|
93. ويَخْرُجُ مِنْ أبْوَابِ طِيبَةَ "أحْمُسٌ" |
يَصُولُ عَلَى الهُكْسُوسِ كَالفَهْدِ صَالِيا |
94. ويَكتُبُ فِي تَارِيخِ مِصْرَ وَثيقَةً |
لأوَّلِ تَحْرِيرٍ عَلَى الأرْضِ بَاقِيا |
95. فَلا بَأسَ مِنْ طَرْدِ الغُزَاةِ وإنْ عَثَوا |
وإنْ كَانَ غَزْواً لِلحِمَى مًتَنَامِيا |
96. وتَسْلُبُ "حَتْشِبْسُوتُ" تَاجاً مُقَدَّساً |
وتَغْصِبُ عَرْشاً قَبْلَ " بِلقِيسَ" عَالِيا |
97. وتَلبِسُ فِيهِ لِحْيَةً مُستَعَارَةً |
فَيَجْثُو لَهَا غِرُّ الرِّجَالِ عَوَانِيا |
98. ويَنْحَتُ "سِنْمُوتٌ" مِنَ الصَّخْرِ مَعْبَداً |
لِيَعْبُدَ |
|
|
ــــــــــــــــــ
(93) "أحمس": أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشر. أعظم الأسر الحاكمة في مصر. حكم من 1550 حتى 1535 ق. م واتخذ طيبة (الأقصر) عاصمة لمصر. تولى الحكم في سن العاشرة بعد وفاة والده ووفاة أخيه في حروبهم ضد الهكسوس. هزم جيش أحمس الهكسوس - وعمره آنذاك 19- ثم لاحقهم إلى فلسطين ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ. استمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا 35 عاما.
(96) "حتشبسوت": الملكة ماعت كا رع حتشپسوت ، أحد أشهر الملكات في التاريخ، وهى الابنة الكبرى لفرعون مصر تحوتمس الأول وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وحكمت من 1503- 1482 ق.م. وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت بها إلى والصومال و المحيط الأطلسي. واجهت مشاكل مع الشعب لكونها امرأة ، فكانت تلبس ملابس الرجال وتلبس لحية مستعارة. "بلقيس": ملكة سبأ ، وقد أسلمت وخضعت لنبي الله سليمان ، كما أخبر بذلك القرآن الكريم.
(97) عَوانيا (جمع العانية): الخاضعة والذليلة. والعاني هو الأسير يقال عنا فلان فيهم أسيرا ، أي أقام على إساره فهو عان ، وجمعه: عناة ، والنسوة: عوان. يقول ابن القيم الجوزيه: (والله قد جعل النساء عوانيا * شرعا فأضحى البعل وهو العاني). الغِرُّ بكسر الغَيْن: كل من ينخدع من الرجال أو النساء. يجثو: أي يجلس على ركبتيه. والشاعر هنا يشبه خضوع غِر الرجال لحتشبسوت - التي تشبهت بالرجال ولبست لحية مستعارة - بالنسوة فأجرى عليهم صفة تجري على النسوة وليس على الرجال (عوانيا).
(98) "سنموت": رئيس الكهنة بمعبد منتو ببلدة أرمنت ، وهو المهندس الذي بنى لحتشبسوت معبدها الشهير في الدير البحري غرب الأقصر ومنحته 80 لقبا وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين سنموت وحتشبسوت "وأنهما شاركا في حياة أسطورية". ربة التاج: حتشبسوت. صابيا: أي مائلا إليها متشوقاً لرؤيتها.
|
99. وَيُودِعُ فِي أرْكَانِهِ نَبْضَ عَاشِقٍ |
وفِي قُدُسِ الأقْداسِ قَلْباً مُنَاجِيا |
100. وتَمْخُرً أثْبَاجَ البِحَارِ سَفِينُهَا |
وتَحْمِلُ مِنْ نَبْطِ العُرُوضِ الغَوالِيا |
101. وتَكشِفُ آفَاقاً وتُفْشِي مَجَاهِلاً |
فَلِمْ هَجَرَ الأبْنَاءُ هَذِي المَجَالِيا |
102. وكَانَ حَرِيًّا أنْ يَشُقُّوا عُبَابَهَا |
وأنْ |
103. فَأيْنَ مَضَتْ تِلْكَ السَّفِينُ وقَدْ غَشَا |
ثُغُورَكِ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ البَحْرَ غَاشِيا |
104. ولا عُذْرَ عَنْ عَجْزٍ يَلُمُّ أوَاخِراً |
لِمَنْ بَلَغُوا هَامَ السَّحَابِ أوَالِيا |
105. وَمِنْ بَعْدِها يَأتِي "تُحُتْمُسُ" سَاخِطاً |
فَيَطْمِسُ مَا شَادَتْ ويَشْتَدُّ مَاحِيا |
|
|
ــــــــــــــــــ
(99) قُدُسُ الأقداس: المكان الأكثر قدسية. وقدس الأقداس عند الفراعنة هو منطقة أو غرفة في أي معبد ويوجد بها تمثال إله المعبد الذي يتجسد فيه وتقدم له القرابين. ويقتصر الدخول إلى قدس الأقداس على الكهنة المختصين بهذا الإله والفرعون وتتم فيه الشعائر سراً. ويعتبر قدس الأقداس هو أطهر مكان في المعبد. والمقصود من البيت أن سنموت بعد أن بنى معبداً لحتشبسوت وأودع في قدس أقداسه قلبه ليقوم بمناجاتها في أطهر مكان.
(100) تمخر أثباجَ البحر: أي تشق السفينة وسط البحر، والثبج: وسط الشيء تَجَمَّعَ و بَرَز ، وجمعه أثباج وثبوج ومنه ثبج وأثباج البحر. نَبْطُ العَرُوضِ: نَبَطَ الشيءُ أي ظَهر بعد خفائه ويقال حَفَر الأرضَ حتى نَبَطَ الماءُ ، ونبطَ العلمَ والحكمةَ أي استخرجهما وبثهما بين الناس. العُرُوضُ: الأَمْتِعةُ التي لا يدخلها كيل ولا وَزْنٌ ولا يكون حَيواناً ولا عَقاراً، تقول: اشتريت المَتاعَ بِعَرْضٍ أَي بمتاع مِثْلِه، وعارَضْتُه بمتاع أَو دابّة أَو شيء مُعارَضةً إِذا بادَلْتَه به. الغوالي (جمع الغالية): أخلاط من الطيب كالمسك والعنبر وغيرهما. وكانت حتشبسوت قد عادت من رحلتها في أرض بونت (وهي الصومال حالياً) محملة بكميات كبيرة من الأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة.
(101) البيت يشير لرحلات حتشبسوت إلى أرض بونت وإرسالها الأسطول إلى المحيط الأطلسي.
(103) غشا ثغورك: أحكم سيطرته عليها. والثغور جمع ثغر وهو الفرجة في الجبل و نحوه والموضع يخاف هجوم العدو منه ، و منه سميت المدينة على شاطئ البحر ثغراً. المُخاطَبُ في البيت هي مصر ، فالقصيدة تجري في سياق خطاب الشاعر للنيل أو مصر.
(104) هام (جمع هامة): الرأس وأعلاه أو وسطه ويقال هو هامة القوم سيدهم ورئيسهم.
(105) "تُحُتْمُسُ": تحتمس الثالث (1425 ق.م.) ، وهو سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، و يعتبر من أعظم حكام مصر على مر التاريخ. بعد وفاة حتشبسوت – وهي عمته وزوجة أبيه - اعتلى تحتمس الثالث العرش وقام بتخريب معابدها ومحا اسمها واستهدف جميع آثارها بالطمس والتخريب حيث كان يرى أنها اغتصبت حكم البلاد منه بعد وفاة أبيه. مات تحتمس وعمره 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عاما.
|
106. ولَوْلا يَدٌ لِلمَحْوِ تَهْدِمُ مَا مَضَى |
لَظَلَّتْ |
107. وهَلْ صَارَ حُبُّ المَحْوِ فِي مِصْرَ خَلَّةٌ |
فَلا |
108. ولَوْ كَانَ مِنَّا مَنْ يُضِيفُ لِسَابِقٍ |
عَلَتْ مِصْرُ عَنْ كُلِّ البِلادِ مَبَانِيا |
109. ومَا قَصَّرَتْ في يَومِهَا عَنْ تُرَاثِهَا |
ومَا رَضِيَتْ فِي المَجْدِ إلا التَّنَاهِيا |
110. وَ"رَمْسِيسُ" يَبْنِي فِي الدِّيارِ بَدَائِعاً |
وَيُعْلِي |
111. ويَكُتُبُ "بُكْخُوُرِيسُ" قَانُونَ شَعْبِهِ |
يُحَدِّدُ |
112. و"قَمْبِيزُ" يَغْزُوهَا عَلَى حِينِ غِرَّةٍ |
فَيَلقَى |
113.ولمْ تَنْسَ "ذَا القَرْنَيْنِ" يُنْشِئُ ثَغْرَهَا |
فَيَخْلُدُ |
114. وتُصْبِحُ لليُونَانِ مَعْهَدَ عِلمِهَا |
ويَتَّخِذُ |
|
|
ــــــــــــــــــ
(107) الخَلَّةُ (بفتح الخاء): الخصلة والعادة. يُحَطِّمُ ماضِيا: يَمحو أثره.
(110) "رمسيس": رمسيس الثاني ، ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر.حكم مصر لمدة 66 سنة (1312- 1279 ق.م). من أبرز إنجازاته العسكرية معركة قادش مع الحيثيين. قام رمسيس ببناء عدد كبير من المبانى يفوق اى فرعون أخر ، ومنها المعابد الضخمة والمسلات. وقد يظن الكثيرون أن رمسيس الثاني هو نفسه فرعون موسى والذي أخرج اليهود من مصر وهو ما جعل الشاعر يشير إلى ذلك في عجز هذا البيت (وَيُعْلي صُرُوحاً لِلسَّماءِ مَراقِيا) فقد ذكر القرآن الكريم في سورة غافر الآية (36): " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ". وأيضاً في سورة القصص الآية(38): "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَٰهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ". مراقي (جمع مَرْقاة أومِرْقاة): درجة، واحدة من مَراقي الدرَج. وترقَّى في العِلْم أَي رَقِيَ فيه دَرَجة درجة. ورَقَّى عليه كلاماً تَرْقِيةً أَي رفَع.
(111) "بوكخوريس": أحد ملوك الأسرة الرابعة والعشرين الفرعونية (718-712 ق.م.). دون قانوناً باسمه وهو ما يُعرف بمدونة بوكخوريس أو قانون بوكخوريس وهو مدني بعيد عن الطابع الديني سواء في مجال الأحوال الشخصية أو في نظام المعاملات المدنية.
(112) "قمبيز": ملك الفرس ويعرف باسم قمبيز الثانى وهو ابن قورش الأكبر ، وتولى الحكم عام 529 ق.م.
(113) "ذو القَرنَينِ" : هو الرجل الصالح الذي أتاه الله العلم والحكمة ، والذي بنى السد بين الجبلين ليحول بين يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض حتى أمن الخائفون من شرورهم كما ذكر القرآن الكريم. وقد ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه جاب أقصى الأرض في المغرب و أقصاها في المشرق. ويرى المؤرخون – وأيدهم الشاعر- أنه الأسكندر الرومي الملقب الأسكندر الأكبر والذي أنشأ ثغر الأسكندرية وإليه نُسِبَتْ منذ عام 332 ق.م. وقضى فيها على حكم الفرس.
|
115. فَيَرْشُفُ "صُولُونٌ" مِنَ الثَّغْرِ حِكْمَةً |
ويُمْسِي بِهِ "يُوليُوسُ" لِلخَمْرِ حَاسِيا |
116. وفِيكَ "كُلُوبَاتْرا" تَعِيشُ لِحُبِّهَا |
وَتَشْقَى وَلا تَلقَى سُوَى السُّمِّ شَافِيا |
117. ألَيْسَ ابْنَةُ الأفْعَى أحَقُّ بِسُمِّهَا |
إذا ضَاقَت الدُّنْيا عَلَيْهَا مَرامِيا |
118. كأنَّ هَواهَا قِصَّةُ الحُبِّ كُلِّهِ |
تَطِيبُ عَلَى سَمْعِ الزَّمَانِ iiأغَانِيا |
119. وَكُلُّ شُعُوبِ الأرْضِ باتَتْ تَقُصُّهَا |
ومَنْ لا يُصَبِّيِهِ الهَوَى بَاتَ صَابِيا |
120. وكَمْ دَاعَبَتْ فِيكَ الخَيالَ بِمَعَبَدٍ |
بِذَوْبِ قُلُوبٍ شَادَهُ الفَّنُ زَاهِيا |
121. وبَادَ بِرُومَا كُلُّ مَجْدٍ لِقَيْصَرٍ |
وظَلَّ |
122. تُخَلِّدُهُ مِصْرٌ ولَيْسَ بِلادُهُ |
فَمِصْرُ سِجِلُّ الخَالدِينَ هِيَا هِيَا |
|
|
ــــــــــــــــــ
(115) "صولون": شاعر ومشرع يوناني وأحد حكماء الرومان السبعة (640 – 560 ق.م.). وكان أيضا من السياسيين اللامعين ، وكان حاكما لأثينا، وقام بإصلاحات تشريعية وإدارية سُمِّيَت تشريعات صولون. في سنة 572 ق. م اعتزل صولون منصب الحاكم بعد تقلده لمدة ( 22 عاما ) , وسافر ليطلع على حضارة مصر والشرق وأصبح من قادة الفكر في مدينة الأسكندرية. "يوليوس": جيوس يوليوس قيصر (100 ق.م - 41 ق.م) ، والمشهور باسم يوليوس قيصر. هو قائد سياسي وعسكري بارع ويعتبر أحد اكثر الرجال نفوذا في تاريخ العالم. قام بدور هام في تحول الجمهورية الرومانية الى امبراطورية وكان امبراطوراَ لها. واشتهر قيصر بمعاقرة الخمر واللهو ، وله ولد من كليوباترا سماه المصريون "قيصرون". غادر يوليوس مصر في شهر يونيو من عام 47 ق.م.
(116) "كليوباترا": كليوباترا السابعة ( 69- 30 ق.م.) ملكة مصر، الشهيرة في التاريخ وقصتها متنوعة لدى الرواة والمؤرخين ، ومن أشهرها علاقتها بيوليوس قيصر ثم ماركوس أنطونيوس من بعده .أصبحت ملكة بالمشاركة مع أخيها في الحكم بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر عام 51 ق. م. انتحرت كليوباترا بعد هزيمة جيوشها ووقوع مصر تحت سيطره الرومان حتى لا تقع أسيرة ، وذلك عن طريق لدغة أفعي الأصلة السامة. كانت كليوباترا آخر حكام مصر في دولة البطالمة.
(119) يُصَبِّيِهِ: تَصَبَّتْه المرأة أي شاقَتْه ودَعَتْه إِلى الصِّبا فحَنَّ لها وصَبا إِليها. ويقال: صَبا إِلى اللَّهْوِ صَباً وصُبُوّاً وصَبْوةً أي اشتاق ومالَ وحَنَّ.
(120) يقصد الشاعر معبد دندرة الشهير الواقع بالقرب من الأقصر في صعيد مصر. وتصور النقوش الموجودة على جدرانه قصة حب كليوباترا ويوليوس قيصر وولادة الطفل قيصرون.
(122) هِيَا (الثانية): توكيد لفظي للضمير المنفصل: هِىَ (الأولى) ، ولحقت بالضمير الألف للتفخيم أو الفخر والتهليل أو للضرورة الشعرية.
|
123. وتُرْخِي حِبَالاً لِلْعِدا وتَشُدُّهَا |
ولا ضَيْرَ إلا أنْ يَكُونَ تَرَاضِيا |
124. ويُسْجَنُ فِيهَا الأبْرِياءُ سِياسَةً |
ويَبْقَونَ فِي جَوْفِ السِّجُونِ هَوادِيا |
125. ودَاعِي الهُدَى لا يَسْتكِينُ مِنَ الأذَى |
ويَلبَثُ نُوراً فِي دُجَى السِّجْنِ دَاعِيا |
126. ومَا عَتَمَتْ أنْ كَفَّرَتْ عَنْ ذُنُوبِهَا |
فَكَانَ |
127. وَخَرَّ حُواةٌ سَاجِدِينَ وقَدْ هُدُوا |
إلَى دِينِ حَقٍّ لا يُقَرِّبُ حَاوِيا |
128. ولَوْ شَاءَ رَبُّ العِزَّةِ انتَصَرَتْ عَصَا |
وشَقَّتْ بِحَاراً تُغْرِقُ الكُفْرَ عَاتِيا |
129. وشَرَّفَهَا عِيسَى بْنُ مَرْيمَ قَادِماً |
وَمَرْيَمُ |
130. وقَدْ أسْمَعَ الفَارُوقُ مِصْرَ بِعَدْلِهِ |
كَمَا أسْمَعَ الفَارُوقُ فِي الشَّامِ سَارِيا |
131. وَمَدَّتْ ذِراعَيْهَا إلى "عَمْرِو" فَاتِحاً |
فَشَدَّ |
|
|
ــــــــــــــــــ
(124) البيت يشير إلى يوسف بن يعقوب عليه السلام ، والذي سُجن في مصر بتهمة كاذبة هو بريء منها. وقد سَجَنَ عزيزُ مصر يوسفَ على الرغم من تيقنه من براءته، وذلك ليخفي خطيئة زوجته ، الأمر الذي قد يزعزع أوتاد حكمه ، وذلك المَعْنِيِّ بكلمة "سياسة" التي وردت في البيت. وقد ظل يوسف في السجن يدعو صاحبيه إلى الإيمان بالله ، فلم يُنسِهِ الظلم والسجن ما أرسله الله لأجله من الدعوة والهداية.
(126) عَتَمَتْ: أي كَفَّتْ عن الشيء بعد المضي فيه. وقد يكون الشاعر قد استرشد هنا بقول العزيز لزوجته وورد في سورة يوسف الآية 29 "وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ". وفي البيت أيضاً التفات إلى ما قاله يوسف لعزيز مصر " اجعلني على خزائن الأرض" كما في التنزيل (سورة يوسف الآية 55).
(127) يشير الشاعر إلى السر الإلهي في عصا موسى عليه السلام ، إذ خَرَّ له جبابرة السحرة مؤمنين بعد أن تيقنوا من المعجزة الإلهية.
(128) في البيت التفات لعصا موسى عليه السلام التي ألقاها فانشق البحر إلى نصفين ليغرق فرعون وجيشه.
(129) مريم تحدو: تتقدم ركبها إلى مصر في رحلتها إليها.
(131) الفاروق: الخليفة عمر بن الخطاب وهو لقب أطلقه عليه الرسول الكريم. أسمَعَ مصرَ بعدله: إشارة لإرساء عمر العدل أثناء خلافته والذي ذاع وأسمع مصر به قبل الفتح ومن بعده. أسمَعَ في الشام ساريا: يشير الشاعر إلى "سارية بن زنيم" الذي ناداه من فوق المنبر في المدينة بعد أن رأى ببصيرة إيمانه أن جنود العدو تكمن في الجبل خلف جيش سارية وقال له: ياساريةَ الجبل ، فسمعه ساريةُ واستجاب لنداء عمر وكان ذلك سبباً في نصره.
(131) الضمير في ذراعيها يعود إلى مصر ، في إشارة إلى الترحيب بقدوم جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص والذي سبقه ما علمه أهل مصر من عدل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب. وكان أهل مصر قبل الفتح يعانون من الظلم الشديد على أيدي الرومان.
|
132. تُظَلِّلُهُ السَّمْحَاءُ بِالخَيْرِ والتُّقَى |
وَرَشَّدَهُ |
133. ألَمْ تَرَهُ يَدْعُو "المُقَوقِسَ" لِلهُدَى |
وقَدْ كَانَ يَنْهَى بِالهُدَاةِ "النَّجَاشِيا" |
134. إذا مَلأ الإيمَانُ قَلْبَ مُوَحِّدٍ |
مَضَى فِي سَبِيلِ اللهِ يَحْدُو الهَوَادِيا |
135. وَسَارَ بِجُنْدِ اللهِ فِي الأرْضِ فَاتِحاً |
ورَايَاتُهُ |
136. يُقَصُّ ابْنَهُ إنْ مَسَّ حَقَّ مُعَاهَدٍ |
ولَوْ كَانَ طِفْلاً في المَلاعِبِ لاهِيا |
137. فَفِي ظِلِّ وَحْدَانِيَّةِ اللهِ مِلَّةٌ |
يَكُونُ |
138. وَيَخْتَطُّ فُسْطَاطاً وجامِعَهُ الَّذِي |
أَجَلُّ عَلَى الدُّنْيا مِنَ الغَيْثِ هَامِيا |
139. وَيَأتِي إلَيْهَا "الشَّافِعيِّ" بِفِقْهِه |
بِهِ يُهْتَدَى مِثْلَ النِّجُومِ السَّوَارِيا |
140. ويُنْشِئُ فِي عِلْمِ الأُصُولِ رِسَالَةً |
تُفَصِّلُ فِي الشَّرْعِ الحَكِيمِ المَبَادِيا |
141. وتَسْتَنْبِطُ الأحْكَامَ ذِكْراً وسُنَّةٌ |
ويَقْطَعُ فِي عِلْمِ العُلُومِ الدَّعَاوِيا |
142. وَيَجْلِسُ فِيهَا "الليْثُ" يُرْسِي قَواعِداً |
مِنَ الرَّأي تَعْلُو فِي الحِجَاجِ مَبَانِيا |
|
|
ــــــــــــــــــ
(132) السمحاء: الشريعة الإسلامية التي يدين بها عمرو. رَشَّدَهُ الفاروق قاضيا: عَيَّنَهُ حاكماً لها.
(133) يشير الشاعر إلى أثر الإسلام على عمرو بن العاص والذي أصبح بعد إسلامه داعيا "المقوقس" عظيم الأقباط في مصر إلى الإسلام ، بعد أن كان عمرو هو رسول المشركين إلى "النجاشي" ملك الحبشة يدعوه إلى التنكيل بمن هاجر إليه من المسلمين ، ولكنه الإيمان وأثره في القلوب.
(134) الهواديا (جمع الهادية): المتقدمة في كل شيء. ويحدو الهواديا: يكون بمثابة إمام لهم.
(136) المُعاهَد: الذِّمُّي أو غير المسلم ممن أعطاه المسلمون عهداً بالأمان والذمة ورعاية الحرمة. وفي البيت إشارة إلى واقعة القصاص التي أمر بها عمر بن الخطاب من ابن عمرو بن العاص بعد أن ضرب ابن المسيحيِّ فأتي بالصغيرين وقال لابن المسيحي: اضرب ابن الأكرمين.
(138) الفُسطاط: مدينة مصر العتيقة التي بناها عمرو بن العاص في المكان الذي نزل به.
(139) الشافعي: الإمام أبو عبد الله محمد ابن إدريس الشافعي ، أول من تكلم في علم أصول الفقه، ولد بِغَزَّة 150 هـ ، في اليوم الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة ، وقد طاف بمكة ، وبغداد فترات قليلة. ذهب إلى مصر سنة 199 هـ ونشر مذهبه الجديد بها ، وبقى بمصر إلى أن كانت وفاته سنة 204 هـ رحمه الله.
(142) "الليث": أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن: إمام أهل مصر في الفقه والحديث. ولد بأصبهان وقيل بقلقشند سنة 94 هـ وتوفي عام 175 هـ ودفن بمصر. قال عنه الشافعي: إن الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به ، رحمه الله. الحِجاج: جمع الحُجَّة أي الدليل والبرهان. والحِجاج : المجادلة.
|
143. ويَسَبِقُ فِي العِلْمِ "ابْنُ خَلْدُونَ" مُنْشِئاً |
مُقَدِّمَةً |
144. ويَا نِيلُ هَلْ أُنْسِيتَ زَحْفاً لِجَوْهَرٍ |
لِيَبْنِىَ |
145. ومَدَّ "عُبَيْدُ اللهِ" أرْوَاقَ جَامِعٍ |
كأنَّ |
146. حَكَى نَسَباً للسَّيْفِ والتِّبْرِ يَنْتَمِي |
فَلَمْ |
147. وحُقَّ لَهُ غَرْسُ النَّبِيِّ بِأزْهَرٍ |
ولَيْسَ |
148. وقَاهِرَةٌ تَرْقَى وتَسْمُو مَآذِناً |
وتَنْشُرُ دِينَ اللهِ فِي الأرْضِ هَادِيا |
|
|
ــــــــــــــــ
(143) "ابن خلدون": عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي ، و"المقدمة" هي الجزء الأول من كتابه الذي أنهاه في منتصف عام 779 هـ وبها: فَضْلُ علم التاريخ وعلم الاجتماع الانساني والعمران والأشجار وجغرافية ذلك. ثم كان الجزء الثاني الذي قال: أنه ألحق به تواريخ الأمم. و"قفت عليها القوافيا": أي كثرت فيها القوافي ومنظومات الشعراء.
(144) جوهر: أبو الحسن:جوهر بن عبد الله الصقلِّي المعروف بالكاتب الرومي ، من موالي المعز بن منصور بن القائم المهدي الفاطمي ، وقد جَهَّزه إلى الديار المصرية ليأخذها بعد موت كافور الأخشيد ، ودخل مصر سنة 358 هـ. وهو من قام ببناء الجامع الأزهر، وفرغ منه في رمضان 361 هـ وظل يدير أمر مصر أربع سنين حتى وصل مولاه المعز الفاطمي الذي عزله من منصبه ، وتوفي جوهر بمصر سنة 381هـ .
الفواطم: الفاطميون هم سلالة شيعية، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة، حكمت شمال أفريقبا ومصر والجزيرة العربية و صقلية. عاصمتها الأولى هي القيروان (909-920 م) ثم المهدية في تونس (820- 973 م) ، ثم القاهرة عام 973 م. يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وانتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق. تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها وبنيت بها دار الحكمة والأزهر والمكتبات والأضرحة.
(145) "عُبيد الله": يقصد جوهر الصقلي. عَزاليا: يقال أرسلت السماء عزاليها: أي انهمرت بالمطر.
(146) يريد الشاعر أن اسم جوهر الصقلي مُشْتَقٌ من الجوهر والسيف المصقول.
(147) المقصود بالبيت أن جوهر الصقلي لم يُرِدْ رياءً ولا افتخاراً بِعَمَلهِ ، وإنما بنى الأزهر ليكون منارة ووسيلة لنشر مبادئ الدعوة وتنمية ما بذره الرسول الكريم من القيم والتشريعات السامية. وحَقَّ له هذا الأمر ، أي تَيَقَّنَهُ وثبت صدقه عنده. العرق: أصل كل شيء ، ويقال: تدَارَكَتْهُ أعراقُ صدقٍ أو سَوْء.
|
149. وتُعْلِي قِبَاباً للتَصَوُّفِ فِي القُرَى |
طَرَائِقَ فِي حُبِّ النَّبِيِّ شَوَادِيا |
150. فَمِنْ قَارِئٍ لِلْوِرْدِ بَعْدَ صَلاتِهِ |
ومِنْ قَائِمٍ بالذِّكْرِ فِي اللهِ فَانِيا |
151. عَجِبْتُ لَهُ يَشْدُو بِلَحْنِ رَبَابَةٍ |
مَلاحِمَ |
152. فَألْهَى بِهَا السُّمَّارَ عَنْهُ فَفِرْقَةٌ |
تُوَالِي "أبَا زَيْدٍ" وأُخْرَى "الزَّنَاتِيا" |
153. فَكَانَ حَنِيفاً يَخْلِطُ الهَدْىَ بِالهَوَى |
ويُدْخِلُ فِي الإسْلامِ بِدْعاً مُنَافِيا |
154. وَجَدَّ "صَلاحُ الدِّينِ" في عَيْنِ أُمَّةٍ |
تَدَاعَى |
155. فَسَارَ إلى "حِطِّينِ" مُنْتَصِرَ الخُطَى |
يَدُكُّ |
156. يَخُطُّ مَواثِيقَ الحُقُوقِ بِحَافِرٍ |
مِنَ الخَيْلِ فِي صَخْرِ المَوَاقِعِ وَارِيا |
157. وفِرْسَانُ نَصْرٍ كَالرِّياحِ خُيُولُهُمْ |
وقَدْ |
158. فَدَانَتْ بِحِطِّينٍ رِقَابُ عَدِوِّهِمْ |
وكَانَ |
|
|
ــــــــــــــــــ
(149) طرائق (جمع طَريقَةُ): فِرَقٌ ، وطَريقَةُ القوم: أماثلُهم وخيارهم. يقال: هذا رجلٌ طَريقَةُ قومِه، وهؤلاء طَريقَةُ قومِهم وطَرائِقُ قومِهم أيضاً؛ للرجال الأشراف، ومنه قوله تعالى: "كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً" سورة الجن الآية 11، أي كنا فِرَقاً مختلفة أهواؤنا. وطَريقَةُ الرجل أيضاً: مَذهبه. والشاعر يقصد هنا الطرائق الصوفية في مصر التي تَواكَب ظهورها مع حكم الفاطميين واستمرت حتى الآن. شَواديا: من "الشَّدْو" وهو الترنم والغناء بما في طرائقهم من مدائح للنبي صلى الله عليه وسلم.
(152) "أبا زيد": أبو زيد الهلالي . "الزناتيا": الزناتي خليفة. والاثنان يُروى عنهما غير القليل من الأعمال التراثية التي تحكي بعضاً من حياة العرب (البدو الرحل) وتنسب الشجاعة والبطولة والذكاء لأبطال تلك السير. ويحكي هذه السير منشدون على الربابة يستمع إليهم الناس وينحازون باختلاف آرائهم إلى أحد الأبطال دون الآخر.
(153) الحنيف: المائل من شر إلى خير. والدين الحنيف المستقيم لا عوج فيه ، والحنيفية: ملة الإسلام.
(154) "صلاح الدين": الناصر لدين الله أبو المظفر يوسف بن أيوب (1138 - 1193م)، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر و الشام وشمال العراق والحجاز. اشتهر بلقب صلاح الدين قبل ان يصبح سلطاناً لمصر وتسمى بالناصر لدين الله. هزم الصلييبين وحرر القدس التي دخلتها قواته في يوم 2 من أكتوبر 1187. مات صلاح الدين بالحمى في دمشق في 3 من مارس 1193، الموافق يوم الأربعاء 27 من صفر 589ھ.
(155) الصياصي: الحصون ، والصياصي (جمع الصَّيْصَة) وهي الحصن.
(156) واريا: أي مُخرجاً الشرر من الأرض بحافره ، والتعبير كناية عن الشدة وسرعة العَدو.
(158) القنا: القناة ، وهي الرمح الأجوف. العوالي (جمع العالية): النصف الذي يلي سِنَّ القناة.
|
159. فَلا حَقَّ لِلمَهْزُومِ فِي يَدِ هَازِمٍ |
إذا حَكَّمُوا بَيْنَ الخُصُومِ المَوَاضِيا |
160. فَخُلِّدَ فِي تارِيخِ مِصْرَ صَلاحُهَا |
كَما خَلَّدَتْ بِالحَزْمِ فِيهَا الطَّوَاشِيا |
161. و"أمُّ خَلِيلٍ" لا يُزَعْزِعُهَا الرَّدَى |
أمَامَ الصَّليبِييِّنَ كَالطَوْدِ رَاسِيا |
162. تُدِيرُ رَحَى حَرْبٍ بِحُنْكَةِ فَارِسٍ |
إلَى أنْ أتَى نَصْرٌ مِنَ اللهِ رَاوِيا |
163. فَبَاتَ السَّبَايَا يَحْمِدُونَ نَجَاتَهُمْ |
وسُلطَانُهُمْ فِي دَارِ لُقْمَانَ عَانِيا |
164. وَعَادَ "لُوِيسٌ" بَاكِياً مِنْ نِسَائِنَا |
فَكَيْفَ إذَا سَلَّ الرِّجَالُ اليَمَانِيا |
|
|
ــــــــــــــــــ
(159) المواضيا: السِّيوف.
(160) الطواشيا: الطواشي لقب يطلق على العبد المَخْصيّ . و"الطواشي" - كما ذكر بعض الرواه - هو مؤتمن الخلافة الفاطمية بمصر ، والذي قام بالكتابة من دار الخلافة بمصر إلى الفرنجة ليقدموا إلى الديار المصرية ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية بقيادة الخليفة الفاطمي العاضد بنور الدين محمود. لكن خيانته انكشفت وأمر صلاح الدين بقتله. وقد يكون المقصود هو "الطواشي صبيح المعظمي" الذي كان عبداً مقرباً لسلطان مصر توران شاه وتم تكليفه بحراسة لويس التاسع ملك فرنسا في داربن لقمان بالمنصورة بعد أسره في معركة المنصورة . ويوجد في الدار حتى الآن تمثال بالحجم الطبيعي للملك لويس التاسع والاغلال في يديه وخلفه الطواشي صبيح يحرسه ، وقد ذكر الشاعر هذا في البيت رقم 165.
(161) "أم خليل": هي "شجر الدر" وليس "شحرة الدر" كما هو دارج بالخطأ، الملقبة بعصمة الدين أم خليل ، تركية الأصل، وقيل أنها أرمينية. كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب وأعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648هـ (مايو 1250م). تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بعد وفاة زوجها السلطان ، ولعبت دوراً تاريخياً هاماً أثناء في الحملة الصليبية السابعة على مصر أدى لانتصار الجيش ورد العدوان الصليبي.
(162) الحُنْكَةِ (بضم الحاء وسكون النون): التجربة ، والبصر بالأمور.
(163) دار لقمان: هي دار ابن لقمان في مدينة المنصورة المصرية ، وقد قضى فيها الملك لويس التاسع فترة أسْرِهِ. وتنسب الدار إلى القاضي إبراهيم بن لقمان قاضي المنصورة في ذلك الوقت. عانيا: العاني هو الأسير.
(164) "لويس" : لويس التاسع أو لويس القديس هو ملك فرنسا (1226-1270 م). قام بقيادة الحملة الصليبية عام 1249 م، حتى يحرر بيت المقدس من أيدي سلاطين مصر ، كانت وجهته الأولى دمياط في مصر ، إلا أنه هزم وحوصر جنوب المنصورة وحاول الفرار بجيشه ، لكنه وقع في الأسر هو وأمراؤه ونبلاؤه عام1250م ، وأودع مُغَللاً في دار بن لقمان.
اليمانيا: المقصود: السيف اليماني وهو من أشهر أنواع السيوف وأجودها.
|
165. قُيُودُ "سَطِيحٍ" في يَدَيهِ كُلُومُهَا |
ولَيْسَ تَرَى مِنْهَا مَدَى الدَّهْرِ فَادِيا |
166. وفِي "عَيْنِ جَالُوتٍ" سَمَا "قُطُزٌ" بِهَا |
وأرْسَى |
167. فَحَرَّرَ مَمْلُوكٌ بِمِصْرَ شَآمَنَا |
وَمَزَّقَ |
168. وتَغْتَالُهُ فِي مَوْكِبِ النَّصْرِ عُصْبَةٌ |
تَغَاوَوْا |
169. فَلَمْ تَدْرِ مِصْرٌ هَلْ تَدُقُّ بَشَائِراً |
عَلَى النَّصْرِ أمْ تَلْقَى عَلَيْهِ التَّعَازِيا |
170. ويُحْزِنُنِي "الغُوُرِيُّ" فِي "مَرْجِ دَابِقٍ" |
يُدَافِعُ |
|
|
ــــــــــــــــــ
(165) الكُلوم (جمع الكَلْم): الجرح. "سطيح": هو الطواشي سطيح الذي وضع الأغلال في يدي لويس التاسع بعد أن تم أسره. والشاعر يقصد هنا أن أسر لويس التاسع ، ووضع الأغلال في يديه ، هي حادثة في حد ذاتها تشير لمهانة لحقت بالصليبيين وملكهم، وسيظل ذكرها في التاريخ قائماً ، ولن يستطيع أحد أن يطمسها أو يفتديها مدى الدهر ، حتى وإن كان ذلك الملك قد افتدى نفسه بالمال والعهد كي يتحرر من الأسر.
(166) "عين جالوت": منطقة عند مدينة بيسان ونابلس بفلسطين وقعت فيه أحداث معركة عين جالوت الشهيرة في 25من رمضان سنة 658 هـ ، 3 من سبتمبر 1260 م ، وتعد من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي. انتصر فيها جيش مصر بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز على المغول مما أدى إلى إيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة 656 هـ/ 1258 م.
"قطز": هو الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي (توفي في يوم 24 من أكتوبر 1260) سلطان مصر المملوكي ، تولى الملك سنة 657 هـ. يعتبر أبرز ملوك الدولة المملوكية على الرغم أن فترة حكمة لم تدم سوى عاما واحدا، لأنه استطاع أن يوقف زحف المغول الذى كاد أن يقضى على الدولة الإسلامية وهزمهم هزيمة منكرة في معركة عين جالوت ولاحق فلولهم حتى حرر الشام.
(167) المملوك: يقصد به الملك المظفر سيف الدين قطز.
(168) تغاووا عليه: تجمعوا وتعاونوا على قتل قطز بعد انتصاره على المغول ، وكانوا عصبة بقيادة بيبرس كبير قواد قطز.
(170) "الغوري": هو الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردى الغورى ، وهو الملك السادس والأربعون من ملوك المماليك وأخرهم , وهو العشرون من الملوك الجراكسة. ولد سنة (850 هـ - 1446 م). نودى به ملكا على مصر سنة 906 هـ- 150م وظل في ملك مصر إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516م.
"مرج دابق": معركة مرج دابق كانت بين العثمانيين بقيادة السلطان "سليم الأول" وجيش المماليك القادم من مصر بقيادة السلطان الأشرف "قانصوه الغورى". حدثت المعركة سنة (922هـ -1516م) على مشارف حلب في مكان يسمى "مرج دابق" ، و قرية دابق من القرى التاريخية التابعة لناحية اخترين مدينة حلب في الشمال السوري حيث تبعد عن الحدود التركية تقريبا 10كم. و مهد انتصار العثمانيين في هذه المعركة إلى أن تصبح مصر والشام والحجاز واليمن ولايات تحت حكم الدولة العثمانية.
|
171. يُجَاهِدُ في سِنِّ الثَّمانينَ وَارِعا |
وَيَلقَى "سَلِيماً" بالعِتَاقِ المَذَاكِيا |
172. وَخَرَّ عَلَى رَغْمِ البُطُولَةِ مُضْرَجاً |
فَمَا مَاتَ إلا شَاهِرَ السَّيْفِ شَاكِيا |
173. و"طُومَانُ بَايٍ" في "زُوَيلَةَ" ثابِتٌ |
وَيُشْنَقُ |
174. ولَمْ تَنْسَ "بُونَابَرْتَ" في غُلَوَائِهِ |
يُراوِدُهُ |
175. أتَاكَ وأحْلامُ الطُّغَاةِ تَحُثُّهُ |
وآبَ كَسِيراً عَنْ ضِفَافِكَ خَاوِيا |
176. كَمَا جَاءَ فِي جُنْحِ الدُّجَى مُتَسَلْلاً |
مَضَى عَنْكَ فِي جُنْحِ الدُّجَى مُتَوَارِيا |
|
|
ـــــــــــــــــ
(171) وارعاً: يقال وَارَعَ فلانٌ فُلاناً أي نَاطَقَهُ وشَاوَرَهُ. العتاق من الخيل: النجائب ، ويقال عَتَق الفرسُ عِتْقاً: أي كَرُمَ وسَبَقَ ، والمذاكي من الخيل: التي أتى عليها بعد قروحها سنةٌ أو سنتان, ومفرد المذاكي: المُذاك.
"سليما": سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، (10من أكتوبر 1470- 9 من شوال 926 هـ/ 22 من سبتمبر 1520 م)، سلطان الدولة العثمانية وخليفة المسلمين وأول من تلقب بأمير المؤمنين من خلفاء بني عثمان.حكم لثماني سنوات وحتى وفاته في يوم 9 من شوال 926هـ ، 22من سبتمبر1520م.
(172) مُضرجاً: ملطخاً بالدماء. شاهر السيف: رافعه. شاكيا: يقال فلانٌ شاكي السلاح أي تام السلاح كامل الاستعداد.
(173) "طومان باي": الأشرف طومان باى آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، استلم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق. وخرج طومان باي إلى الريدانية لملاقاة جيش سليم الأول ، لكن العثمانيين تحاشوا ملاقاته ، واتجهوا صوب القاهرة ، فتبعهم طومان باي ، لكنه لم يستطع هزيمة الجيش العثماني , وقام سليم الأول بشنقه على باب زويلة بالقاهرة. بموته انتهت دولة المماليك ، وأصبحت مصر ولاية عثمانية.
(174) "بونابرت" :هو نابليون بونابرت (1769- 1821 م) قائد عسكري وإمبراطور فرنسي، ولد في جزيرة كورسيكا 1769 بعد عام من انضمامها لفرنسا في أسرة كانت في الأصل من نبلاء إيطاليا. أصبح قائداً للجيش الفرنسي في إيطاليا وحقق انتصارات كبيرة وحكم أوروبا بأسرها تقريباً. أذاق نابليون بونابرت العالم ويلات الحروب. توجهت أطماع فرنسا ونابليون إلى مصر فقام بشن حملة عسكرية إليها تحدوه أحلامه بإقامة إمبراطورية فرنسية في الشرق غير أنه فشل في تحقيق أهدافه . توفي في منفاه بجزيرة سانت هيلانة بجنوب المحيط الأطلنطي في 5 من مايو سنة 1821م عن عمر يناهز 52 عاماً. يحدو الجواري: يتقدم بسفنه وجنوده.
(175): آب: الأوْبُ : الرجوع. آب إلى الشيء : رَجَعَ.