أخي الشاعر الكبير د. جمال مرسي
كعادتك تواكب الحدث بأقوي الكلمات وبديع الشعر.
لا أعلق على القصيدة فهي من طراز جمال مرسي لا تحتاج لتعليق عن حرفيتها وبلاغتها، ولكن اسمح لي هنا أن أعلق على المعنى في سطور قليلة وإن احتاج تفصيله لأكثر من ذلك بكثير وإن اختلف عن رأي معظم الأخوة الأفاضل هنا.
وقع صدام في الأسر واقتاده الغرب لحبل المشنقة. لم يبال الغرب برد فعل عربي أو إسلامي سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي فقد أعد لذلك منذ زمن بعيد. أرادوا اختراق المنطقة بأسرها منذ سايكس بيكو فجزأوها وأطلقوا عليها من أهلها العسكر والخونة الذين لا يفهمون إلا لغة الأوامر والبندقية والسجون الحربية لكي يذلوا الشعوب ويكمموا الأفواه ويقتلون ويسحلون بينما اطلقوا أفواه الغوغاء لتساند حكمهم حتى لم يبق من كل عربي سوى جسد بلا كرامة وبلا انتماء والتفت كل إنسان للقمة عيشه لا يعبأ بغير ذلك بعد أن يأس من مجرد محاولة فتح فمه. تربت الأجيال الحالية على ثقافة الخرس والأنامالية بالقوة والسطوة. وعندما غزا الغرب المنطقة ثقافياً وعسكرياً كانوا يعلمون أن الشعوب قد انهارت تماماً على أيدي الطغاة فلم تكلفهم سيطرتهم على المنطقة سوى القليل بالمقارنة بالكوارث التي حلت علينا.
هؤلاء الطغاة الذين راحوا يستحثون الشعوب كي تثور لتنقذهم من حبل المشنقة نسوا أنهم هم الذين سحقوا من قبل أي جمرة ثورة في هذه الشعوب اللهم إلا في أحاديث البيوت والكلمات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
شنق صدام حسين كذبيحة الغرب في يوم عيد الأضحى يحتفلون بها في أعياد رأس السنة ليتوجوا نصرهم على المنطقة بأكملها لكي نجتر نحن الذل والمهانة صامتين خانعين فقد أذلنا الطغاة وهم أحياء وأذلونا أكثر وهم على المشانق بأيدي أعدائنا.
اللهم إني أشكو لك ضعفنا وهواننا على الناس