتَ تُغَالِي فِي المَحَبَّةِ والفَلا فَكانَتْ

    ـــــــــــــــــ

    (53) يأسى الشاعر لما أصاب النيل إذ قلَّ عطاؤه وجَفَّتْ ضفتاهُ وبدا شاحب الوجه مُسْهد الجفن بعد أن كان مُختالاً بوجْهٍ كالربيع نضارة وحسناً. أصبح صاليا: أي كأنما صَلِىَ بالنار واحترق فيها.
    (54) تُدنف عاشقاً: تزيدُ من مَرِضِه. تشغل صابيا: لا تستميلُهُ إلى اللهو معها.
    (58) التباريحُ: الشدائد والدواهي. وتباريح الشوق: تَوَهُّجُهُ وازدياده. ماجت: اضطربت وعلت. المعاني: كل ما للإنسان أو غيره من الصفات الحميدة. والمقصود هو: أن أفضل ما يخفف على المحب آلامه وتباريح شوقه تجاه محبوبه هو: تلك الدَّمَعات التي تَتَساقط من عينيه حسرة على ضياع ما كان لحبيبه من جميل الصفات.
    (59) التبر: تراب الذهب والفضة قبل أن يُصاغا. العسجد: الذهب. طاويا: جائعا. يقال طوى البطن إذا خمص من الجوع. والشاعر يَعجَبُ لحال الشعب في مصر إذ يؤلِمُهُ الجوع والضنى مع كل ما أفاضه عليه النيل من كل نفيس وخير عميم.
    (63) الكَلَفِ: نَمَشٌ أو حُمرة تعلو الوجه. والمقصود ما يبدو من التصحر على مساحاتٍ من شاطئ النيل تُشوِّه جمال الخضرة على الجانبين وكأنها كَلَفٌ يعلو الوجه.
    (64) تقفوك مصر: تقتفي أثرك. قافيا: أي تابعاً لك.
    (65) الفلا: القطيعة ، تفاليا: أي تقارباً وتلاحماً بك.
    66. غَدَا حُبُّهَا أو بُغْضُهَا وَثَنِيَّةً ومَا وَجَدَتْ مِنْ نِيلِهَا العَذْبِ نَاهِيا
    67. فَكُلُّ الَّذِي تَرْضَى وَتَخْشَى مُقَدَّسٌ تُؤَلِّهُ
    68. ومَنْ مَدَّ ذَيْلَ الحُبِّ والبُغْضِ غَافِلاً تَعَثَّرَ عِنْدَ الخَطْوِ فِي الثَّوْبِ ضَافِيا
    69. ألَمْ تَرَهَا قَدْ قَدَّسَتْكَ كَشَمْسِهَا كَمَا
    70. حَبَتْكَ سَوادَ القَلْبِ والعَقْلَ والمُنَى فَلِمْ سُمِّىَ المَحْبُوبُ يَا نِيلُ حَابِيا
    71. وكَمْ أحْرَقَ الكُهَّانُ فِيكَ مَبَاخِراً وسَاقُوا
    72. فَبِتْنَ بِعُرْسٍ لِلضَّلالِ ومَأتَمٍ وَمَوْتُ
    73. عَجِبْتُ لِمَنْ يَلهُو بِرُوحٍ بَرِيئَةٍ كَمَا تَعْبَثُ العِقْبَانُ بِالفَرْخِ دَامِياً
    74. يُصَفِّقُ لِلْكُهَّانِ شَعْبٌ مُضَلَّلٌ وَمَا الشَّعْبُ إلا البَبَّغَاءُ مُحَاكِيا
    75. فَمَا كُنْتَ تَرْضَى أنْ تُرَوِّعَ غِيدَهَا وأنتَ الَّذِي عَطَّرْتَ مِنْهَا الرَّوَابِيا
    76. وَمَا كُنْتَ تَرْضَى مِنْ بَني مِصْرَ قَسْوَةً وأنْتَ الَّذِي رَقَّقْتَ فِيهَا الحَواشِيا
    77. فَكَمْ عَبَدَتْ حُكَّاَمَهَا ورُعَاتَهَا وعَبَّدَهَا مَنْ

    ــــــــــــــــــ
    (66) وثنيةً: من وثنَ الشيءُ إذا أقام. والمقصود أن حُبَّ مصر للنيل أضحى طقوساً ثابتة.
    (67) المَربُوبُ: الولد الذي يتعهده مُربِّيه بما يغذيه ويؤدبه. تعبد فانيا: أي حكاماً من البشر. والمقصود أن ارتضاء مصر بذلك مُجانبٌ للصواب.
    (70) حبتك: أعطتك ومنحتك ، والحباء كل ما يحبو به الرجل صاحبه ويكرمه به. السواد من القلب: حَبَّتُهُ ، ومن العين: حدقتها. وهنا جناس بين حَبَا بمعنى أعطى و (حابي) وهو رب النيل في العقيدة الفرعونية ، ومعناه السعيد أو جالب السعادة.
    (72) البوازي (جمع البازي): نوع من الصقور الصغيرة أو متوسطة الحجم.
    (73) العِقبان(جمع العُقاب): طائر من كواسر الطير ، قوي المخالب ، حاد البصر ، وفي المثل: أبصرُ مِنْ عُقاب.
    (74) مُحاكيا: حاكَيْتُه فَعلْتُ مثل فِعْله أَو قُلْتُ مثل قَوْله ، أو اتخذت هيئة مثل هيئته. و المُحاكاةُ هي المشابهة وهي أَكثر ما يستعمل في القبيح من المشابهة.
    (75) تُرَوِّعُ: تُفَزِّع وتخيف. الغيد: الفتيات النواعم الحسان.
    (76) الحواشيا (جمع الحاشية): جانب الشيء وطرفه. وعَيْشٌ رقيقُ الحَواشي أَي ناعِمٌ في دَعَةٍ.
    (77) عَبَّدَها: اتخذوا أهلها عبيداً لهم. وفي التنزيل "وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة الشعراء الآية 22 . البواغي (جمع الباغية): الفئة الحاكمة الظالمة.
    78. وَسَبَّحَ حَمْداً بالفَرَاعِينِ فَنُّهَا وَكُنْتَ
    79. ومَهْمَا أرَى مِنْهَا الأعَاجِيبَ ثَابِتٌ عَلَى حُبِّهَا بَلْ لا أزَالُ مُبَاهِيا
    80. فَعَصْراً يُبَاعُ الأنْبِياءُ بأرْضِهَا بِبَخْسٍ وفِي عَصْرٍ تُوَلِّي المَوالِيا
    81. أسَاطِيرُهَا حُبٌّ وخَيْرٌ تَبُثُّهُ بِسَمْعِ زَمانٍ شَبَّ فِي مِصْرَ حَابِيا
    82. و"أوُزُورُ" مِنْ عُدْوانِ "سِتٍّ" مُمَزَّقٌ و"إيزِيسُ"
    83. فَهَلْ مَاؤكَ الجَيَّاشُ مِنْ فَيْضِ دَمْعَهَا ورَافِدُهُ
    84. وَهَلْ قَامَ بَعْدَ المَوْتِ "أُوزُورُ" عَائداً وَحَلًّ إلَهَ الخَيْرِ يَفْدِي الأَنَاسِيا
    85. فَلا شِقْوَةٌ إلا إذَا كَانَ سَاخِطاً ولَيْسَ رِضاً إلا إذَا كَانَ رَاضِيا

    ــــــــــــــــــ
    (82) "أوزور" أو "أوزوريس" : اسم إله البعث والحساب و رئيس محكمة الموتى عند قدماء المصريين، من آلهة التاسوع المقدس الرئيس في الديانة المصرية القديمة. والبيت يشير للأسطورة الفرعونية القديمة. تزعم الأسطورة أن "ست" وهو إله العواصف والعنف عند المصريين القدماء ، قام بقتل أخاه "أوزوريس" وقطع أوصاله إلى 14 جزءاً ورمى بها في أنحاء متفرقة من وادي النيل، ، ومن ثم أصبح "ست" إلها للشر. و"إيزيس" هي ربة القمر والأمومة لدي قدماء المصريين والبطالمة والرومان. وهي زوجة وأخت" أوزوريس" التي شاركته في حكم مصر. الجفون الدوامي: التي بَرَزَ دَمُها ولم يَسِلْ. وفي ذلك كناية عن شدة البكاء. والبيت يشير للأسطورة الفرعونية حيث كانت "إيزيس" تبحث عن أشلاء زوجها "أوزوريس" وهي تبكي ، ومن دموعها يحدث فيضان نهر النيل فيفيض الماء في النهر وروافده. وقد يكون الشاعر قد وصف الجفون بالدوامي الحمراء ليجعلها سبباً في حمرة ماء الفيضان المحمل بالطمي والذي يعطيه هذا اللون الأحمر.
    (84) الأَنَاسِيَا: جمع الإنسان ، وهو الكائن الحيُّ المفكر. وفي التنزيل " لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا" سورة الفرقان، الآية (49) . وما يذكره الشاعر جزء من الأسطورة الفرعونية التي ذكرت أن "أوزوريس" قد أعادته "إيزيس إلى الحياة بتعاويذها وسحرها ، وأنه بسبب جهده لعمل الصلاح والخير لشعبه قد تعرض للقهر والقتل.
    (85) شِقْوة: الشِّقوةُ: الشَّقاء. وفي التنزيل " قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ" المؤمنين، الآية 106.
    ساخطاً : كارهاً وغاضباً على غيره. يقال: سَخِطَ عليه يَسْخَطُ سَخَطاً وسُخْطاً إذا لم يُرْضِهِ فعل سِواه.
    86. "وَمَنْفٌ" عَلَى ثَغْرِ الزَّمَانِ ابْتَسَامَةٌ يُشَيِّدُها
    87. يُقِيمُ بِهَا مُلْكاً مُنِيفاً ودَوْلَةً ومَاَ عَرَفَتْ مِنْ قَبْلِهِ الأرْضُ رَاعِيا
    88. يُوَحِّدُ مِصْراً فَهْىَ جِسْمٌ إذَا شَكَا بِهِ العُضْوُ أضَحَى سائِرُ الجِسْمِ شَاكِيا
    89. وتَسْبِقُ بِالفَنِّ البَدِيعِ أوَابِداً وتُسْدِي إلَى الدُّنْيَا جَنَى العِلْمِ دَانِيا
    90. و"إمْحُتْبٌ" أضْفَى عَلَى الدَّهْرِ طِبَّهُ ومِنْ قَبْلُ لَمْ يَعْرِفْ طَبِيباً مُداوِيا
    91. وتَرْفَعُ أهْرَاماً لِـ "خُوفُو" وآلِهِ فَتَغْدُو
    92. تُطِلُّ عَلَى مِصْرٍ شَواهِدُ عَصْرِهَا صُرُوحاً لِفَنٍّ لا نَظِيرَ مُضَاهِيا

    ـــــــــــــــــ
    (86) "منف" أو "ممفيس": عاصمة مصر في عصر الأسرتين الأولى والثانية ، أسسها الملك نارمر (مينا) عام 3200 ق.م. ومكانها الحالي بالقرب من منطقة سقارة جنوب القاهرة. "مينا": الملك مينا ، فرعون من الأسرة المصرية الأولى مدينة طيبة (الأقصر حاليا)، استطاع أن يوحد القطرين (المملكتين الشمال والجنوب) لأول مرة في تاريخ مصر حوالى عام 3200ق.م. الأواسيا: الأواسي (جمع الآسية): الدِّعامة والبناء المحكم أساسه.
    (88) في البيت التفات إلى الحديث الشريف: "مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسَّهَر".
    (89) الأوابد ( جمع الآبدة): الداهية أو الكلمة أو الفِعْلة الغريبة التي يبقى أثرها. والمقصود هنا بالأوابد: الفرائد والشوارد من القوافي والفنون ، ومن هذا قول الفرزدق: لن تدركوا كرمي بلؤم أبيكم = وأوابدي بِتَنَحُّلِ الأشعار ، والتنحل هو الانتحال والسرقة.
    (90) "إمْحُتب" : هو "إمْحُوتب": أول مهندس معماري وأول طبيب معروف الإسم في التاريخ المدون . كان وزيراً للفرعون زوسر. صمم هرم زوسر المدرج في سقارة مصر حوالي 2630- 2611 ق.م. في الأسرة الثالثة. رفع إلى درجة معبود بعد وفاته وأصبح إله الطب. له معبد في سقارة باسمه،وصار مصحة يزورها المرضى من جميع أنحاء الأرض، حيث انتشرت عنه أخبار كثيرة تعلن نجاحه في شفاء الكثير من الأمراض والعقاقير الناجحة التي اخترعها.اعتبره البعض صانع الأعاجيب.
    (91) "خوفو": ثاني ملوك الأسرة الرابعة في مصر القديمة ، تولى الحكم بعد وفاة والده "سنفرو". شيد الهرم الأكبر بمصر سنة 2650 ق. م. والهرم يُعد أحد أعاجيب الدنيا السبعة. رَواني: يقال رنا إلى الشيء: أدام النظر إليه في سكون طَرفٍ وإعجاب.

  2. #2
    الصورة الرمزية د. توفيق حلمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 348
    المواضيع : 19
    الردود : 348
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    93. ويَخْرُجُ مِنْ أبْوَابِ طِيبَةَ "أحْمُسٌ" يَصُولُ عَلَى الهُكْسُوسِ كَالفَهْدِ صَالِيا
    94. ويَكتُبُ فِي تَارِيخِ مِصْرَ وَثيقَةً لأوَّلِ تَحْرِيرٍ عَلَى الأرْضِ بَاقِيا
    95. فَلا بَأسَ مِنْ طَرْدِ الغُزَاةِ وإنْ عَثَوا وإنْ كَانَ غَزْواً لِلحِمَى مًتَنَامِيا
    96. وتَسْلُبُ "حَتْشِبْسُوتُ" تَاجاً مُقَدَّساً وتَغْصِبُ عَرْشاً قَبْلَ " بِلقِيسَ" عَالِيا
    97. وتَلبِسُ فِيهِ لِحْيَةً مُستَعَارَةً فَيَجْثُو لَهَا غِرُّ الرِّجَالِ عَوَانِيا
    98. ويَنْحَتُ "سِنْمُوتٌ" مِنَ الصَّخْرِ مَعْبَداً لِيَعْبُدَ

    ــــــــــــــــــ

    (93) "أحمس": أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشر. أعظم الأسر الحاكمة في مصر. حكم من 1550 حتى 1535 ق. م واتخذ طيبة (الأقصر) عاصمة لمصر. تولى الحكم في سن العاشرة بعد وفاة والده ووفاة أخيه في حروبهم ضد الهكسوس. هزم جيش أحمس الهكسوس - وعمره آنذاك 19- ثم لاحقهم إلى فلسطين ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ. استمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا 35 عاما.
    (96) "حتشبسوت": الملكة ماعت كا رع حتشپسوت ، أحد أشهر الملكات في التاريخ، وهى الابنة الكبرى لفرعون مصر تحوتمس الأول وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وحكمت من 1503- 1482 ق.م. وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت بها إلى والصومال و المحيط الأطلسي. واجهت مشاكل مع الشعب لكونها امرأة ، فكانت تلبس ملابس الرجال وتلبس لحية مستعارة. "بلقيس": ملكة سبأ ، وقد أسلمت وخضعت لنبي الله سليمان ، كما أخبر بذلك القرآن الكريم.
    (97) عَوانيا (جمع العانية): الخاضعة والذليلة. والعاني هو الأسير يقال عنا فلان فيهم أسيرا ، أي أقام على إساره فهو عان ، وجمعه: عناة ، والنسوة: عوان. يقول ابن القيم الجوزيه: (والله قد جعل النساء عوانيا * شرعا فأضحى البعل وهو العاني). الغِرُّ بكسر الغَيْن: كل من ينخدع من الرجال أو النساء. يجثو: أي يجلس على ركبتيه. والشاعر هنا يشبه خضوع غِر الرجال لحتشبسوت - التي تشبهت بالرجال ولبست لحية مستعارة - بالنسوة فأجرى عليهم صفة تجري على النسوة وليس على الرجال (عوانيا).
    (98) "سنموت": رئيس الكهنة بمعبد منتو ببلدة أرمنت ، وهو المهندس الذي بنى لحتشبسوت معبدها الشهير في الدير البحري غرب الأقصر ومنحته 80 لقبا وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين سنموت وحتشبسوت "وأنهما شاركا في حياة أسطورية". ربة التاج: حتشبسوت. صابيا: أي مائلا إليها متشوقاً لرؤيتها.
    99. وَيُودِعُ فِي أرْكَانِهِ نَبْضَ عَاشِقٍ وفِي قُدُسِ الأقْداسِ قَلْباً مُنَاجِيا
    100. وتَمْخُرً أثْبَاجَ البِحَارِ سَفِينُهَا وتَحْمِلُ مِنْ نَبْطِ العُرُوضِ الغَوالِيا
    101. وتَكشِفُ آفَاقاً وتُفْشِي مَجَاهِلاً فَلِمْ هَجَرَ الأبْنَاءُ هَذِي المَجَالِيا
    102. وكَانَ حَرِيًّا أنْ يَشُقُّوا عُبَابَهَا وأنْ
    103. فَأيْنَ مَضَتْ تِلْكَ السَّفِينُ وقَدْ غَشَا ثُغُورَكِ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ البَحْرَ غَاشِيا
    104. ولا عُذْرَ عَنْ عَجْزٍ يَلُمُّ أوَاخِراً لِمَنْ بَلَغُوا هَامَ السَّحَابِ أوَالِيا
    105. وَمِنْ بَعْدِها يَأتِي "تُحُتْمُسُ" سَاخِطاً فَيَطْمِسُ مَا شَادَتْ ويَشْتَدُّ مَاحِيا

    ــــــــــــــــــ

    (99) قُدُسُ الأقداس: المكان الأكثر قدسية. وقدس الأقداس عند الفراعنة هو منطقة أو غرفة في أي معبد ويوجد بها تمثال إله المعبد الذي يتجسد فيه وتقدم له القرابين. ويقتصر الدخول إلى قدس الأقداس على الكهنة المختصين بهذا الإله والفرعون وتتم فيه الشعائر سراً. ويعتبر قدس الأقداس هو أطهر مكان في المعبد. والمقصود من البيت أن سنموت بعد أن بنى معبداً لحتشبسوت وأودع في قدس أقداسه قلبه ليقوم بمناجاتها في أطهر مكان.
    (100) تمخر أثباجَ البحر: أي تشق السفينة وسط البحر، والثبج: وسط الشيء تَجَمَّعَ و بَرَز ، وجمعه أثباج وثبوج ومنه ثبج وأثباج البحر. نَبْطُ العَرُوضِ: نَبَطَ الشيءُ أي ظَهر بعد خفائه ويقال حَفَر الأرضَ حتى نَبَطَ الماءُ ، ونبطَ العلمَ والحكمةَ أي استخرجهما وبثهما بين الناس. العُرُوضُ: الأَمْتِعةُ التي لا يدخلها كيل ولا وَزْنٌ ولا يكون حَيواناً ولا عَقاراً، تقول: اشتريت المَتاعَ بِعَرْضٍ أَي بمتاع مِثْلِه، وعارَضْتُه بمتاع أَو دابّة أَو شيء مُعارَضةً إِذا بادَلْتَه به. الغوالي (جمع الغالية): أخلاط من الطيب كالمسك والعنبر وغيرهما. وكانت حتشبسوت قد عادت من رحلتها في أرض بونت (وهي الصومال حالياً) محملة بكميات كبيرة من الأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة.
    (101) البيت يشير لرحلات حتشبسوت إلى أرض بونت وإرسالها الأسطول إلى المحيط الأطلسي.
    (103) غشا ثغورك: أحكم سيطرته عليها. والثغور جمع ثغر وهو الفرجة في الجبل و نحوه والموضع يخاف هجوم العدو منه ، و منه سميت المدينة على شاطئ البحر ثغراً. المُخاطَبُ في البيت هي مصر ، فالقصيدة تجري في سياق خطاب الشاعر للنيل أو مصر.
    (104) هام (جمع هامة): الرأس وأعلاه أو وسطه ويقال هو هامة القوم سيدهم ورئيسهم.
    (105) "تُحُتْمُسُ": تحتمس الثالث (1425 ق.م.) ، وهو سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، و يعتبر من أعظم حكام مصر على مر التاريخ. بعد وفاة حتشبسوت – وهي عمته وزوجة أبيه - اعتلى تحتمس الثالث العرش وقام بتخريب معابدها ومحا اسمها واستهدف جميع آثارها بالطمس والتخريب حيث كان يرى أنها اغتصبت حكم البلاد منه بعد وفاة أبيه. مات تحتمس وعمره 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عاما.
    106. ولَوْلا يَدٌ لِلمَحْوِ تَهْدِمُ مَا مَضَى لَظَلَّتْ
    107. وهَلْ صَارَ حُبُّ المَحْوِ فِي مِصْرَ خَلَّةٌ فَلا
    108. ولَوْ كَانَ مِنَّا مَنْ يُضِيفُ لِسَابِقٍ عَلَتْ مِصْرُ عَنْ كُلِّ البِلادِ مَبَانِيا
    109. ومَا قَصَّرَتْ في يَومِهَا عَنْ تُرَاثِهَا ومَا رَضِيَتْ فِي المَجْدِ إلا التَّنَاهِيا
    110. وَ"رَمْسِيسُ" يَبْنِي فِي الدِّيارِ بَدَائِعاً وَيُعْلِي
    111. ويَكُتُبُ "بُكْخُوُرِيسُ" قَانُونَ شَعْبِهِ يُحَدِّدُ
    112. و"قَمْبِيزُ" يَغْزُوهَا عَلَى حِينِ غِرَّةٍ فَيَلقَى
    113.ولمْ تَنْسَ "ذَا القَرْنَيْنِ" يُنْشِئُ ثَغْرَهَا فَيَخْلُدُ
    114. وتُصْبِحُ لليُونَانِ مَعْهَدَ عِلمِهَا ويَتَّخِذُ

    ــــــــــــــــــ

    (107) الخَلَّةُ (بفتح الخاء): الخصلة والعادة. يُحَطِّمُ ماضِيا: يَمحو أثره.
    (110) "رمسيس": رمسيس الثاني ، ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر.حكم مصر لمدة 66 سنة (1312- 1279 ق.م). من أبرز إنجازاته العسكرية معركة قادش مع الحيثيين. قام رمسيس ببناء عدد كبير من المبانى يفوق اى فرعون أخر ، ومنها المعابد الضخمة والمسلات. وقد يظن الكثيرون أن رمسيس الثاني هو نفسه فرعون موسى والذي أخرج اليهود من مصر وهو ما جعل الشاعر يشير إلى ذلك في عجز هذا البيت (وَيُعْلي صُرُوحاً لِلسَّماءِ مَراقِيا) فقد ذكر القرآن الكريم في سورة غافر الآية (36): " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ". وأيضاً في سورة القصص الآية(38): "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَٰهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ". مراقي (جمع مَرْقاة أومِرْقاة): درجة، واحدة من مَراقي الدرَج. وترقَّى في العِلْم أَي رَقِيَ فيه دَرَجة درجة. ورَقَّى عليه كلاماً تَرْقِيةً أَي رفَع.
    (111) "بوكخوريس": أحد ملوك الأسرة الرابعة والعشرين الفرعونية (718-712 ق.م.). دون قانوناً باسمه وهو ما يُعرف بمدونة بوكخوريس أو قانون بوكخوريس وهو مدني بعيد عن الطابع الديني سواء في مجال الأحوال الشخصية أو في نظام المعاملات المدنية.
    (112) "قمبيز": ملك الفرس ويعرف باسم قمبيز الثانى وهو ابن قورش الأكبر ، وتولى الحكم عام 529 ق.م.
    (113) "ذو القَرنَينِ" : هو الرجل الصالح الذي أتاه الله العلم والحكمة ، والذي بنى السد بين الجبلين ليحول بين يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض حتى أمن الخائفون من شرورهم كما ذكر القرآن الكريم. وقد ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه جاب أقصى الأرض في المغرب و أقصاها في المشرق. ويرى المؤرخون – وأيدهم الشاعر- أنه الأسكندر الرومي الملقب الأسكندر الأكبر والذي أنشأ ثغر الأسكندرية وإليه نُسِبَتْ منذ عام 332 ق.م. وقضى فيها على حكم الفرس.
    115. فَيَرْشُفُ "صُولُونٌ" مِنَ الثَّغْرِ حِكْمَةً ويُمْسِي بِهِ "يُوليُوسُ" لِلخَمْرِ حَاسِيا
    116. وفِيكَ "كُلُوبَاتْرا" تَعِيشُ لِحُبِّهَا وَتَشْقَى وَلا تَلقَى سُوَى السُّمِّ شَافِيا
    117. ألَيْسَ ابْنَةُ الأفْعَى أحَقُّ بِسُمِّهَا إذا ضَاقَت الدُّنْيا عَلَيْهَا مَرامِيا
    118. كأنَّ هَواهَا قِصَّةُ الحُبِّ كُلِّهِ تَطِيبُ عَلَى سَمْعِ الزَّمَانِ iiأغَانِيا
    119. وَكُلُّ شُعُوبِ الأرْضِ باتَتْ تَقُصُّهَا ومَنْ لا يُصَبِّيِهِ الهَوَى بَاتَ صَابِيا
    120. وكَمْ دَاعَبَتْ فِيكَ الخَيالَ بِمَعَبَدٍ بِذَوْبِ قُلُوبٍ شَادَهُ الفَّنُ زَاهِيا
    121. وبَادَ بِرُومَا كُلُّ مَجْدٍ لِقَيْصَرٍ وظَلَّ
    122. تُخَلِّدُهُ مِصْرٌ ولَيْسَ بِلادُهُ فَمِصْرُ سِجِلُّ الخَالدِينَ هِيَا هِيَا

    ــــــــــــــــــ
    (115) "صولون": شاعر ومشرع يوناني وأحد حكماء الرومان السبعة (640 – 560 ق.م.). وكان أيضا من السياسيين اللامعين ، وكان حاكما لأثينا، وقام بإصلاحات تشريعية وإدارية سُمِّيَت تشريعات صولون. في سنة 572 ق. م اعتزل صولون منصب الحاكم بعد تقلده لمدة ( 22 عاما ) , وسافر ليطلع على حضارة مصر والشرق وأصبح من قادة الفكر في مدينة الأسكندرية. "يوليوس": جيوس يوليوس قيصر (100 ق.م - 41 ق.م) ، والمشهور باسم يوليوس قيصر. هو قائد سياسي وعسكري بارع ويعتبر أحد اكثر الرجال نفوذا في تاريخ العالم. قام بدور هام في تحول الجمهورية الرومانية الى امبراطورية وكان امبراطوراَ لها. واشتهر قيصر بمعاقرة الخمر واللهو ، وله ولد من كليوباترا سماه المصريون "قيصرون". غادر يوليوس مصر في شهر يونيو من عام 47 ق.م.
    (116) "كليوباترا": كليوباترا السابعة ( 69- 30 ق.م.) ملكة مصر، الشهيرة في التاريخ وقصتها متنوعة لدى الرواة والمؤرخين ، ومن أشهرها علاقتها بيوليوس قيصر ثم ماركوس أنطونيوس من بعده .أصبحت ملكة بالمشاركة مع أخيها في الحكم بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر عام 51 ق. م. انتحرت كليوباترا بعد هزيمة جيوشها ووقوع مصر تحت سيطره الرومان حتى لا تقع أسيرة ، وذلك عن طريق لدغة أفعي الأصلة السامة. كانت كليوباترا آخر حكام مصر في دولة البطالمة.
    (119) يُصَبِّيِهِ: تَصَبَّتْه المرأة أي شاقَتْه ودَعَتْه إِلى الصِّبا فحَنَّ لها وصَبا إِليها. ويقال: صَبا إِلى اللَّهْوِ صَباً وصُبُوّاً وصَبْوةً أي اشتاق ومالَ وحَنَّ.
    (120) يقصد الشاعر معبد دندرة الشهير الواقع بالقرب من الأقصر في صعيد مصر. وتصور النقوش الموجودة على جدرانه قصة حب كليوباترا ويوليوس قيصر وولادة الطفل قيصرون.
    (122) هِيَا (الثانية): توكيد لفظي للضمير المنفصل: هِىَ (الأولى) ، ولحقت بالضمير الألف للتفخيم أو الفخر والتهليل أو للضرورة الشعرية.
    123. وتُرْخِي حِبَالاً لِلْعِدا وتَشُدُّهَا ولا ضَيْرَ إلا أنْ يَكُونَ تَرَاضِيا
    124. ويُسْجَنُ فِيهَا الأبْرِياءُ سِياسَةً ويَبْقَونَ فِي جَوْفِ السِّجُونِ هَوادِيا
    125. ودَاعِي الهُدَى لا يَسْتكِينُ مِنَ الأذَى ويَلبَثُ نُوراً فِي دُجَى السِّجْنِ دَاعِيا
    126. ومَا عَتَمَتْ أنْ كَفَّرَتْ عَنْ ذُنُوبِهَا فَكَانَ
    127. وَخَرَّ حُواةٌ سَاجِدِينَ وقَدْ هُدُوا إلَى دِينِ حَقٍّ لا يُقَرِّبُ حَاوِيا
    128. ولَوْ شَاءَ رَبُّ العِزَّةِ انتَصَرَتْ عَصَا وشَقَّتْ بِحَاراً تُغْرِقُ الكُفْرَ عَاتِيا
    129. وشَرَّفَهَا عِيسَى بْنُ مَرْيمَ قَادِماً وَمَرْيَمُ
    130. وقَدْ أسْمَعَ الفَارُوقُ مِصْرَ بِعَدْلِهِ كَمَا أسْمَعَ الفَارُوقُ فِي الشَّامِ سَارِيا
    131. وَمَدَّتْ ذِراعَيْهَا إلى "عَمْرِو" فَاتِحاً فَشَدَّ

    ــــــــــــــــــ
    (124) البيت يشير إلى يوسف بن يعقوب عليه السلام ، والذي سُجن في مصر بتهمة كاذبة هو بريء منها. وقد سَجَنَ عزيزُ مصر يوسفَ على الرغم من تيقنه من براءته، وذلك ليخفي خطيئة زوجته ، الأمر الذي قد يزعزع أوتاد حكمه ، وذلك المَعْنِيِّ بكلمة "سياسة" التي وردت في البيت. وقد ظل يوسف في السجن يدعو صاحبيه إلى الإيمان بالله ، فلم يُنسِهِ الظلم والسجن ما أرسله الله لأجله من الدعوة والهداية.
    (126) عَتَمَتْ: أي كَفَّتْ عن الشيء بعد المضي فيه. وقد يكون الشاعر قد استرشد هنا بقول العزيز لزوجته وورد في سورة يوسف الآية 29 "وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ". وفي البيت أيضاً التفات إلى ما قاله يوسف لعزيز مصر " اجعلني على خزائن الأرض" كما في التنزيل (سورة يوسف الآية 55).
    (127) يشير الشاعر إلى السر الإلهي في عصا موسى عليه السلام ، إذ خَرَّ له جبابرة السحرة مؤمنين بعد أن تيقنوا من المعجزة الإلهية.
    (128) في البيت التفات لعصا موسى عليه السلام التي ألقاها فانشق البحر إلى نصفين ليغرق فرعون وجيشه.
    (129) مريم تحدو: تتقدم ركبها إلى مصر في رحلتها إليها.
    (131) الفاروق: الخليفة عمر بن الخطاب وهو لقب أطلقه عليه الرسول الكريم. أسمَعَ مصرَ بعدله: إشارة لإرساء عمر العدل أثناء خلافته والذي ذاع وأسمع مصر به قبل الفتح ومن بعده. أسمَعَ في الشام ساريا: يشير الشاعر إلى "سارية بن زنيم" الذي ناداه من فوق المنبر في المدينة بعد أن رأى ببصيرة إيمانه أن جنود العدو تكمن في الجبل خلف جيش سارية وقال له: ياساريةَ الجبل ، فسمعه ساريةُ واستجاب لنداء عمر وكان ذلك سبباً في نصره.
    (131) الضمير في ذراعيها يعود إلى مصر ، في إشارة إلى الترحيب بقدوم جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص والذي سبقه ما علمه أهل مصر من عدل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب. وكان أهل مصر قبل الفتح يعانون من الظلم الشديد على أيدي الرومان.
    132. تُظَلِّلُهُ السَّمْحَاءُ بِالخَيْرِ والتُّقَى وَرَشَّدَهُ
    133. ألَمْ تَرَهُ يَدْعُو "المُقَوقِسَ" لِلهُدَى وقَدْ كَانَ يَنْهَى بِالهُدَاةِ "النَّجَاشِيا"
    134. إذا مَلأ الإيمَانُ قَلْبَ مُوَحِّدٍ مَضَى فِي سَبِيلِ اللهِ يَحْدُو الهَوَادِيا
    135. وَسَارَ بِجُنْدِ اللهِ فِي الأرْضِ فَاتِحاً ورَايَاتُهُ
    136. يُقَصُّ ابْنَهُ إنْ مَسَّ حَقَّ مُعَاهَدٍ ولَوْ كَانَ طِفْلاً في المَلاعِبِ لاهِيا
    137. فَفِي ظِلِّ وَحْدَانِيَّةِ اللهِ مِلَّةٌ يَكُونُ
    138. وَيَخْتَطُّ فُسْطَاطاً وجامِعَهُ الَّذِي أَجَلُّ عَلَى الدُّنْيا مِنَ الغَيْثِ هَامِيا
    139. وَيَأتِي إلَيْهَا "الشَّافِعيِّ" بِفِقْهِه بِهِ يُهْتَدَى مِثْلَ النِّجُومِ السَّوَارِيا
    140. ويُنْشِئُ فِي عِلْمِ الأُصُولِ رِسَالَةً تُفَصِّلُ فِي الشَّرْعِ الحَكِيمِ المَبَادِيا
    141. وتَسْتَنْبِطُ الأحْكَامَ ذِكْراً وسُنَّةٌ ويَقْطَعُ فِي عِلْمِ العُلُومِ الدَّعَاوِيا
    142. وَيَجْلِسُ فِيهَا "الليْثُ" يُرْسِي قَواعِداً مِنَ الرَّأي تَعْلُو فِي الحِجَاجِ مَبَانِيا

    ــــــــــــــــــ
    (132) السمحاء: الشريعة الإسلامية التي يدين بها عمرو. رَشَّدَهُ الفاروق قاضيا: عَيَّنَهُ حاكماً لها.
    (133) يشير الشاعر إلى أثر الإسلام على عمرو بن العاص والذي أصبح بعد إسلامه داعيا "المقوقس" عظيم الأقباط في مصر إلى الإسلام ، بعد أن كان عمرو هو رسول المشركين إلى "النجاشي" ملك الحبشة يدعوه إلى التنكيل بمن هاجر إليه من المسلمين ، ولكنه الإيمان وأثره في القلوب.
    (134) الهواديا (جمع الهادية): المتقدمة في كل شيء. ويحدو الهواديا: يكون بمثابة إمام لهم.
    (136) المُعاهَد: الذِّمُّي أو غير المسلم ممن أعطاه المسلمون عهداً بالأمان والذمة ورعاية الحرمة. وفي البيت إشارة إلى واقعة القصاص التي أمر بها عمر بن الخطاب من ابن عمرو بن العاص بعد أن ضرب ابن المسيحيِّ فأتي بالصغيرين وقال لابن المسيحي: اضرب ابن الأكرمين.
    (138) الفُسطاط: مدينة مصر العتيقة التي بناها عمرو بن العاص في المكان الذي نزل به.
    (139) الشافعي: الإمام أبو عبد الله محمد ابن إدريس الشافعي ، أول من تكلم في علم أصول الفقه، ولد بِغَزَّة 150 هـ ، في اليوم الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة ، وقد طاف بمكة ، وبغداد فترات قليلة. ذهب إلى مصر سنة 199 هـ ونشر مذهبه الجديد بها ، وبقى بمصر إلى أن كانت وفاته سنة 204 هـ رحمه الله.
    (142) "الليث": أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن: إمام أهل مصر في الفقه والحديث. ولد بأصبهان وقيل بقلقشند سنة 94 هـ وتوفي عام 175 هـ ودفن بمصر. قال عنه الشافعي: إن الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به ، رحمه الله. الحِجاج: جمع الحُجَّة أي الدليل والبرهان. والحِجاج : المجادلة.
    143. ويَسَبِقُ فِي العِلْمِ "ابْنُ خَلْدُونَ" مُنْشِئاً مُقَدِّمَةً
    144. ويَا نِيلُ هَلْ أُنْسِيتَ زَحْفاً لِجَوْهَرٍ لِيَبْنِىَ
    145. ومَدَّ "عُبَيْدُ اللهِ" أرْوَاقَ جَامِعٍ كأنَّ
    146. حَكَى نَسَباً للسَّيْفِ والتِّبْرِ يَنْتَمِي فَلَمْ
    147. وحُقَّ لَهُ غَرْسُ النَّبِيِّ بِأزْهَرٍ ولَيْسَ
    148. وقَاهِرَةٌ تَرْقَى وتَسْمُو مَآذِناً وتَنْشُرُ دِينَ اللهِ فِي الأرْضِ هَادِيا

    ــــــــــــــــ

    (143) "ابن خلدون": عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي ، و"المقدمة" هي الجزء الأول من كتابه الذي أنهاه في منتصف عام 779 هـ وبها: فَضْلُ علم التاريخ وعلم الاجتماع الانساني والعمران والأشجار وجغرافية ذلك. ثم كان الجزء الثاني الذي قال: أنه ألحق به تواريخ الأمم. و"قفت عليها القوافيا": أي كثرت فيها القوافي ومنظومات الشعراء.
    (144) جوهر: أبو الحسن:جوهر بن عبد الله الصقلِّي المعروف بالكاتب الرومي ، من موالي المعز بن منصور بن القائم المهدي الفاطمي ، وقد جَهَّزه إلى الديار المصرية ليأخذها بعد موت كافور الأخشيد ، ودخل مصر سنة 358 هـ. وهو من قام ببناء الجامع الأزهر، وفرغ منه في رمضان 361 هـ وظل يدير أمر مصر أربع سنين حتى وصل مولاه المعز الفاطمي الذي عزله من منصبه ، وتوفي جوهر بمصر سنة 381هـ .
    الفواطم: الفاطميون هم سلالة شيعية، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة، حكمت شمال أفريقبا ومصر والجزيرة العربية و صقلية. عاصمتها الأولى هي القيروان (909-920 م) ثم المهدية في تونس (820- 973 م) ، ثم القاهرة عام 973 م. يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وانتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق. تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها وبنيت بها دار الحكمة والأزهر والمكتبات والأضرحة.
    (145) "عُبيد الله": يقصد جوهر الصقلي. عَزاليا: يقال أرسلت السماء عزاليها: أي انهمرت بالمطر.
    (146) يريد الشاعر أن اسم جوهر الصقلي مُشْتَقٌ من الجوهر والسيف المصقول.
    (147) المقصود بالبيت أن جوهر الصقلي لم يُرِدْ رياءً ولا افتخاراً بِعَمَلهِ ، وإنما بنى الأزهر ليكون منارة ووسيلة لنشر مبادئ الدعوة وتنمية ما بذره الرسول الكريم من القيم والتشريعات السامية. وحَقَّ له هذا الأمر ، أي تَيَقَّنَهُ وثبت صدقه عنده. العرق: أصل كل شيء ، ويقال: تدَارَكَتْهُ أعراقُ صدقٍ أو سَوْء.
    149. وتُعْلِي قِبَاباً للتَصَوُّفِ فِي القُرَى طَرَائِقَ فِي حُبِّ النَّبِيِّ شَوَادِيا
    150. فَمِنْ قَارِئٍ لِلْوِرْدِ بَعْدَ صَلاتِهِ ومِنْ قَائِمٍ بالذِّكْرِ فِي اللهِ فَانِيا
    151. عَجِبْتُ لَهُ يَشْدُو بِلَحْنِ رَبَابَةٍ مَلاحِمَ
    152. فَألْهَى بِهَا السُّمَّارَ عَنْهُ فَفِرْقَةٌ تُوَالِي "أبَا زَيْدٍ" وأُخْرَى "الزَّنَاتِيا"
    153. فَكَانَ حَنِيفاً يَخْلِطُ الهَدْىَ بِالهَوَى ويُدْخِلُ فِي الإسْلامِ بِدْعاً مُنَافِيا
    154. وَجَدَّ "صَلاحُ الدِّينِ" في عَيْنِ أُمَّةٍ تَدَاعَى
    155. فَسَارَ إلى "حِطِّينِ" مُنْتَصِرَ الخُطَى يَدُكُّ
    156. يَخُطُّ مَواثِيقَ الحُقُوقِ بِحَافِرٍ مِنَ الخَيْلِ فِي صَخْرِ المَوَاقِعِ وَارِيا
    157. وفِرْسَانُ نَصْرٍ كَالرِّياحِ خُيُولُهُمْ وقَدْ
    158. فَدَانَتْ بِحِطِّينٍ رِقَابُ عَدِوِّهِمْ وكَانَ

    ــــــــــــــــــ
    (149) طرائق (جمع طَريقَةُ): فِرَقٌ ، وطَريقَةُ القوم: أماثلُهم وخيارهم. يقال: هذا رجلٌ طَريقَةُ قومِه، وهؤلاء طَريقَةُ قومِهم وطَرائِقُ قومِهم أيضاً؛ للرجال الأشراف، ومنه قوله تعالى: "كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً" سورة الجن الآية 11، أي كنا فِرَقاً مختلفة أهواؤنا. وطَريقَةُ الرجل أيضاً: مَذهبه. والشاعر يقصد هنا الطرائق الصوفية في مصر التي تَواكَب ظهورها مع حكم الفاطميين واستمرت حتى الآن. شَواديا: من "الشَّدْو" وهو الترنم والغناء بما في طرائقهم من مدائح للنبي صلى الله عليه وسلم.
    (152) "أبا زيد": أبو زيد الهلالي . "الزناتيا": الزناتي خليفة. والاثنان يُروى عنهما غير القليل من الأعمال التراثية التي تحكي بعضاً من حياة العرب (البدو الرحل) وتنسب الشجاعة والبطولة والذكاء لأبطال تلك السير. ويحكي هذه السير منشدون على الربابة يستمع إليهم الناس وينحازون باختلاف آرائهم إلى أحد الأبطال دون الآخر.
    (153) الحنيف: المائل من شر إلى خير. والدين الحنيف المستقيم لا عوج فيه ، والحنيفية: ملة الإسلام.
    (154) "صلاح الدين": الناصر لدين الله أبو المظفر يوسف بن أيوب (1138 - 1193م)، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر و الشام وشمال العراق والحجاز. اشتهر بلقب صلاح الدين قبل ان يصبح سلطاناً لمصر وتسمى بالناصر لدين الله. هزم الصلييبين وحرر القدس التي دخلتها قواته في يوم 2 من أكتوبر 1187. مات صلاح الدين بالحمى في دمشق في 3 من مارس 1193، الموافق يوم الأربعاء 27 من صفر 589ھ.
    (155) الصياصي: الحصون ، والصياصي (جمع الصَّيْصَة) وهي الحصن.
    (156) واريا: أي مُخرجاً الشرر من الأرض بحافره ، والتعبير كناية عن الشدة وسرعة العَدو.
    (158) القنا: القناة ، وهي الرمح الأجوف. العوالي (جمع العالية): النصف الذي يلي سِنَّ القناة.
    159. فَلا حَقَّ لِلمَهْزُومِ فِي يَدِ هَازِمٍ إذا حَكَّمُوا بَيْنَ الخُصُومِ المَوَاضِيا
    160. فَخُلِّدَ فِي تارِيخِ مِصْرَ صَلاحُهَا كَما خَلَّدَتْ بِالحَزْمِ فِيهَا الطَّوَاشِيا
    161. و"أمُّ خَلِيلٍ" لا يُزَعْزِعُهَا الرَّدَى أمَامَ الصَّليبِييِّنَ كَالطَوْدِ رَاسِيا
    162. تُدِيرُ رَحَى حَرْبٍ بِحُنْكَةِ فَارِسٍ إلَى أنْ أتَى نَصْرٌ مِنَ اللهِ رَاوِيا
    163. فَبَاتَ السَّبَايَا يَحْمِدُونَ نَجَاتَهُمْ وسُلطَانُهُمْ فِي دَارِ لُقْمَانَ عَانِيا
    164. وَعَادَ "لُوِيسٌ" بَاكِياً مِنْ نِسَائِنَا فَكَيْفَ إذَا سَلَّ الرِّجَالُ اليَمَانِيا

    ــــــــــــــــــ
    (159) المواضيا: السِّيوف.
    (160) الطواشيا: الطواشي لقب يطلق على العبد المَخْصيّ . و"الطواشي" - كما ذكر بعض الرواه - هو مؤتمن الخلافة الفاطمية بمصر ، والذي قام بالكتابة من دار الخلافة بمصر إلى الفرنجة ليقدموا إلى الديار المصرية ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية بقيادة الخليفة الفاطمي العاضد بنور الدين محمود. لكن خيانته انكشفت وأمر صلاح الدين بقتله. وقد يكون المقصود هو "الطواشي صبيح المعظمي" الذي كان عبداً مقرباً لسلطان مصر توران شاه وتم تكليفه بحراسة لويس التاسع ملك فرنسا في داربن لقمان بالمنصورة بعد أسره في معركة المنصورة . ويوجد في الدار حتى الآن تمثال بالحجم الطبيعي للملك لويس التاسع والاغلال في يديه وخلفه الطواشي صبيح يحرسه ، وقد ذكر الشاعر هذا في البيت رقم 165.
    (161) "أم خليل": هي "شجر الدر" وليس "شحرة الدر" كما هو دارج بالخطأ، الملقبة بعصمة الدين أم خليل ، تركية الأصل، وقيل أنها أرمينية. كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب وأعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648هـ (مايو 1250م). تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بعد وفاة زوجها السلطان ، ولعبت دوراً تاريخياً هاماً أثناء في الحملة الصليبية السابعة على مصر أدى لانتصار الجيش ورد العدوان الصليبي.
    (162) الحُنْكَةِ (بضم الحاء وسكون النون): التجربة ، والبصر بالأمور.
    (163) دار لقمان: هي دار ابن لقمان في مدينة المنصورة المصرية ، وقد قضى فيها الملك لويس التاسع فترة أسْرِهِ. وتنسب الدار إلى القاضي إبراهيم بن لقمان قاضي المنصورة في ذلك الوقت. عانيا: العاني هو الأسير.
    (164) "لويس" : لويس التاسع أو لويس القديس هو ملك فرنسا (1226-1270 م). قام بقيادة الحملة الصليبية عام 1249 م، حتى يحرر بيت المقدس من أيدي سلاطين مصر ، كانت وجهته الأولى دمياط في مصر ، إلا أنه هزم وحوصر جنوب المنصورة وحاول الفرار بجيشه ، لكنه وقع في الأسر هو وأمراؤه ونبلاؤه عام1250م ، وأودع مُغَللاً في دار بن لقمان.
    اليمانيا: المقصود: السيف اليماني وهو من أشهر أنواع السيوف وأجودها.
    165. قُيُودُ "سَطِيحٍ" في يَدَيهِ كُلُومُهَا ولَيْسَ تَرَى مِنْهَا مَدَى الدَّهْرِ فَادِيا
    166. وفِي "عَيْنِ جَالُوتٍ" سَمَا "قُطُزٌ" بِهَا وأرْسَى
    167. فَحَرَّرَ مَمْلُوكٌ بِمِصْرَ شَآمَنَا وَمَزَّقَ
    168. وتَغْتَالُهُ فِي مَوْكِبِ النَّصْرِ عُصْبَةٌ تَغَاوَوْا
    169. فَلَمْ تَدْرِ مِصْرٌ هَلْ تَدُقُّ بَشَائِراً عَلَى النَّصْرِ أمْ تَلْقَى عَلَيْهِ التَّعَازِيا
    170. ويُحْزِنُنِي "الغُوُرِيُّ" فِي "مَرْجِ دَابِقٍ" يُدَافِعُ

    ــــــــــــــــــ
    (165) الكُلوم (جمع الكَلْم): الجرح. "سطيح": هو الطواشي سطيح الذي وضع الأغلال في يدي لويس التاسع بعد أن تم أسره. والشاعر يقصد هنا أن أسر لويس التاسع ، ووضع الأغلال في يديه ، هي حادثة في حد ذاتها تشير لمهانة لحقت بالصليبيين وملكهم، وسيظل ذكرها في التاريخ قائماً ، ولن يستطيع أحد أن يطمسها أو يفتديها مدى الدهر ، حتى وإن كان ذلك الملك قد افتدى نفسه بالمال والعهد كي يتحرر من الأسر.
    (166) "عين جالوت": منطقة عند مدينة بيسان ونابلس بفلسطين وقعت فيه أحداث معركة عين جالوت الشهيرة في 25من رمضان سنة 658 هـ ، 3 من سبتمبر 1260 م ، وتعد من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي. انتصر فيها جيش مصر بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز على المغول مما أدى إلى إيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة 656 هـ/ 1258 م.
    "قطز": هو الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي (توفي في يوم 24 من أكتوبر 1260) سلطان مصر المملوكي ، تولى الملك سنة 657 هـ. يعتبر أبرز ملوك الدولة المملوكية على الرغم أن فترة حكمة لم تدم سوى عاما واحدا، لأنه استطاع أن يوقف زحف المغول الذى كاد أن يقضى على الدولة الإسلامية وهزمهم هزيمة منكرة في معركة عين جالوت ولاحق فلولهم حتى حرر الشام.
    (167) المملوك: يقصد به الملك المظفر سيف الدين قطز.
    (168) تغاووا عليه: تجمعوا وتعاونوا على قتل قطز بعد انتصاره على المغول ، وكانوا عصبة بقيادة بيبرس كبير قواد قطز.
    (170) "الغوري": هو الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردى الغورى ، وهو الملك السادس والأربعون من ملوك المماليك وأخرهم , وهو العشرون من الملوك الجراكسة. ولد سنة (850 هـ - 1446 م). نودى به ملكا على مصر سنة 906 هـ- 150م وظل في ملك مصر إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516م.
    "مرج دابق": معركة مرج دابق كانت بين العثمانيين بقيادة السلطان "سليم الأول" وجيش المماليك القادم من مصر بقيادة السلطان الأشرف "قانصوه الغورى". حدثت المعركة سنة (922هـ -1516م) على مشارف حلب في مكان يسمى "مرج دابق" ، و قرية دابق من القرى التاريخية التابعة لناحية اخترين مدينة حلب في الشمال السوري حيث تبعد عن الحدود التركية تقريبا 10كم. و مهد انتصار العثمانيين في هذه المعركة إلى أن تصبح مصر والشام والحجاز واليمن ولايات تحت حكم الدولة العثمانية.
    171. يُجَاهِدُ في سِنِّ الثَّمانينَ وَارِعا وَيَلقَى "سَلِيماً" بالعِتَاقِ المَذَاكِيا
    172. وَخَرَّ عَلَى رَغْمِ البُطُولَةِ مُضْرَجاً فَمَا مَاتَ إلا شَاهِرَ السَّيْفِ شَاكِيا
    173. و"طُومَانُ بَايٍ" في "زُوَيلَةَ" ثابِتٌ وَيُشْنَقُ
    174. ولَمْ تَنْسَ "بُونَابَرْتَ" في غُلَوَائِهِ يُراوِدُهُ
    175. أتَاكَ وأحْلامُ الطُّغَاةِ تَحُثُّهُ وآبَ كَسِيراً عَنْ ضِفَافِكَ خَاوِيا
    176. كَمَا جَاءَ فِي جُنْحِ الدُّجَى مُتَسَلْلاً مَضَى عَنْكَ فِي جُنْحِ الدُّجَى مُتَوَارِيا

    ـــــــــــــــــ
    (171) وارعاً: يقال وَارَعَ فلانٌ فُلاناً أي نَاطَقَهُ وشَاوَرَهُ. العتاق من الخيل: النجائب ، ويقال عَتَق الفرسُ عِتْقاً: أي كَرُمَ وسَبَقَ ، والمذاكي من الخيل: التي أتى عليها بعد قروحها سنةٌ أو سنتان, ومفرد المذاكي: المُذاك.
    "سليما": سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، (10من أكتوبر 1470- 9 من شوال 926 هـ/ 22 من سبتمبر 1520 م)، سلطان الدولة العثمانية وخليفة المسلمين وأول من تلقب بأمير المؤمنين من خلفاء بني عثمان.حكم لثماني سنوات وحتى وفاته في يوم 9 من شوال 926هـ ، 22من سبتمبر1520م.
    (172) مُضرجاً: ملطخاً بالدماء. شاهر السيف: رافعه. شاكيا: يقال فلانٌ شاكي السلاح أي تام السلاح كامل الاستعداد.
    (173) "طومان باي": الأشرف طومان باى آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، استلم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق. وخرج طومان باي إلى الريدانية لملاقاة جيش سليم الأول ، لكن العثمانيين تحاشوا ملاقاته ، واتجهوا صوب القاهرة ، فتبعهم طومان باي ، لكنه لم يستطع هزيمة الجيش العثماني , وقام سليم الأول بشنقه على باب زويلة بالقاهرة. بموته انتهت دولة المماليك ، وأصبحت مصر ولاية عثمانية.
    (174) "بونابرت" :هو نابليون بونابرت (1769- 1821 م) قائد عسكري وإمبراطور فرنسي، ولد في جزيرة كورسيكا 1769 بعد عام من انضمامها لفرنسا في أسرة كانت في الأصل من نبلاء إيطاليا. أصبح قائداً للجيش الفرنسي في إيطاليا وحقق انتصارات كبيرة وحكم أوروبا بأسرها تقريباً. أذاق نابليون بونابرت العالم ويلات الحروب. توجهت أطماع فرنسا ونابليون إلى مصر فقام بشن حملة عسكرية إليها تحدوه أحلامه بإقامة إمبراطورية فرنسية في الشرق غير أنه فشل في تحقيق أهدافه . توفي في منفاه بجزيرة سانت هيلانة بجنوب المحيط الأطلنطي في 5 من مايو سنة 1821م عن عمر يناهز 52 عاماً. يحدو الجواري: يتقدم بسفنه وجنوده.
    (175): آب: الأوْبُ : الرجوع. آب إلى الشيء : رَجَعَ.

  3. #3
    الصورة الرمزية د. توفيق حلمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 348
    المواضيع : 19
    الردود : 348
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    177. وَ"بَائِعِ تَبْغٍ" طَوَّحَتْهُ بِلادُهُ إلَيْكَ كمَا تُلْقِي البِحَارُ الأتَاوِيا
    178. سَعَى سَعْيَهُ بَيْنَ المَمَالِيكِ وانْثَنَى يُخَاتِلُ شَعْبَ النِّيلِ كالذِّئْبِ آوِيا
    179. فألبَسَهُ القُفطَانَ يَنشُدُ عَدْلَهُ وأجلَسَهُ
    180. فَصَالَ بِهَا لَمَّا تَمَكَنَّ أمْرُهُ ولَمْ يَكُ لِلشَعْبِ الوَفِيِّ المُجَازِيا
    181. ومَنْ جَاءَ فَرْداً شَادَ مُلْكاً وَدَوْلَةً تَجُرُّ
    182. وإنْ قَامَ مُلْكٌ بالدَسَائِسِ والرُّشَى تَكَاثَرَ
    183. تَوَلَّى عَنِ الإسْلامِ واسْتَنَّ خُطَّةً تَرَى الدِّيِنَ ثَوْباً لِلسِّيَاسَةِ بَالِيا
    184. وَوَجَّهَ لِلغَرْبِ المُعَادِي بُعُوثَهُ لِيُرْسِي عَلَى التَّغْرِيبِ حُكْماً مُضَاهِيا

    ــــــــــــــــــ
    (177) "بائع تبغ": يقصد محمد علي باشا (1769 – 1849م)، باني مصر الحديثة وحاكمها ما بين 1805 - 1848. ولد في مدينة قولة الساحلية في شمال (اليونان) عام 1769.كان تاجراً للتبغ حتى أغار نابليون على مصر وشرع الباب العالى في تعبئة جيوشه لمحاربة الفرنسيين، فالتحق محمد علي بالجيش كمعاون لرئيس كتيبة ، ووصل إلى مصر في مارس 1801. وصار والياً على مصر فى شهر مايو عام 1805 م. الأتاوي: كل ما تلفظه البحار مما يطفو على سطحها.
    (178) سعى سعيه: أحكم ودبر أمره. يخاتل: يخادع. آويا: أوى بالمكان: أقام.
    (179) القفطان: ثوب فضفاض سابغ مشقوق المقدم ويضم طرفيه حزام ، وكان من عادة الولاة أن يرتدوا هذا الثوب وعليه الجبة والعمامة على الرأس. الأريكة: كرسي الحكم.
    (180) يرى الشاعر أن محمد على لم يكن مجازياً لشعب مصر والذي كان بقيادة عمر مكرم سبباً رئيساً في توليه الحكم. تنكر محمد على لعمر مكرم وقام بنفيه إلى دمياط ثم إلى طنطا. وطبق سياسة الاحتكار وكان على الفلاحين وكانت السخرة والضرائب الكثيرة هي أساس النظام الإداري، بما جعل أغلبية الشعب محدودة أو معدومة الدخل. وهناك الكثير مما يؤخذ على نظام محمد على الداخلي على الرغم من قيامه ببناء الدولة المصرية الحديثة والنهضة بها نهضة كبرى، فله ما له وعليه ما عليه.
    (181) حواشي (جمع حاشِية): جانب الشيء وطرفه ، وحاشِيَتا الثَّوْبِ: جَنَبَتاه الطويلتان. وفي الحديث: أَنه كان يُصَلِّي في حاشِيَةِ المَقامِ أَي جانبه وطَرَفه.
    (182) الذؤبان: الذئاب. الثعالي: الثعالب. والمقصود بالذئاب والثعالب: دهاة القوم أصحاب الذكاء وسعة الحيلة.
    (183) يرى الشاعر أن محمد على قد طبق نظاماً علمانيا ، وفصل الدين عن الدولة ، واتبع الفكر الأوروبي. ووجدت افكار الفرنسيين مكانها في اجراءاته ، بما يعد بعداً عن الإسلام وشريعته.
    (184) يرى الشاعر أن بعوث محمد على التعليمية التي أرسلها إلى أوروبا مثل بعثة رفاعة الطهطاوي ، عادت لمصر ونشرت الثقافة الأوروبية ، بما أسهم في تغريب مصر عن قاعدتها وثراثها الإسلامي والعربي .
    185. وضَمَّ إلَى أمْلاكِهِ الأرْضَ ضَيْعَةً وفَلاَّحُهَا
    186. يَدُ مِنْهُ جُلَّى فَصَلَتْكَ جَدَاوِلاً وَوَشَّتْ جَبِينَ الأرْضِ مِنْكَ مَرَاوِيا
    187. وَشَادَ لِضَبْطِ المَاءِ فِيكَ قَنَاطِراً إذَا أسْدَلَتْ أهْدَابَها بِتَّ طَامِيا
    188. وأمْضَى "سَعِيدٌ" لِلقَنَاةِ وَثِيقَةً فَجَرَّ بِلا وَعْيٍ عَلَيْكَ المَآسِيا
    189. وأخْلَصَ "إسْمَاعِيلُ" لِلغَرْبِ حُبَّهُ فَكافَأهُ
    190. عَلا نَجْمَهُ بِالكاذِبَاتِ مِنَ المُنَى وحَطَّ عَلَى "البُسْفُورُ" كالنَّجْمِ هَاوِيا

    ـــــــــــــــــ
    (185)
    السوائم (جمع السائمة): كُلُّ إبل أو ماشية تُرسلُ للرعي ولا تٌعلَفُ تشبيها للفلاح بها. عاريا: أي يعمل دون عائد يكفيه أو يغطي نفقاته. والشاعر يشير إلى محمد علي الذي كان ينظر لمصر على أنها من أملاكه، وفي الوثائق مرسوم أرسله إلى أحد حكام الأقليم جاء فيه: "البلاد الحاصل فيها تأخير في دفع ماعليها من البقايا أو الأموال يضبط مشايخها ويرسلون للومان (السجن) والتنبيه على النظار بذلك، وليكن معلوماً لكم ولهم أن مالي لايضيع منه شيء بل آخذه من عيونهم". فكان يعتبر أرض الدولة وأموالها هي أرضه وأمواله الخاصة.
    (186) اليَد: النعمة والإحسان. الجُلَّى: الأمر الشديد ، ويقال لا يُدْعَى لِلجُلَّى ولا أخوها ، أي لا يُندَبُ للأمر العظيم إلا من يقوم به ويصلح له. الجداول والمراوي: مجاري المياه. وَشَّتْ جَبِينَ الأرْضِ: أي أظهرت حسنه بها ، وجبين الأرض:سطحها. والشاعر يشير إلى ما قام به محمد علي من مشروعات الري والنهوض بالزراعة بمصر ، فينهج بذلك نهجاً معتدلاً محايداً في ذكر تاريخ الشخصيات التي وردت في هذه القصيدة ، فيذكر ما لها وما عليها كما ورد في التاريخ دونما ميل.
    (187) شاد قناطراً: أنشأها وأعدَّها. أسدلت أهدابها: أرْخَت شَعْرَ أشفار العين. والمقصود إغلاق فتحات القناطر على التمثيل. ويقصد القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية بمصر، وهى المنطقة التى يتفرع فيها النيل لفرعيه رشيد و دمياط وتستمد أسمها من "قناطر محمد علي" التى تتحكم في تدفق المياه للثلاث رياحات الرئيسية في دلتا النيل (المنوفى، التوفيقى ،البحيري). طاميا: أي إذا كثر الماء حتى يَعُمُّ أو يفيض. والمعروف أنه عندما تُغلق فتحات القناطر يرتفع منسوب الماء خلفها وفي فروع النيل من ترع وغيره.
    (188) "سعيد": محمد سعيد باشا بن محمد علي باشا (1822 - 18 من يناير 1863) من حكام مصر. حكم البلاد من 24 يوليو 1854 إلى 18 من يناير 1863 تحت حكم الإمبراطورية العثمانية. كان الابن الرابع لمحمد علي وكان ذا نزعة غربية حيث تلقى تعليمه في باريس. تمت في عهده الموافقة على حفر قناة السويس.
    (189) "إسماعيل": الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا (31 من ديسمبر 1830 - 2 من مارس 1895)، خامس حكام مصر من الأسرة العلوية وحكم من 18 يناير 1863 إلى أن خلعته إنجلترا عن العرش في عام 1879 . الضمير في "كافأه" يعود إلى الغرب.
    (190) البسفور: مضيق يصل بين البحر الأسود والبحر المتوسط عند تركيا. والشاعر يشير إلى استقرار إسماعيل أواخر حياته منفياً في قصره بتركيا الواقع على البسفور.
    191. وَسِيقَ عَزِيلاً عَنْ بِلادٍ أضَاعَهَا وغَادَرَهَا
    192. فَكانَتْ أمَانِيِهِ سَرَاباً بَقِيعَةٍ وكَانَتْ مَبَانِيهِ عَلَى الجُرْفِ هَارِيا
    193. وأخْضَعَ مِصْراً لاقتِصَادِ عَدُوِّهَا فَدَسَّ زُعَافَ السُّمِّ في الشَّهْدِ آرِيا
    194. وَضَيَّعَ مِصْراً وَهْوَ يَحْسَبُ أنَّهُ يُحَضِّرُها
    195. غَزَاهَا العِدَى باسْمِ الحَضَارَةِ خُدْعَةً وأفْدَحُ غَزْوٍ أنْ يَكُونَ حَضَارِيا
    196. وغَزْوُ الأرَاضِي بِالجَحَافِلِ زَائِلٌ وَيُتْرَكُ غَزْوُ العَقْلِ فِي الأرْضِ بَاقِيا
    197. وَلَيْسَتْ حَضَاراتُ الشُّعُوبِ بِضَاعَةً تُبَاعُ لِمَنْ يُوفِي لَهَا المَالَ شَارِيا
    198. وَلَكِنَّهَا نَبْتٌ يَمُدُّ جُذُورَهُ بِأرْضٍ
    199. وَزَرَّ بِلَيْلِ التُّرْكِ في مِصْرَ شَارِقٌ فَصَارَ

    ــــــــــــــــــ

    (191) عزيلاً: معزولا مطروداً. لم يلق مُواسيا: لم يجد من يخفف عنه لوعاته.
    (192) سراباً بقيعة: وهماً وخداعاً. الجرف: شَقُّ الوادي إذا حفر الماء في أسفله (جمعه أجراف) ، وفيه التفات إلى قوله سبحانه وتعالى في الآية 109 من سورة التوبة " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ". والمقصود أن من يبني على غير أساس لابد أن ينهار بناؤهُ.
    (193) زعاف السم: سريع القتل. الشهد والأرى: العسل. أي يضع السم في العسل. وكان إسماعيل يسعى لأن تصبح مصر دولة قوية حديثة مستقلة على النسق الأوروبي ، ولم يكن لدى مصر القوة الاقتصادية التي تمكنها من ذلك فلجأ للاستدانة من الخارج وأغرق مصر في الديون ، بما أدى في النهاية إلى عزله ونفيه ، وخضوع مصر للتدخل الأجنبي الذي أدى للاحتلال الانجليزي عام 1982.
    (195) الغزو الحضاري: أي غير ظاهر العداوة والسيطرة بالسلاح ، وإنما يكون بخداع العقول والسيطرة بالعلم وبريق الثقافة والحضارة على مقدرات الشعوب.
    (198) العرى (جمع العروة): كل ما يُستمسكُ به من الأمور النافعة. الأواخي: المعروف.
    (199) زَرَّ: لَمَعَ وظهر. ليل الترك: فترة احتلال الترك للبلاد. الأفغاني: جمال الدين الحسيني الأفغاني (1838– 1897)، أحد الأعلام البارزين في عصر النهضة العربية وأحد الدعاة للتجديد الإسلامي. ولد في "اسعد آباد" بأفغانستان لأسرة أفغانية عريقة . درس العلوم الحديثة في الهند ثم استقر في مصر سنة 1871م لمدة ثماني سنوات. ذاع صيته كداع للتجديد في الدين وإعمال العقل. والمقصود من البيت أن ظهور جمال الدين الأفغاني كان بمثابة إشراقة في ليل الاحتلال التركي.
    200. يُفَتِّقُ فِكْراً فِي رِوَاقٍ بِأزْهَرٍ ويَنْثُرُ دُرَّا في رِحَابِ "مَتَاتِيا"
    201. وكَمْ أغْدَقَ المَاءَ الزُّلالِ بِصُحْفِهِ وشَبَّ حَرِيقاً تَحْتَ تِلكَ البَوَاكِيا
    202. وأيْقَظَ قَوْماً أفْرَخَ الظَّلْمُ فِيهُمُ مُذِ اسْتَمَعُوا فِرْعَوْنَ فِيهِمْ مُنَادِيا
    203. فَهَلْ جَاءَ مَبْعُوثاً لـ "مَاسُونَ" مُدْهَناً كمَا أرْجَفُوا أمْ جَاءَ بِالخَيْرِ دَاعِيا
    204. ومَا أنَا بِالزَّارِي عَلَيْهِ بَلاءَهُ ويَعْظُمُ عِنْدِي أنْ أرَى فِيِهِ زَارِيا
    205. أأرْضَى لأسْتَاذِ الإمَامِ دَنِيَّةً وَمَنْ أصْدَرَ "الوُثْقَى" يَكُونُ مُرائِيا

    ـــــــــــــــــــــــــ ـ
    (200) يفتق فكراً: يَفُكُّ قيود الجهل. الرواق: سقيفة يجلس تحتها الطلاب للدراسة في الجامع الأزهر. ينثر درا: أي علماً ومعرفة كالدر في نفاسته وعظيم نفعه. متاتيا: هو اسم مقهى من أشهر المقاهي في تاريخ مصر. يقع المقهى أسفل مبنى يحمل نفس الاسم في ميدان العتبة الخضراء وسط القاهرة. أقام المبنى المهندس الإيطالي "متاتيا" سنة ‏1875. كان المقهى ملتقياً لعظماء مصر من السياسيين والأدباء والمفكرين والمثقفين باختلاف توجهاتهم في المقهى الكثير من المشاهير ومنهم : جمال الدين الافغاني‏,‏ الشيخ محمد عبده‏,‏ سعد زغلول‏,‏ عبدالرحمن الكواكبي‏,‏ الشيخ محمد عبده‏,‏ حافظ ابراهيم‏,‏ عبدالعزيز البشري‏,‏ ابراهيم عبدالقادر المازني‏,‏ عباس العقاد‏, وغيرهم‏. تصدعت عمارة "متاتيا" في زلزال عام 1992 وأزيلت عام 1999.
    (201) صحفه: يقصد جريدة (العروة الوثقى ) التي أصدرها جمال الدين الأفغاني وتلميذه الشيخ محمد عبده في باريس عام 1301هـ - 1884م ، وعُطِّلت بعد ثمانية أشهر من صدورها ، ولم يصدر منها سوى ثمانية عشر عدداً. وكانت مقالات الجريدة تدعو الأمم الإسلامية إلي الاتحاد والأخذ بأسباب الحياة والنهضة ، ومجاهدة الاستعمار ، وتحرير مصر والسودان من الاحتلال. البواكي: يقصد بها الأقواس المعمارية أسفل مبنى "متاتيا" والتي يفصل بينها وبين المقهى رواق ، وتسمى (البواكي). وشب حريقا: أي ألهب الأفغاني حماس مرتادي المقهى وأشعل فيهم جذوة الثورة على الظلم والرغبة في العلم والإصلاح ، الأمر الذي كان يقاومه من لا يريد إصلاحاً.
    (202) أفرخ الظلم فيهم: طال عهده. والمقصود أن هذا الشعب قد طالت غفلته وخضوعه لحكم الطغاة منذ عهد الفراعنة حتى أيقظ الأفغاني وعيهم وأزكى عقولهم.
    (203) "ماسون": هو من تنسب إليه "الماسونية" الداعية إلى اشتراك أتباع الديانات جميعاً في قضية الحرية. وهو المبدأ الذي تأسست عليه دعوة الأفغاني قبل نفيه ، ومن أجله انضم إلى المحفل الماسوني بمصر (كوكب الشرق) ودعا فيه إلى ضم الصفوف الوطنية حيث يعيش المسلمون مع غيرهم ، تأكيداً لمبدأ المساواة في العقيدة. إلا أن الأفغاني انصرف عن المحفل وهاجمه بعدما اتضحت له حقيقة أهدافه المعادية للإسلام. مُدهنا: مُظهِراً غير ما يبطن. أرجفوا: من الإرجاف وهو الخبر الكاذب المثير للفتن.
    (204) زاريا: زَرى بفلان وأزرَى عليه: إذا عابه وانتقص من شأنه. البلاء: الجهد الشديد.
    (205) الإمام: يقصد الإمام محمد عبده. الدَّنِيَّة: النقيصة. "الوثقى": صحيفة العروة الوثقى (هامش البيت رقم 201).
    206. وجَاءَ يَمُجُّ النُّورَ مِنْ فَمِهِ تُقَى وأُخْرِجَ
    207. إذَا قَامَ فِي أرْضٍ ، نَفَاهُ طُغَاتُهَا فَغَادَرَهَا
    208. وَوَاسَوْأتَا أنْ جُوزِىَ الفَضْلُ بِالخَنَى وهَاجَمَ مَشَّاءٌ أُولِي الفَضْلِ فَارِيا
    209. وَحَسْبُ "جَمالٍ" أنْ قَضَى عُمْرَهُ بِهَا وسَارَ بِحَقِّ النَّاسِ فِي الأرْضِ دَاعِيا
    210. دَعُوهُ إذَا لَمْ تُكْرِمُوهُ فَإنَّهُ مَضَى لِجَوَارٍ لَيْسَ يَسْمَعُ لاغِيا
    211. وفِي حَلْبَةِ الأبْطَالِ تَذْكُرُ فَارِساً فَهَلْ أُنْسِيَتْ مِصْرُ الزَّعِيمَ "عُرَابِيا"
    212. وما سَانَدَتْهُ قُوَّةٌ أجْنَبِيَّةٌ ولَكِنَّهُ
    213. يُواجِهُ غَزْواً بالسِّلاحِ مُقَاوِماً ويَرْفُضُ
    214. ومَا نَالَهُ إلا بِغَدْرِ عَدِوِّهِ فلا تَغْصِبُوا حَقَّ المُجَاهِدِ ثَانِيا

    ـــــــــــــــــ
    (206) النقيبة: السَّجيةُ والطبيعة. خاويا: لم يحصل على أي شيء من متاع دنيوي، وإنما عاد كما أتى: داعيا إلى الحرية والعلم والإصلاح ومحاربة الاحتلال والفساد.
    (208) الخَنَى: الفحش في الكلام. المشَّاء: النَّمَّام. فاريا: مُختلقا الكذب.
    (210) يدعو الشاعر إلى ترك الحديث السيئ عن الأفغاني فقد أصبح في جوار ربه حيث لا لغو فيه ولا تأثيم.
    (211) "عرابيا": أحمد الحسيني عرابي (1 من أبريل 1841 - 21 من سبتمبر 1911) ، قائد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق. ولد في قرية "هرية رزنة" بمحافظة الشرقية. شغل منصب وزيرالجهادية ثم رئيس وزراء مصر. قاوم الاحتلال الانجليزي لمصر عام 1882 وهزم قوات الاحتلال في معركة كفر الدوار ، غير خيانة الخديوي وبعض الضباط والأعيان أوقعت عرابي ايدي الإنجليز في التل الكبير، وبدأ عصر الاحتلال الإنجليزي لمصر ثم حوكم عرابي وعوقب بالاعدام وتم تخفيفه إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (سيلان) هو وزملاؤه ثم عاد عرابي من المنفى عام 1903 وتوفي في القاهرة في 21 من سبتمبر 1911.
    (212) يشير الشاعر إلى نشأة أحمد عرابي وأنه كان مصرياً أصيلا وعصاميا.
    (213) يشير الشاعر إلى الإنذار الذي وجهه قائد الأسطول البريطاني للحكومة المصرية بتسليم قلعة الأسكندرية وإلا فسوف تُضرب من البحر. لم يقبل "عرابى" الإنذار البريطانى وبدأ الإنجليز في ضرب الأسكندريه يوم 12 من يوليو 1882 ونزلت قواتهم إليها في اليوم التالي بعد ان قرر "عرابى" أن يتحصن عند كفر الدوار.
    (214) يشير الشاعر إلى خيانة الخيوي توفيق ، ومسعود الطحاوي مرشد عرابي في الصالحية وكذلك خيانة علي بك يوسف (خنفس باشا) قائد حامية القاهرة وغيرهما ، حيث قاموا بخداعه ونقل معلومات غير صحيحة له ، ونقلوا تحركاته إلى القوات الإنجليزية ، بما جعل العدو ينجح في مباغتته وقت الفجر في التل الكبير والقبض عليه.
    215. نَفَاهُ العِدَى عَنْ أرْضِ مِصْرَ حَياتَهُ فلا تَكُ بَعْدَ المَوْتِ يَا نِيلُ نَافِيا
    216. أهَالُوا عَلَى أبْطَالِ ثَوْرَتِهِ الثَّرَى ومَا
    217. فَهَلْ أحَدٌ بِالخَيْرِ يَذْكُرُ صَحْبَهُ وقَدْ
    218. مَصَابِيحَ إسْلامٍ وبَعْثاً لأمَّةٍ وأنْجُمَ
    219. وقَدْ وَاجَهُوا الطُّغْيانَ فِي جَبَرُوتِهِ ومَا عَتِمُوا أنْ جَرَّدُوا السَّيْفَ مَاضِيا
    220. وكَانُوا كَرُوحٍ بَثَّ فِي مِصْرَ سِرَّهُ وَكَشَّفَ
    221. وعَاشُوا ولَمْ يَرْضَوْا سَمَاعَ مَدَائِحٍ ومَاتُوا
    222. وإنْ جَحَدَ الأبْنَاءُ آبَاءَهُم قِلىً فمَا لَكَ مِنْ قَوْلٍ عَلَيْهِم ولا لِيَا
    223. نُشِيدُ بِذِكْرِ الكَاذِبِينَ مَقَاصِداً ونَغْمِطُ
    224. وقَدْ تَهْزِلُ الدُّنْيَا فَتَنْسَى مُجَاهِداً وتُؤثِرُ
    225. مَرَاءٍ مِنَ المَاضِي تُثِيرُ لَواعِجاً وأحْسَبُ
    226. فَمَنْ ذَا الَّذِي فِي الأرْضِ سَاغَ شَرَابُهُ وَمَنْ ذَا الَّذِي لَمْ يُمْسِ فِيهَا مُعَانِيا
    227. ولَيْسَ شُجَاعُ الرَّأي مَنْ صَاحَ نَاقِداً إذَا لَمْ يَجِدْ فِي النَّاسِ لِلنَّقْدِ صَاغِيا
    228. واُكْرِمُ شِعْرِي أنْ يَكونَ كَصَرْخَةٍ بِوَادٍ
    229. وقَدْ كَثُرَتْ حَوْلٍي الأفَاعِي بِسُمِّهَا وياليْتَنِي

    ــــــــــــــــــ

    (216) يقصد الشاعر: أن أعوان الطغاة من الحكام والمؤرخين حاولوا طمس سمات البطولة والوطنية وجهاد الزعيم عرابي وأعوانه أمثال عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي باشا ، وحققوا بالفعل بعض ما أرادوه وإن لم ينالوا كل ما أرادوه.
    (217) الضمير في "حبا لها" يعود إلى مصر.
    (218) سواريا: سائرة وباقية الذكر بين الناس.
    (219) ما عتموا: لم يُخفوا أو يتأخروا عن مواجهة الطغيان بأسلحتهم.
    (222) قِلىً: بُغضاً وكراهيةً. والجحود: نكران الفضل والنعمة. وجحود الإيمان: الكفر.
    (223) نُشيد: نُمَجِّدُ ولا ننسى. نغمطُ: ننكر ولا نشكر حقهم مع علمنا به.
    (224) تؤثر بالأحفال: تُبْقِي ذكرهم وتحتفي بمن غزا بلادهم وأساء إلى وطنهم.
    (225) "مَراءٍ": مشاهد وذكريات ووقائع تاريخ. تثير لواعجا: تُحَرِّكُ ما سَكَنَ مِنَ الهُموم مَاَضيا وحاضرا.
    230. ولَكِنَّنِي فِي مِصرُ لَسْتُ بِقائِلٍ "كَفَى بِكَ داءً أنْ تَرَى المَوْتَ شَافِيا"
    231. وَما قُلْتُ فِي "كَافُورَ" ما قَالَ "أحْمَدٌ" فَأزْجَيْتُ أمْدَاحاً وَصُغْتُ الأهَاجِيا
    232. إلَى أنْ تَوَلَّى مِنْ بَنِيهَا فَرَاعِنٌ أحَالُوا ضِياءَ الشَّمْسِ لَيْلا غُدَافِيا
    233. أرَتْهُمْ مُحَيًّا بِالمَحَبَّةِ بَاسِماً فَلَمْ تَرَ إلا بَاسِرَ الوَجْهِ قَانِيا
    234. أيَقْتُلُهَا أرْجَى عَلَى النَّاسِ مَطْلَباً ويَقْطَعُهَا
    235. نَعَمْ سَامَنَا الأعْداءُ خَسْفاً وإنَّمَا بَنُونَا
    236. عَجِبْتُ لِمَنْ يَطْغَى ويَغْفُلُ قَادِراً وَيَعْلوُ
    237. ولِي أمَلُ يَانِيلُ فِي اللهِ ثَابِتٌ وفي شَعبِ مِصرٍ أنْ يُزيلَ الفَوَاشِيا
    238. ولَسْتُ بِنَاسٍ إنْ صَدَقْتُكَ فَتْرَة أثَارَتْ
    239. تَجَاوَزَ حَدَّ الرِّفْقِ بِالنَّاسِ قَادَةٌ وشَطُّوا عَنْ النَّهْجِ القَوِيمِ مَسَاعِيا

    ــــــــــــــــــ

    (230) "كَفَى بِكَ داءً أنْ تَرَى المَوْتَ شَافِيا": هذا الشطر هو صدر بيت لأبي الطيب المتنبي ومطلع قصيدة في مدح كافور الإخشيدي والي مصر، وعجز البيت هو " وحسب المنايا أن يَكُنَّ أمانيا".
    (231) "كافور": هو أبو المسك كافور، أحد حكام الدولة الإخشيدية، أصبح والياً على مصر عام 966 م ، واستمر حكمه لمدة 23 عاما. كان عبداً وخصياً ، امتدحه المتنبي ثم هجاه. "أحمد": يقصد أبا الطيب أحمد بن الحسين ، المعروف بالمتنبي. أزجيت وصغت: يقصد بهما ما أنشده من الأشعار: مدحاً وهجاء. أمداحاً: المدح هو الثناء الحسن وهو نقيض الهجاء ، والمَدْحَ هو المصدر، والمِدْحَةَ هي الاسم، والجمع مِدَحٌ، وهو المَدِيحُ والجمع المَدائحُ والأماديح ، والأخيرة على غير قياس. وقد اقتضت الضرورة وعلى غير القياس أن يلجأ الشاعر لمفردة أمداح كغيره من الشعراء. يقول ابن الرومي: "وهّابُ أمداحٍ لوهَّاب نعمْ * يأمُل أن ترعَى له تلك الحُرَمْ". وقد استخدم شعراء الأندلس خاصة تلك المفردة كثيراً، ويقول ابن خاتمة الأندلسي: "كْم أمْداحْ * يَحُوكُها المُدَّاحْ".
    (232) الليل الغدافي: الشديد الظلمة، ويقصد الشاعر أن من تولى حكم مصر آنذاك كانوا عتاة جبابرة.
    (233) باسر الوجه: عابِسَهُ. قانيا: مُتَغيراً. والمقصود أن هؤلاء الحكام قابلوا إحسان مصر بالإساءة.
    (234) أرجى: الأكثر رجاء ، والرجاء من الأمل.
    (235) سامنا: أذاقنا. خسفاً: الذل والهوان. والشاعر يهون من أذى الأعداء إذا ما قيس بأذى أبناء مصر غير المخلصين لها.
    (238) رَثَّتْ: الرَّثُّ الخَلَق الخسيس البالي من كل شيء. الأواخي (جمع الأخِيَّة): وهي المعروف والحرمة والذِّمة.

  4. #4
    الصورة الرمزية د. توفيق حلمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 348
    المواضيع : 19
    الردود : 348
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    240. ومَا تَرَكُوا حَبْلاً إلَى الخَيْرِ واصِلاً ولا
    241. وَزُيِّنَ للبَعْضِ الضَّلالُ عَلَى الهُدَى وما بَرَّرَ الأفعَالَ حُسْنُ المَرَامِيا
    242. مَضَى زَمَنٌ كُنَّا سَبَايا رُعَاتِنَا قَدِ انطَلَقَتْ فِينَا وحُوشاً ضَوَارِيا
    243. وَمَنْ كَانَ يَرْعَى الليْلَ مِنْكَ صَبَابَةً تَلَبَّثَ يَلْقَى زَائِرَ الفَجْرِ عَادِيا
    244. تَمَزَّقَ شَمْلٌ واسْتُبِيحَتْ أواصِرٌ ومَا عَادَ شَعْبُ النِّيلِ يَأمَنُ وَالِيا
    245. فَباتَتْ عُيُونٌ بِالمَدَائِنِ شُخَّصاً وَريعَتْ ظِباءٌ فِي القُرَى والنَّوَاحِيا
    246. قَلِيلُ الأذَى مِمَّنْ نُحِبُّ مُبَرِّحٌ فَمَا لِكَثِيرِ الظُّلْمِ إنْ هَبَّ عَاتِيا
    247. وبَيْنَ سَدِيدِ الحَزْمِ والبَغْي خُطْوَةٌ إذَا قُطِعَتْ كَانَ الوِدَادُ تَجَافِيا
    248. رُدِدْنا مِرَاراً للحَياةٍ بِصَبْرِنَا عَلَى مِحَنٍ لَيْلاءَ تُفْنِي الرَّوَاسِيا
    249. فَيَا وَطَنِي وُقِّيِتَ مِنْ كُلِّ عَثْرَةٍ وعُوفِيتَ مِنْ ضُرٍّ نَمَا بِكَ عَالِيا
    250. ويَا نِيلُ عَلَّمْتَ الكِنانَةَ صَبْرَهَا فَكَمْ حُمِّلَتْ مِثْلَ الجِبالِ غَواشِيا
    251. ونَادَى مُنَادٍ أنَّ فَيْضَكَ نَاضِبٌ وأنَّ عَطَاءَ السَّدِّ لَمْ يَغْدُ كَافِيا
    252. وَعَهْدِي بِجُودٍ مِنْكَ يَسْبِقُ سَائِلاً وجَدْوَاكَ تُغْنِي عَنْ سُؤالِكَ رَاجِيا

    ــــــــــــــــــ
    (240) حَبلاً: أي صِلَة أو سَبَباً. الحَدِب: العَطُوف. والمقصود أن رفق هؤلاء القادة بالشعب لم يكن يستمر طويلا وإنما سرعان ما تعود الجفوة والقسوة في سلوكهم ومعاملتهم للشعب.
    (241) المراميا: الأهداف والمقاصد. والشاعر يرى أن الغاية - مهما حسنت - لا تبرر الوسيلة.
    (243) زوار الفجر: هم جماعة من أتباع السلطة يُلقون القبض على من يَرَوْهُ مُعادِيا لنظام الحكم.
    (245) عيون شُخَّص: مفتوحة لا تطرف فتبقى متأملة أو منزعجة. ظباء: يراد بها هنا: الفتيات والنسوة على سبيل التشبيه.. والمقصود: أن الفزع ظل مسيطراً على الجميع في المدن والقرى.
    (248) محن ليلاء: كوارث وخطوب قاسية. تُفني الرواسيا: أي تزيل الجبال (على المبالغة).
    (250) الغواشي (جمع الغاشية): الغطاء المحكم. والمقصود أن مصر لم ينفد صبرها على الرغم مما أحاط بها من المحن والبلايا.
    (251) ناضب: يقال نَضَبَ الماء إذا قلَّ وغار في الأرض. عطاء السد لم يَغْدُ كافيا: أي أن ما يجود به السد من ماء لم يعد كافيا لريِّ الزروع.
    253. بِغَيرِ عَصَا مُوسَى انْبَجَسْتَ مَنَابِعاً وفُضْتَ بِلا اسْتِسقَاءَ بِالغَيْثِ هَامِيا
    254. وأبْدَى كَلِيمُ اللهِ فِي أرْضِهَا يَداً وتُبْدِي لَهَا مِنْ غَيْرِ سُوءٍ أيَادِيا
    255.وأُوتِيتَ عِلْمَ "الخَضْرِ" يَخْرِقُ سُفْنَهَا فَهَلْ غِضْتَ كَي تَحْمِي بِمِصْرَ العَوَافِيا
    256. خُلِقْتَ طَلِيقاً لَمْ يُعَوِّقْكَ عَائِقٌ فَهَلْ سَاءَكَ السَّدُّ المُشَيَّدُ عَالِيا
    257. تَلَفَّتَتِ الدُّنْيا فَلَمْ تَرَ مِثْلَهُ سِوَاراً عَلَى جِيدٍ لِحَسْنَاءَ غَالِيا
    258. وإنْ يَكُ قَيْداً فَالقُيُودُ ضَرُورَةٌ إذَا هِيَ كانَتْ لِلْحُقُوقِ مَوَاضِيا
    259. ومَا الحَقُّ فَوضَى لا يُلاكُ لأمْرِهِ وحُرِّيَةٌ
    260. ولَوْلا قُيُودُ الشَّاطِئَينِ لَزِمْتَها لِمَا جِئْتَ مَيْمُوناً وَلا كَانَ وَادِيا
    261.وَحَقَّكَ أنْ تَحْيَا بِمِصْرَ مُحَرَّراً وَمِنْ
    262. وأنْتَ جَوَادٌ تُرْسِلُ الغَيْثَ طَفْرَةً ولَمْ تُبْقِ مِنْ وَفْرٍ إذَا كُنْتَ صَادِيا
    263. ولا خَيْرَ فِي الإفْرَاطِ بُخلاً ولا نَدَى ولَلْقِسْطُ
    264. حَفِظْنَا وَرَاءَ السَّدِّ مَاءَكَ وَاقِياً سِنِيناً عِجَافاً لَيْسَ تَهْمِي غَوَادِيا

    ــــــــــــــــــ

    (253) يلتفت الشاعر في البيت إلى ما أشار إليه القرآن الكريم من طلب قوم موسى السقاية لهم ، فأمر اللهُ موسى أن يضرب بعصاه الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا. والمقصود: أن النيل يفيض بالماء من غير عصا موسى ويَعُمُّ بالغيث دون طلب السقاية من القوم.
    (255) "الخَضِر" (بفتح الخاء وكسر الضاد): هو من أرسله الله سبحانه وتعالى ليُعَلِّم موسى بعضاً من علم الغيب. وقد جعل الشاعر حرف الضاد ساكناً غير مكسور لضرورة الوزن. العوافي (جمع عافٍ): هو طالب الرزق من الناس والدواب والطير. ويتعاطف الشاعر مع النيل حين غاض ماؤه ، يسأله: هل كان ذلك حماية لمصر من قسوة الفيضان وإغراق البلاد.
    (259) لا يلاك لأمره: أي لا يتحدث عنه بعيب أو نقصان. والشاعر يرى أن الحق لا يصان بغير قانون أو ضوابط ، كما أن الحرية للشعوب أوالأفراد لابد أن تُقَيَّدُ بما يحمي حرية الآخرين.
    (262) الطفرة: القَفْزَةُ أو المَرَّةُ منها. صاديا: الصَّدى: العطش الشديد.
    (263) الإفراط: الإسراف وهو مذموم في حالتي البخل أو الجود. القسط: العدل أو الاعتدال في الأمور وهو الأولى لدى العقلاء إذا ما تداعت الأشياء.
    265. كَيُوسُفَ أبْقَى فِي السَّنَابِلِ حَبَّهَا فَأطْعَمَ فِي السَّبْعِ الشِّدَادِ الصَّوادِيا
    266. فَفَيْضُكَ فِي كَأسٍ بِمَجْرَاكَ مُتْرَعٌ يَشِعُّ سَنَا خَيْرٍ ويُحْيِي الصَّحَارِيا
    267. وفَائِضُ مَاءٍ كَانَ مُنْطَلِقاً سُدَى عَمَدْنَا
    268. فَمَا فَيَضَانٌ عَادَ يَجْتَاحُ عَاتِياً ولا
    269. ألَمْ تَكُ تَأتِي في التَّحَارِيقٍ نَاضِباً وفِي الفَيضَانِ التَّمِّ تَعْلُو الرَّوَابِيا
    270. نَعَمْ حَبَسُوا عَنْ فَيْضِكَ الغِرْيَنِ الَّذِي جَرَى كَمُذابِ التِّبْرِ فِي الأرْضِ طَامِيا
    271. تُعَزِّيِكَ عَنْهُ كَهْرُباءٌ مُضِيئَةً قُرَى لَمْ تَكُنْ إلا ظَلاماً غُدَافِيا
    272. وألْمَحُ فِي عَيْنَيْكَ عَبْرَةَ بَائِسٍ وأنْتَ تَرَى الأسْمَنْتَ يُعْلي المَبَانِيا
    273. وَيَقْضِي عَلَى رِيفٍ مَدَى الدَّهْرِ مُنْتِجٍ ويَقْطَعُ مِنْ خِصْبِ الأرَاضِي نَوَاحِيا
    274. وَمَا هِيَ إلا كَسْبُ عُمْرِكَ غَالَهُ مِنَ الجَهْلِ مُغْتَالٌ مِنَ القَوْمِ عَادِيا
    275. فَلَيْتَ بَنُونَا اسْتَثْمَرُوا خَيْرَ جَهْدِهِمْ ويالَيْتَهُمْ أبْقُوا الأرَاضِي كَمَا هِيا
    276.فَلا بِدْعَ أنْ غُصَّتْ بِرِيقِكَ تَرْحَةٌ وغَاضَتْ
    277. ولَيْسَ قَلِيلاً أنْ نُبَدِّدَ ثَرْوَةً شَقِيتَ

    ــــــــــــــــــ

    (264) السنين العجاف: القحطاء المجدبة. ليس تهمي: أي لا تمطر. الغوادي "جمع الغادية": السحابة التي تنشأ فتمطر غدوة.
    (268) العاتي من الفيضان: ما جاوز الحد. التحاريق: فترة من الجفاف وندرة المطر. وكانت مصر قبل بناء السد العالي تتأثر بموسم التحاريق ، وهو الوقت الذي كان ينخفض فيه منسوب النيل بشدة في الشتاء، وكان الفلاحون يديرون السواقي لرفع المياه المنخفضة في النيل وفروعه إلى مستوى الأرض.
    (270) الغِرْيَنُ: ما يبقى من الماء في الحوض، لا يُقدر على شربه ، ثم يَنضُب فيُرى طيناً رقيقاً قد جفَّ على وجه الأرض. والمقصود: أن بناء السد قد تسبب في احتجاز طمي النيل خلفه.
    (271) تُعزيك: تواسيك وتخفف عنك. ظلاما غدافيا: شديد الظلمة.
    (274) كسب عمرك: يقصد خصب الأرض. والشاعر يندد بمن اغتالوا الأراضي الزراعية وأعلوا في نواحيها المباني جهلاً منهم وسوء تقدير لعاقبة الأمور ، تلك الأراضي الخصبة التي تكونت عبر آلاف السنين من طمي النيل.
    (276) الغُصَّة: ما اعترض في الحلق من طعام أو شراب. تَرْحَةٌ: التَّرَحُ: نقيض الفرح. والتَّرْحَة المرة الواحدة. ويقولون: "بعْدَ كلِّ فرْحَةٍ تَرْحَةٌ. غاضت: جَفَّتْ وغار الماء منها.
    278. وقُلْ فِي عُقُوقِ النَّاسِ ما شِئْتَ قَدْ قَسَوْا وأنْتَ هَوَى مِصْرٍ فَلا تَكُ قَاسِيا
    279. فَإنْ سَاءَكَ الأبْنَاءُ كُنْ مُتَجَاوِزاً وإنْ جَارَ فِيكَ الظُّلْمُ كُنْ مُتَغَاضِيا
    280. مَضَتْ سَنَواتٌ فِي هَوانٍ وشِدَّةٍ ولَسْتُ بِنَاسٍ أمْسِ إنْ كُنْتَ نَاسِيا
    281. بَنُوكَ عَشَوْا بِالنِّفْطِ عَنْكَ ورُبَّمَا بِأطْمَاعِها
    282. قَد احْتَبَسَتْ فِيكَ المَدَامِعُ حَسْرَةً بِعَهْدٍ
    283. شَقِيتَ عَلَى حُلْوِ الحَياةِ ومُرِّهَا فَإنْ رُمْتَ أنْ تَرْضَى فَخُذْهَا كَمَا هِيا
    284. ألَمْ يَقْتَحِمْ "بَرْلِيفَ" فِي رَوْنَقِ الضُّحَى بَنُوكَ
    285. وَقَدْ ظَنَّهُ الجُهَّالُ حِصْناً لِجَيْشِهِمْ فَذَرَّاهُ
    286. وشَادُوا قِلاعَاً لا تُنَالُ فَلَمْ تَكُنْ لِجُنْدِكَ
    287. رَأوْا بِعُيونِ الرُّعْبِ خَطَّ دِفَاعِهِمْ تَهَاوَى
    288. أعَدَّتْ لَهُمْ مِصْرٌ رِجَالاً لِكَبْتِهِمْ كمَا
    289. وَكَبَّرَ في شَطِّ القَنَاةِ شَبَابُنَا فَكانَتْ
    290. بَدَتْ يَبِساً إذْ يَضْرِبُ الجَيْشُ مَاءَهَا ويَرْمِي وكَانَ اللهُ فِي الزَّحْفِ رَامِيا

    ـــــــــــــــــ

    (278) العقوق: العصيان والجحود وترك الإحسان. هوى مصر: ميلها إليه وعشقها له.
    (281) عَشَوْا: أصابهم العَشا وهو سوء البصر ليلاً. والمقصود: أن الأبناء هجروا النيل إلى بلاد النفط طمعاً في المال ، حيث استضاءوا ببريق النفط وأعمى طمعهم فيه عيونهم عن ماء النيل وفائض خيره للبلاد.
    (282) المدامع (جمع المدمع): مسيل الدمع ومجتمعه في نواحي العين.
    (284) برليف: هو القائد العسكري الإسرائيلي الذي يُنْسَب إليه تصميم الساتر الترابي الكبير على طول الشاطئ الشرقي لقناة السويس واعتبروه مانعاً مُعْجِزاً للتجاوز ، وقد خاب ظنهم حيث تجاوزه جيش مصر في حرب أكتوبر عام 1973.
    (285) الشاعر يشير في البيت إلى الوسيلة التي استطاع بها جنود مصر اقتحام خط برليف ، وذلك عن طريق إزاحة رماله بخراطيم المياة المندفعة بقوة وسرعة عالية.
    (288) بازيا: البازي هو نوع من الصقور الصغيرة أو متوسطة الحجم.
    (290) في البيت التفات إلى قول الله سبحانه وتعالى مخاطباً الرسول عليه الصلاة والسلام بعد انتصاره على المشركين في غزوة بدر: "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" سورة الأنفال،الآية (17).
    291. وَلَوْ أنَّنَا عُدْنَا إلَى اللهِ عَزَّنَا وَحَلَّ
    292. وكَانَ عُبُوراً ضَاحِكَ السَّنِّ مُشْرِقاً وكانَ "كُبُوراً" بَاسِرَ الوَجْهِ كَابِيا
    293. وكانَتْ لَهُمْ سَيْنَاءُ تِيِهاً كَعَهْدِهِمْ ويَوْمَ "كُبُورٍ" كَانَ يَوْمَ التَّنَادِيا
    294. وَلَمْ يَجِدُوا مَنّاً وسَلْوَى تَقِيهُمُ ولا مِثْلَ مُوسَى يَضْرِبُ الأرْضَ سَاقِيا
    295. قَدِ انْبَجَسَتْ فِيهَا يَنَابِيعُ حَقِّنَا بِحُجَّةِ
    296. وَلَمْ تَجْرِ دَبَّابَاتُهُمْ وَتَحَطَّمَتْ عَلَى يَدِ فَلاحٍ مِنَ الرِّيِفِ آتِيا
    297. بَنُو العَمِّ "سَامٍ" هَالَهُمْ فِعْلُ سَامِنَا يُفَجِّرُ
    298. وأفْزَعَ إسْرائِيلَ حَتَّى لَقَدْ غَدَوْا إذا انْتَسَبُوا لَمْ يَنْسِبُوا "هُوُدَ" سَامِيا
    299. أعِدُّوا لَهَمْ مَا تَسْتَطِيعُونَ تُنْصَرُوا ولا تَجِدُوا في الحَقِّ مِنْهُمْ مُدَاجِيا

    ـــــــــــــــــ

    (291) عزَّنا الله: أي مدَّنا بالقوة والمنعة. الأحاجي (جمع الأحجية): الكلمة التي يخالف معناها ظاهر لفظها ، واللغز يتبارى الناس في حله.
    (292) قابل الشاعر بين شطري البيت على التمثيل لتجسيد الفارق بين أثر النصر والهزيمة: فيوم العبور لأبناء مصر مشرق ضاحك. ويوم "كبور" كان يوماً عابس الوجه لإسرائيل. ويوم كبور، وهو بالعبرية يوم عيد الغفران عند اليهود ، وافق تاريخه يوم 6أكتوبر وهو اليوم الذي بدأت فيه حرب أكتوبر 1973. كابيا : مُتغيراً مظلماً.
    (293) يصور الشاعر في عجز البيت يوم كيبور وهو يوم هزيمة الإسرائيليين بيوم التَّنَاد وهو يوم القيامة لكثرة ما أصابهم فيه من الأهوال والفزع.
    (294) المَنُّ: مادة صمغية كالعسل. والسلوى: الطائر المعروف بالسُّمَاني. وتقيهم: أي تكون لهم وقاية من الجوع أو من شيء آخر ، وهما النعم والأرزاق التي أنعم الله بها على قوم موسى.
    (295) انبجست: تفجرت ومُنِعَتْ. ألجمت متعاليا: أفحمته وكفَّته عن الكلام.
    (297) بنو العم: هم اليهود. سام: ابن نوح عليه السلام وإليه يُنسَب اليهود.
    (299) في البيت التفات إلى قوله تعالى في الحث على إعداد العدة قبل مواجهة الأعداء: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ" سورة الأنفال ، الآية 60. مداجيا: المداجاة هي المداراة أو المطاولة. وداجيته أي داريته أو ساترته العداوة. والمقصود: أننا إذا أعددنا العدة والقوة ، لن نجد في الأعداء من يدفع الحق ويداريه.

  5. #5
    الصورة الرمزية د. توفيق حلمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 348
    المواضيع : 19
    الردود : 348
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    300. أولِئِكَ أشْتَاتٌ تَدَاعَوْا لأرْضِنَا ومِنْ خَلْفِنَا شَادُوا ذُرًى وسَوَارِيا
    301. أقامُوا عَلَى وَهْمِ الأسَاطِيرِ دَوْلَةً مُخَضَّبَةً
    302. ومَهْمَا يَكُنْ مِنْ بَغْيِهِمْ بِبِلادِنَا سَيَأتِي
    303. ويَاقَوْمَنَا قَدْ عَاثَ هُودٌ بِأرْضِكُمْ وأنْتُمْ شُخُوصٌ لا تَرُونَ مُعَادِيا
    304. أعِيدُوا تَآخِيكُمْ وَشَمْلاً فَرَقْتُمُ تَعُدْ
    305. وأنْتُمْ كَثِيرٌ ما اجْتَمَعْتُمْ عَلَى الهُدَى وأنْتُمْ
    306. ولَيَسَ بِكَافٍ أنْ تَكُونُوا مَبَانِيا بِجَمْعِكُمُ
    307. إذا مَا لقِينَاهُمْ عَلَى الدَّرْبِ لُقْيَةً وسَالَ دَمُ الأبْطالِ في الحَرْبِ قَانِيا
    308. تَصَايَحَ مِنْكُمْ بِالبُطُولاتِ صَائِحٌ وصَالَ
    309. وجَالَ عَلَينا بالوعُودِ مُكاثِرٌ وفي
    310. وكَمْ عَثَرَتْ أعْمالُهُمْ بِكَلامِهِمْ كما عَثَرَ المُخْتَالُ بالثَّوبِ ضَافِيا
    311. إذا ما أخَذْنَا عَنْ "عَليٍّ" طَرِيقَهُ أبَى بَعْضُنَا إلا طَرِيقَ مُعَاوِيا

    ـــــــــــــــــ
    (300) اشتات: متفرقون لا نسب يجمعهم ولا أصل يضمهم. تداعوا: دعا بعضهم بعضاً ويَسَّروا لهم الحياة على أرض فلسطين ، وتمكنوا من تحقيق كل أهدافهم.
    (301) الأساطير: الأباطيل والأحاديث العجيبة. والمقصود: أنهم جعلوا من الوهم حقيقة وأقاموا بالفعل دولة مُغتَصِبة كل الحقوق من أبناء فلسطين ومُلَطَّخَة أيديهم بدماء الأبرياء.
    (303) عاث هود: أظهر في أرضكم الفساد. ويقصد بـ "هود": اليهود وهم قوم من اصل سامي، وقيل أنهم سُمُّوا كذلك باسم أحد أبناء يعقوب وهو: يهوذا. وأنتم شخوص: أي مفتوحو الأعين تنظرون إليهم دون إدراك لعدائهم.
    (304) ، (305) ، (306) يدعو الشاعر إلى وحدة الصف فهم قوة إذا ما اتحدوا وكغثاء السيل إذا ما تفرقوا.
    (307) لُقْيَةً: (واحدة اللقاء أو المَرَّةُ منه). قانيا: معتماً شديد الحمرة.
    (308) يُنَدِّدُ الشاعر بالإكثار من القول والمبالغة في الوعود ما لم تتحقق الوحدة وتتم مواجهة العدو.
    (309) يقصد الشاعر ما جبل عليه أبناء العرب من دوام الفرقة والرغبة في الخلاف مُلْفِتا النظر إلى ما كان بين فريقيّ علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان من منازعات وحروب ومناقضات.
    312. فَهَلْ أوْقَفُوا حَرْباً بِلُبْنَانَ ثَرَّةً تَفِيضُ دَماً بَيْنَ الطَّوائِفِ جَارِيا
    313. لَقَدْ أنْبَتَتْ غَابَاً مِنَ الدَمِ مُهْرَقاً لَوَ انَّ دَمَ الإنْسانِ يَصْلُحُ رَاوِيا
    314. ألَمْ تُودِعُوا بَينَ الطَّوائِفِ نَفْرَةً ألَمْ تُشْبِعُوا مِنْ لَحْمِهِنَّ البَوَازِيا
    315. ومَكَّنْتُمُ فِيهَا اليَهُودَ فأسْخَنُوا ولَمْ
    316. مَذَابِحُ أنْسَتْهُمْ مَحَارِقَ "هِتْلَرٍ" وأيْنَ مِنَ "النَّازي" اليَهُودُ نَوَازِيا
    317: ولَمْ تَكُ حَرْباً أوْ غَزَاةً لِجَيْشِهِمْ ولَكِنْ
    318. بِحَائِطِ مَبْكاهُمْ بَكَى الحَقُّ مُضْرَجاً وقَهْقَهَ
    319. وَيَمْقُتُهُمْ في كُلِّ غَزْوٍ سِلاحُهُمْ كَمَا
    320. وتُفْزِعُهُمْ أطْفَالُنَا بِحِجَارَةٍ ولَيْسَ يَخَافُ الرَّجْمَ إلا الزَّوَانِيا
    321. نَحِنُّ إلَى قَصْفِ الرِّعُودِ لأنَّهُ يُبَشِّرُ
    322. فتُشْرِقُ أحْداقُ الكِنَانَةِ نَرْجِساً وتَضْحَى

    ـــــــــــــــــ
    (312) الشاعر يشير إلى الحرب الأهلية في لبنان بين الطوائف اللبنانية المختلفة ، والتي كانت رحاها تدور وقت كتابته للقصيدة. تلك الحرب الأهلية التي مهدت للحرب الإسرائيلية على لبنان.
    (314) النَّفْرَةُ: يُقال: تنافر القوم إذا تخاصَموا وباعدوا فيما بينهم. البوازي: الصقور. والمقصود أن ما جرى بلبنان من فتن طائفية أشعل بينهم العداوة ومكّن العدو منهم.
    (315) أسخن العدو في القتال: اشتد ضربه وإيذاؤه لأبناء لبنان. المخازي (جمع المخزاة): المذلة والهوان. والمعنى أنهم لم يتركوا بَلِيِّةً ولا خصلة يُسْتَحْيا منها إلا فعلوها في حربهم.
    (316) هتلر: هو أودولف هتلر زعيم الحزب النازي في ألمانيا النازية. . نوازيا (جمع النَّازِيَّة): النازي هو المنتسب للنازية وهي نظام مُشابه للفاشية قام على العرقية للجنس الآري في أوروبا وبلغ به هتلر الحكم في عام 1933 ، وهو صاحب المحارق المزعومة أو :الهلوكوست" كما تسميها إسرائيل.
    (317) الغَزاة: اسم من الغَزو. إذا قيل غَزاة فهو عمل سَنة ، وإذا قيل غَزْوةٌ فهى المَرَّةُ من الغَزْو.
    (321) قصف الرعود: ما يسبق المطر من أصوات وبرق تنذر وتبشر بالغيث وسرعة انصبابه.
    (322) الأحداق (جمع الحَدَقَةُ): السواد المستدير في العين. أحداق الكنانة: تعبير كنَّى به الشاعر عن تفتح الزهور والإعلان عن ابتهاجِها بنزول الأمطار عليها. النرجس: نبت من الرياحين طيب الرائحة وزهرته تشبه بها الأعين. الأقاحي (جمع الأقحوان): نبت زهرة أبيض أو أصفر ، وكثر في الأدب العربي تشبيه الأسنان بورقه المشبه لأسنان الإنسان.
    323. فَحُيِّيتَ ياغَيْثَ السَّمَاءِ مُضَاحِكاً ودُمْتَ
    324. فَحَبَّةُ رَمْلٍ مِنْكَ حَبَّةُ لُؤْلُؤٍ وقَطْرَةُ مَاءٍ مِنْكَ تُحْيِي المَوَامِيا
    325. وأيُّ جَديدٍ هَزَّكَ اليَومَ وَقْعَهُ وكُلُّ الَّذِي عَانَيْتَ قَدْ بَاتَ مَاضِيا
    326. أَاُرِّقْتَ لَمْ تَقْرَبْ سُلافاً وَلا طِلَى وأطْرَقْتَ مَحْزُوناً فَهَلْ بِكَ مَا بِيا
    327. فَكَمْ بِتَّ حِينَ البَأسِ وَحْدِي سَاهِداً تُجَاذِبُني
    328. عَزِيزٌ عَلَى نَفْسِي أرَاكَ مُفَزَّعاً تَداعَتْ
    329. رأيْتُكَ في بَحْرِ المُلِمَّاتِ سَابِحاً وشِمْتُكَ في نَارِ الحَوادِثِ صَالِيا
    330. فَما هَزَّكَ الدَّهْرُ المُلِمُّ مُعادِياً ولا
    331. فَيَا نِيلُ صَبْراً كَمْ شَهِدْتَ مَآسِياً وأيُّ زَمَانٍ لَمْ تَعِشْ فِيهِ آسِيا
    332. فأنْتَ ومِصْرٌ في رِباطٍ فإنْ مَضَى رَعِيلٌ مِنَ الأرْزَاءِ واجَهْتَ تَالِيا
    333. كأنَّكَ في بَحْرِ العَوَاصِفِ صَخْرَةٌ تَصُدُّ مِنَ الأمْوَاجِ غَزْواً مُوالِيا
    334. أتَاهَا "ابنُ مَقْدُونْيا" و "قَمْبِيزُ" قَبْلَهُ و"أفْيالُ رُومَا" و"ابنُ عُثْمَانَ" غَازِيا
    335. وسَادَ بِهَا سَيْفُ المُعِزِّ ومَالُهُ وعَانَتْ مٍنَ الغَرْبِ المُغِيرِ الدَّوَاهِيا
    336. وبَادُوا جَمِيعاً ظالِماً إثْرَ ظَالمٍ وأشْرَقَ قُرْصُ الشَّمْسِ في مِصْرَ ضَاحِيا

    ـــــــــــــــــ

    (324) المواميا (جمع المَوماة): المفازة ، والصحراء الواسعة.
    (326) السُّلاف: أجود أنواع الخمر ، ومن كل شيء خالصه. الطِّلى: اللذة.
    (329) الملمات: الشدائد ، والنازلة الشديدة من شدائد الدهر. وشمتك: تطلعت إليك مترقباً. صاليا: أي كأنما تصلى بالنار ، ويقال صلاه العذابُ أو الهوان إذا اشتد عليه أثر أيِّهما.
    (332) في رباط: أي أن كلا منهما ملازم لصاحبه ومُعِدٌ له. الأرزاء: المصائب وما تتابع منها عليه.
    (334) "ابن مقدونيا": الأسكندر الأكبر المقدوني. "قمبيز": مؤسس دولة الفرس (وسبق التعريف به في هامش البيت رقم 112. "أفيال روما": يقصد الرومان وافيال جيوشهم. "ابن عثمان": رأس الدولة العثمانية.
    (335) المعز: هو المعز لدين الله الفاطمي الذي تُنْسَبُ إليه القاهرة فيقال: قاهرة المعز. ومازالت الكثرة من إصلاحاته ومنشآته باقية بها إلى الآن ومنها الجامع الأزهر.
    337. ولَوْ صَفَتْ الدُّنْيَا ولَمْ يَبْدُ شَرُّهَا لَمَا أرْضَتِ الدُّنْيَا نَدِيماً وحَاسِيا
    338. فَمَا بَسَمَاتُ الصُّبْحِ إلا لأنَّهُ طَوَى
    339. فَمَا لمَغَانٍ فَوقَ شَطَّيْكَ عُطِّلَتْ ومَا لنَضِيرِ الوجْهِ أصْبَحَ حَالِيا
    340. ومَا كُنْتَ تَغْفُو فِي الشَّمَالِ مُنَعَّماً وثَمَّةَ
    341. لَقَدْ أرَّقَتْنِي فِي الجَنُوبِ حَوَادِثٌ تُبَيِّتُ
    342. فَفِي أجَمَاتٍ مُوحِشَاتٍ بَعِيدَةٍ عَوَى الذِّئبُ فاسْتَوْحَشْتُ بالذِّئْبِ عَاوِيا
    343. وثَمَّتَ فِي أقْصَى الجَنُوبِ عِصَابَةٌ تَشُقُّ العَصَا فِي " جُنْجُلِي" والأعَالِيا
    344. يُمَوِّلُهَا مَنْ رَاحَ يُشْعِلُ فِتْنَةً ويَدْفَعُهَا مَنْ جَاءَ بِالشَّرِّ سَارِيا
    345. فَتُسْفَكُ بِالغَدْرِ الدِّماءُ بَرِيئَةٌ وتُقْتَلُ
    346. يُثِيرُونَ فِي "بَحْرِ الغَزَالِ" كَوامِناً ويُبْدونَ فِي "نَهْرِ السِّبَاطِ" خَوَافِيا
    347. فَيَصْحُو عَداءٌ في القَبَائلِ نَائماً ويُرْجِفُ

    ـــــــــــــــــ
    (337) النديم: المصاحب على الشراب المسامر. الحاسي: من يتناول الحِساء جرعة بعد أخرى. ويقال: حاساه الشراب:أشركه معه في شربه ، وتحاسيا: اشتركا في الحَسْو.
    (339) مغانٍ: الأشجار الواسعة الظل التي كانت تزين شاطئ النيل. حَالِياً: أي مُتَغَيِّراً وصار من حال إلى حال سييء.
    (342) الأَجَمات: الشجر الكثيف الملتف. عاويا: أي محدثاً صوتاً مفزعاً موحشاً.
    (343) جُنْجُلي: إحدى ولايات السودان وتقع في جنوبه ، بدأ فيها مشروع إنشاء قناة عرفت باسم قناة جونجلي توفر لمصر والسودان مليارات الأمتار المكعبة من ماء النيل. توقف العمل بالقناة مع بداية الحرب في السودان بين الشمال والجنوب. الأعاليا: يقصد مناطق أعالي النيل في جنوب السودان.
    (344) ساريا: أي سائراً في الليل ، والمقصود أن تلك البلاد في الجنوب تُعَد مَرْتَعاً لإشعال الفتنة بين المسلمين من سكانها ، فتَنشب العداوات وتُسفك الدماء ويعم الفقر البلاد.
    (346) "بحر الغزال" و "نهر السباط" : فروع من النيل في جنوب السودان ، وفيها تتجسد الفتن وتبدو الخوافي من العداوات.
    (347) الأراجيف (جمع الإرجاف): الخبر الكاذب المثير للفتن والاضطراب. هازيا: الهذيان هو اضطراب عقلي مؤقت يتميز باختلاط أحوال الوعي.
    348. يُرِيدُونَ فَصْلاً للجَنُوبِ خِيانَةً ويُرْسُونَ
    349. ويَبْغُونَ فِي تِلكَ "البَرارِي" لِجَهْلِهَا فَلا تَتْرُكُوا فِي الجَهْلِ تِلكَ البَرَارِيا
    350.وثَارَثْ عُرُوقٌ بِالعَدَاوَاتِ فَانْفِرُوا لِرَأبِ
    351. ومَا نَهَضَتْ بالطَّيْرِ يَوْماً قَوَادِمٌ وإنْ يَكُ نِسْراً إنْ قَصَصَتَ الخَوَافِيا
    352. أعَالِيكَ شِرْيانُ الحَياةِ ومَاؤهَا فأيُّ
    353. وَمَا أنْتَ إلا وِحْدَةٌ عَرَبِيَّةٌ ترَكْتَ
    354. فَقَاقِيعُ مَاءٍ لا يَضِيرُكَ طَفْوُهَا وأنْتَ
    355. وجِئْنِي بِيَومٍ لَمْ تكُنْ فِي ظَلامِهِ تُكَافِحُ
    356. بَدَأتَ "نَجاشِيّاً" تُصَلْصِلُ عَابِداً وعِشْتَ
    357. فَمَنْ شَاءَ أعْلَى بِالمَآذِنِ صَوْتَهُ ومَنْ
    358. و"يَعْقُوبُ" و"الأسْبَاطُ" أضْيافُ "يُوسُفٍ" و"مُوسَى"

    ـــــــــــــــــ

    (348) الكفر البواح: الصريح. أثافيا (جمع الأُثْفِية): أحد أحجار ثلاثة توضع عليها القدر ، ويقال: رماه بثالثة الأثافي اي بداهية كالجبل. والمقصود: تأصيله وإرساؤه في عقيدتهم.
    (349) البراري: الأرض المنسوبة إلى البرِّ ، وهي بَرِّيِّةٌ إذا كانت إلى البر أقرب منها إلى الماء.
    (350) العروق (جمع العرق): هو أصل كل شيء. انفروا: أسرعوا لمواجهتهم والخروج لإيقاف الفتنة.
    (351) القوادم من الطير: ريشاتٌ كبارٌ في مقدم الجناح. والقوادم من الجيش: طائفة من القادة متقدمة. وقد صور الشاعر قوادم الطير بهؤلاء القادة على سبيل التمثيل. الخوافي (جمع الخافية): هي الريشات التي إذا ضم الطائر عليها جناحيه خَفِيَتْ. والمقصود: أنه لا غنى عن الجميع في مواجهة العدو كما لا تكتمل قوة الطائر دون قوادمه وخوافيه معاً.
    (354) يريد الشاعر أن ما يثار من دعاوي الانفصال في السودان لا تعدو فقاقيع ماء على صفحة النيل ، وذلك لا يضيره وهو من شق الرواسي بفيضه.
    (356) "نجاشيا": أي منسوبة منابعك إلى "النَّجاشي" ملك الحبشة في الجنوب وكان مسيحياً. الصلصلة: صوت جرس الكنيسة. حنيفياً: أي منسوباً في الشمال بمصر إلى الإسلام الحنيف. والمقصود أنه آخى بين الملتين في الشمال والجنوب.
    (358) "يعقوب": إسرائيل (أبو يوسف وأخوته). "الأسباط": جمع (السبط) وهو ولد الابن والابنة ، وهو من اليهود كالقبيلة من العرب. وفي التنزيل" وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا" سورة الأعراف الآية (160).
    359. و"عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ" زَائراً لِرُبُوعِهَا ومَنْ حَمَلوا القُرْآنَ فِي الفَتْحِ حَادِيا
    360. دَعَا اللهُ فِي آياتِهِ لِدُخُولِهَا فَمَنْ لَمْ يَزُرْهَا عَامِداً بَاتَ عَاصِيا
    361. فَمَنْ يَعْبُرُ الأبْوابَ يَا نِيلُ آمِناً وكُلُّ
    362. وجَاوَزْتُ قَدْرِي بَعْدَ ذِكْرِكَ فِي الهُدَى إذَا كُنْتُ أنْوِي مَدْحَكَ اليَوْمَ طَارِيا
    363. وَلَكِنَّهُ عِشْقٌ تَفَجَّرَ فِي دَمِي يَرِفُّ عَلَى ثَغْرِ النَّضِيدِ أغَانِيا
    364. بَذَلْتُ شَبَابِي فِي قُرَاكَ وشِيبَتِي وفِي عِشْقِكَ المشْبُوبِ صُغْتُ القَوَافِيا
    365. وَكَمْ جَالَ شِعْري فِي ضِفَافِكَ مُبْدِعاً فَرائِدَ
    366.وثَمَّةَ أحْدَاثٌ حَوالَيْكَ عِشْتَهَا تَداعَتْ بِمَا يُدْمِي القُلُوبَ تَدَاعِيا
    367. وأخْرَى مِنَ الأثْقَالِ آدَكَ حَمْلُهَا ومَا كُنْتَ عَنْ حَمْلِ المَصَاعِبِ آدِيا
    368. وإنْ بَاتَ ثَغْرٌ فِي العُرُوبَةِ شَاكِياً غَدَا كُلُّ وَرْدٍ فِي الكِنَانَةِ شَاكِيا
    369. سَلُوا البَصْرَةَ الفَيحَاءَ مَا مَسَّهَا فَقَدْ تَفَزَّعَتِ
    370. إذا هَبَّ يَوْماً فَوقَ دِجْلَةَ عَاصِفٌ تَحَوَّلَتِ

    ـــــــــــــــــ
    (359) حاديا: الحادي هو الرائد والمقدم من الجماعة. والمقصود: أن مصر مهدٌ لكل الديانات.
    (360) يشير الشاعر إلى قول الله سبحانه وتعالى "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" سورة يوسف الآية 99.
    (362) طاريا: أي مُطْرِياً مُمْتَدِحاً. أي أن امتداحه للنيل بعد ذكره في القرآن تجاوز منه.
    (363) النضيد: المنضود ، وهو كل شيء متراص متناسق ، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى:" وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ " سورة ق الآية 10. والمقصود هنا: كل ما يعلو حافتي النيل مما نُضِّدَ بالورق والثمار من الأشجار ، وقد صورها أغانى على ثغر النيل.
    (364) المشبوب: المتوهج ، ويقال: شَبَّبَ الشاعر إذا ذكر أيام اللهو والشباب. والمقصود: شدة تعلق الشاعر بالنيل. صُغْتُ: أي زَيَّنْتُ وأبدعت الكلام بصياغتي فيه.
    (366) فرائد (حمع فريدة): الدُّرُّ إذا نُظِمَ في عقد وفُصِلَ بين حباته بغيره من الذهب واللؤلؤ. وذلك على التشبيه لمنظوماته بتلك الفرائد أو المنظومات من عقودها.
    (367) آدك حملها: أثقلك وأتعبك. آديا: أي ما كنت ضعيفاً عن تحمل الشدائد.
    (369) ناديا: أي نادى بعضهم بعضاً واجتمعوا للتشاور والاتفاق على أمر واحد.
    (370) الموافاة: سرعة التلبية. والمقصود:عدم تَخَلِّي أبناء مصر عن المشاطرة فيما أصاب أَيَّ النواحي من الشدائد. الغدران: جمع غدير ، وهو القطعة من الماء يُغادِرُها السيل.
    371. فَأيُّ مُصَابٍ أنْ نُصَارِعُ بَعْضَنَا ونَشْقَى
    372. إذا اقْتَتَلَ الإخِوانُ يَوماً فَكُلُّهُمْ مَدِينُونَ
    373. تَعَالَوْا نُزِيلُ الحِقْدَ والكُرْهَ بَينَنَا نُعَمِّرُ
    374. لَئِنْ سُيِّبَتْ فِينَا أفَاعٍ بِسُمِّهَا فَأيُّ
    375. وفِينَا حُوَاةٌ للأفَاعِي تَلُمُّهَا ومَنْ يَقْنَصِ الأُسْدَ الضَّرَاغِمِ رَامِيا
    376. وتَمْتَدُّ عَبَرَ الأفْقِ حَولَكَ تَهْمةٌ فَأيُّ
    377. بِحُسْنِ جِدَالٍ نَقْطَعُ الرَّأيَ بَيْنَنَا وَإنْ لَمْ نُحَكِّمْ فِي الخِلافَاتِ قَاضِيا
    378. ونُغْضِي عَنِ المَاضِي ونَنْسَى جَرَاحَنَا فَنِعْمَ
    379. ولا بَأسَ مِنْ حِلْفٍ بِحَقٍ نَرُومُهُ وَلا عَيْبَ إلا أنْ يكُونَ تَمَادِيا
    380. وكُنْ وَسَطاً فَالرُّشْدُ لَيْسَ تَفَرُّطاً كَما لَيْسَ رُشْداً أنْ تَكُونَ مُغَالِيا
    381. وَلا تَقْنَطُوا مِنْ عَوْدَةِ الحَقِّ نَاصِعاً فَرُبَّ زَمَانٍ سَاءَ عَادَ مُوَاتِيا
    382. مَصَائِرُنَا
    383. ولَيْسَ جِهاداً أنْ نُقِيمَ عَلَى الأذَى ونَحْرُثَ في بَحْرِ العُهُودِ المَوَاضِيا
    384. رَجَوْنَا عَطاءَ اللهِ فِي كُلِّ حَاجَةٍ ومَا
    385. ولَمْ نَقْتَرِبْ مِنْ غَافِرِ الذَّنْبِ خُطْوَةً فَكَيْفَ
    386. إذَا نَحْنُ لَمْ نَأخُذْ مِنَ اللهِ هَادِيَا ضَلَلْنَا

    ـــــــــــــــــ
    (371) يأسى الشاعر لما يَدِبُّ بين أبناء الوطن من الخلاف حتى تباعدت الأهداف.
    (373) الجوانح (جمع الجانحة): الضِّلْعُ القصيرة مما يلي الصدر. والمقصود: ما تحتويه من القلوب ، ففي الكلمة مجاز مرسل علاقته المَحَلِّية.
    (375) يقصد بالأفاعي: كل من تسلل كالأفاعي من الغزاة إلى مصر. ويقصد بالحواة: القادة الغيورين والقادرين على حماية البلاد من أمثالهم. ويصمي الضواري راميا: أي وفي أبناء مصر من يستطيع الفتك بكل من تسول له نفسه النيل منها ، ورميه بالسهام المُصْمِية.
    (376) تَهْمَةٌ: التَّهَمةُ الأَرض المُتَصَوِّبة إِلى البحر كأَنها مصدر من تِهامة. ويقصد الشاعر الصحراء الممتدة حول النيل.
    387. وَنَحْنُ عَلَى مَا نَحَنُ مِنْ كُرَبٍ إذَا هَجَرْنَا صِرَاطاً مُسْتَقِيمَاً ودَاعِيا
    388. ويُمْسِكُ أطْرَافَ الدِّيانَاتِ جَاهِلٌ ويَصْبُو بِأذْيَالِ الصَّبَابَةِ عَاصِيا
    389. كَفَى سُبُلاً شَرْقاً وَغَرْباً فَنَهْجُنَا سَبِيلُ
    390. أَيُورِقُ نَبْتٌ إنْ قَطَعْتَ جُذُورَهُ ويَعْلوُ بِنَاءٌ إنْ هَدَمْتَ الأوَاسِيا
    391. فَيالَيْتَنَا نُحْيِي التَّرَاثَ مُجَدَّداً ونَرْضَى بِحُكْمِ اللهِ ذِكْراً وَدَاعِيا

    ـــــــــــــــــ

    (387) في البيت التفات إلى قول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " سورة الرعد، (11).
    (388) يصبو: يميل إلى الشيء. الصبابة: الشوق. والمقصود أنه لا يتمسك بأطراف الدين غير الجهلاء البعيدين عن جوهره وإن أبدوا شدة تعلقهم به وحمايتهم له.
    (390) الأواسي (جمع الآسية): الدِّعامة والبناء المحكم أساسه.
    (391) الذكر: القرآن الكريم. الداعي: هو الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام. وفي البيت إشارة إلى قول رسول الله عليه الصلاة والسلام : " تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أبَدا : كتابَ اللهِ وسُنَّتي".


    "رحم الله الشاعر"



    وكتبت أنا معقباً على القصيدة:
    وَيَرْحَلُ (إبْرَاهِيمُ حِلْمِي) عَنِ الدُّنَى وَيَأوِي إلَى الرَّحْمَنِ بِالنَّفْسِ رَاضِيَا
    فَمَا كَانَ يَوْماً لِلطُغَاةِ مُبَايِعاً وَمَا كَانَ يَوْماً لَلسَلاطِينِ سَاعِيا
    فَمِنْهَاجُهُ الدِّيِنُ القَوِيمُ وَشَرْعُهُ وَقَدْ كَانَ بِالقُرآنِ دَوْماً مُنَادِياً
    فَيارَبَّ أكْرِمْ فِي جِنَانِكَ عَابِداً أتَاكَ حَنِيفِيّاً يُوَحِّدُ مُغْنِيا
    وَيَانِيلُ أكْرِمْ فِي ثَراكَ مُتَيَّماً تَفَرَّدَ بِالتَّشْبِيبِ فِيكَ مُبَاهِيَا
    فَمَلْحَمَةٌ بِالشِّعْرِ تَحْكِي حَوَادِثاً تَدَاعَتْ بِمِصْرَ النِّيِلِ خَيْرُ المَرَائيا
    فَمِنْ مَنْهَلِ التَّارِيخِ أفْرَدَ حِكْمَةً وَمِنْ نَبْعِ عِشْقٍ فِي الفُؤادِ مَعَانِيا
    كَأَنَّ مِيَاهَ النِّيِلِ كَانَتْ مِدَادَهُ فَسَالَ القَرِيضُ العَذْبِ كَالنَّهْرِ رَاوِيا
    وَكَمْ رُحْتُ أتْلُو فِي ضِفَافِكَ سِفْرَهَا وأسْألُكَ السَّلْوَى فَتَدْمَعَ هَامِيا
    كَأنِّي بِمَوْجِ النِّيلِ يَصْطَفُّ أسْطُراً وَتَقْرَأ عَيْنِي فِي السُّطُورِ مَرَاثِيا
    فَيَنْعِيكَ غَيْرِي مُذْ رَحَلْتَ مُوَدَّعاً وَلَسْتُ بِنَاعٍ مَنْ يُضِيِء النَّوَاحِيَا
    وَيَنْعِيكَ غَيْرِي كَيْفَ أفْعَلُ مِثْلُهُ وَمَا مُتَّ عِنْدِي بَلْ تُعِيش مُنَادِيا
    وَمَثْوَاكَ مُذْ غَادَرْتَ فِي قَلْبِ مُهْجَتِي وَرَحْلُكَ عِنْدِي فِي اللُبَابِ مَعَانِيَا
    فَمَازَالْتَ حَيَّا رَغْمَ قَبْرِكَ يَا أبِي وَمَازِلْتَ فِي نَفْسِي مُقِيماً وبَاقِيا
    وَنَحْنُ مَعاً فِي كُلِّ حِينٍ ولَمْ نَزَلْ كَعَادَتِنَا تَرْوِي وأُصْغِي لَيَالِيا
    وَذَاكَ قَرِيضِي مِنْ قَرِيضِكَ صُغْتُهُ وتِلْكَ القَوافِي مِنْ قَوَافِيكَ هَا هِيَ

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    رحم الله شاعرنا الكبير وأسكنه فسح جناته

    مرور تحية وإكبار لروعة الشعر وبهائه
    ولا أرى لي عليها من تعليق الآن
    فهي تستحق هدأة وقراءة متانية
    وسيكون لها مني ذلك

    وعودة للرد بمشيئة الله


    دمت تقيا نقيا بارا

    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    الصورة الرمزية ناريمان الشريف أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : في بلاد ٍ الموت فيها معجون بالحياة
    العمر : 65
    المشاركات : 1,387
    المواضيع : 61
    الردود : 1387
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي


    رائعة !!!
    وجميلة جداً وكأنها من الزمن الجميل

    أشكرك



    تحية ... ناريمان

  8. #8
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    قصيدة رائعة

    الحمد لله أن الظروف تغيرت لكي نقرأها

    رحم الله الشاعر
    واطال في عمرك وبارك في عطائك

    بوركت أخي

  9. #9

  10. #10

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صدور كتاب "ملحمة النيل" للأديب والشاعر إبراهيم حلمي
    بواسطة د. توفيق حلمي في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-04-2011, 03:36 AM
  2. من طمي النيل نباتي .... و من ماء النيل أكتب
    بواسطة أحمد صالح في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-09-2006, 10:45 PM
  3. نهر النيل.... بين الأغاني والأماني
    بواسطة د0 احمد فنديس في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-05-2006, 11:15 PM
  4. حوار على ضفاف النيل مع الكاتب والصحفي الدكتور عمرو أسماعيل
    بواسطة لحظة صدق في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-11-2004, 11:32 AM
  5. الى شاعر النيل د.جمال مرسي
    بواسطة عبدالكريم الكيلاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 17-05-2004, 06:18 AM