كُحْلُ الْعِنَبْ

كُحْلُ الْعِنَبْ
أَجَعلتُموني شاعراً ؟!
كي أرْسمَ الأقمارَ في ماءٍ كدِرْ
ولأكتبَ العشقَ المريبَ بريشَتي
ولأنْقُشَ البيضاتِ فُلاًّ بالحجرْ
أوْ أصبغَ الصدغَ الذي دَمِيَتْ بهِ وجَناتُهُ
هذا الذي نصبَ النكايةَ عندما سرقَ القمرْ
لم يبتسمْ للشمسِ في صُبْحٍ تَجمَّدَ خّدُّهُ
عيناهُ تهربُ من رياحينِ الوطنْ
يخشَى منَ الورداتِ تحبُو للمطرْ
والأرض تنثرُ لونَها بشراً تُغَنِّي للزَهَرْ
لِمَ تسلبونَ دموعَها ؟
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني شاتماً !
ولأشتمَ الجافي على شجرٍ ويَسبحُ في نَهَرْ
يخشَى فؤاداً غَبَّ من غيظِ البشرْ
ذاكَ الذي فكَّ الإزارَ لمنْ حضرْ
أَنْسَى العفيفةَ ثوبَها
يُثْنِي على ذئبٍ وعند حمامِنا نابٌ أشِرْ
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني آسِفاً !
شطآنُنا تهفو إلى تقبيلِ أفواهِ السّفنْ
تركتْ مراسيها لتغفوَ في موانيها الأُخَرْ
لَمْ تعلَموا كيف الضباعُ تنامُ فى فرشِ الوطنْ
حبسوا الرضاعةَ عن شفاهٍ تحتضرْ
هلاّ بكيتُم وردةً ذَبلتْ بِهنْ
إنْ كانَ فيكم نخوةٌ
فأْتُوا ببسمةِ بحرِكم
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني لاعناً !
مَن حَشَّ في كانونِ شعبٍ فانْسلبْ
من كرْمهِ
من حُبّـهِ
من شمسِهِ عندَ الغضبْ
من دمعةٍ حُبِستْ على غُصنٍ كُسِرْ
ولِمنْ تَمنَّى بيعَ آخِرِ حَبّةٍ يجري بها كحلُ العنبْ
أوْ يسرقُ الإبزيمَ مِن سَرْجِ الفرحْ
فقدِ امْتطَى إذنَ الولوجِ إلى دروبِ مذلَّتِهْ
ثُمّ انْشرحْ
أَأَسُبُّكم ؟
******
صيَّرتُموني ناقماً !
هل مَن يموتُ على فِراشٍ في مروجٍ بالثَّمَرْ
مِثلُ الذي جفَّتْ لهُ عينٌ بكتْ في أرضِها ترجُو المطرْ ؟
أفلا ترونَ ضفائرَ الزهراتِ تُدْعَى للغَررْ ؟
فلْتنْظُروا
إنْ أنتُمُو فوقَ الأسِرّةِ والرّياحُ قد عَوتْ
تهفُو لكم
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني يائساً !
عَرُّوا تَراقيكم لأَصنعَ من شرايينٍ لكم
سِلكَ النِّبالِ وقوسَها
وأُطرِّزَ الثّوبَ الذي غَزلتْهُ أُمّي البارِحهْ
ربطتْ بهِ جرحَ النّسورِ القارِحهْ
حملَتْ على أكتافِها قنديلَ بيتٍ ينتظِرْ
أفَتَتْركونَ دماءَكم تجري على دربٍ الهوَى
مرقَ الذين نَطَرْتُموهم للخبرْ
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني حالِماً !
إبريقُ جدّي لم تزلْ نَزَّاتُهُ أرْنو لها
فُخَّارُهُ يبكي على طينِ البلدْ
هلاّ شممْتم ثغْرَهُ
عند الضحَى
والدمعُ يجري في خدودٍ تَفتقِدْ
أيدٍ تُجَبِّرُ كَسْرَهُ
أمْ دُسَّ في أنفِ الحسودِ وأثقلَهْ
فذَرُوا رياحَ المرْحلَهْ
وتمرَّغوا فوقَ الترابِ وغبِّروا رمشَ البصرْ
حتى تعودَ لكم سَحاباتُ المطرْ
عُودوا لطينةِ أرضِكم
إنْ لم يجيءْ صُبحُ النّدَى
فلْنَنْتظِرْ

الشاعر المبدع صقر أبو عيدة
حرف يُمزّقه الغضب
ولم لا؟
والعيش أصبح علقمًا
والجدب يهزأ بالمطر
والناس بين مُنعّم
راض وآخر في كدر
أجدت أخي الشاعر سبك هذا القصيد الرائع
ولقد تحديت به الأباطرة وأفحمت به العقول الجوفاء
يورك نبضك الشاعري وبوركت مشاعرك الفيّاضة
تحياتي

أقتباس كامل القثصيدة

الأستاذ صقر أبو عبيدة

رائعة ..وأكثر..

سلمت..وسلم مدادك..

احترامي

كُحْلُ الْعِنَبْ
أَجَعلتُموني شاعراً ؟!
كي أرْسمَ الأقمارَ في ماءٍ كدِرْ
ولأكتبَ العشقَ المريبَ بريشَتي
ولأنْقُشَ البيضاتِ فُلاًّ بالحجرْ
أوْ أصبغَ الصدغَ الذي دَمِيَتْ بهِ وجَناتُهُ
هذا الذي نصبَ النكايةَ عندما سرقَ القمرْ
لم يبتسمْ للشمسِ في صُبْحٍ تَجمَّدَ خّدُّهُ
عيناهُ تهربُ من رياحينِ الوطنْ
يخشَى منَ الورداتِ تحبُو للمطرْ
والأرض تنثرُ لونَها بشراً تُغَنِّي للزَهَرْ
لِمَ تسلبونَ دموعَها ؟
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني شاتماً !
ولأشتمَ الجافي على شجرٍ ويَسبحُ في نَهَرْ
يخشَى فؤاداً غَبَّ من غيظِ البشرْ
ذاكَ الذي فكَّ الإزارَ لمنْ حضرْ
أَنْسَى العفيفةَ ثوبَها
يُثْنِي على ذئبٍ وعند حمامِنا نابٌ أشِرْ
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني آسِفاً !
شطآنُنا تهفو إلى تقبيلِ أفواهِ السّفنْ
تركتْ مراسيها لتغفوَ في موانيها الأُخَرْ
لَمْ تعلَموا كيف الضباعُ تنامُ فى فرشِ الوطنْ
حبسوا الرضاعةَ عن شفاهٍ تحتضرْ
هلاّ بكيتُم وردةً ذَبلتْ بِهنْ
إنْ كانَ فيكم نخوةٌ
فأْتُوا ببسمةِ بحرِكم
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني لاعناً !
مَن حَشَّ في كانونِ شعبٍ فانْسلبْ
من كرْمهِ
من حُبّـهِ
من شمسِهِ عندَ الغضبْ
من دمعةٍ حُبِستْ على غُصنٍ كُسِرْ
ولِمنْ تَمنَّى بيعَ آخِرِ حَبّةٍ يجري بها كحلُ العنبْ
أوْ يسرقُ الإبزيمَ مِن سَرْجِ الفرحْ
فقدِ امْتطَى إذنَ الولوجِ إلى دروبِ مذلَّتِهْ
ثُمّ انْشرحْ
أَأَسُبُّكم ؟
******
صيَّرتُموني ناقماً !
هل مَن يموتُ على فِراشٍ في مروجٍ بالثَّمَرْ
مِثلُ الذي جفَّتْ لهُ عينٌ بكتْ في أرضِها ترجُو المطرْ ؟
أفلا ترونَ ضفائرَ الزهراتِ تُدْعَى للغَررْ ؟
فلْتنْظُروا
إنْ أنتُمُو فوقَ الأسِرّةِ والرّياحُ وقد عَوتْ
تهفُو لكم
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني يائساً !
عَرُّوا تَراقيكم لأَصنعَ من شرايينٍ لكم
سِلكَ النِّبالِ وقوسَها
وأُطرِّزَ الثّوبَ الذي غَزلتْهُ أُمّي البارِحهْ
ربطتْ بهِ جرحَ النّسورِ القارِحهْ
حملَتْ على أكتافِها قنديلَ بيتٍ ينتظِرْ
أفَتَتْركونَ دماءَكم تجري على دربِ الهوَى
مرقَ الذين نَطَرْتُموهم للخبرْ
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني حالِماً !
إبريقُ جدّي لم تزلْ نَزَّاتُهُ أرْنو لها
فُخَّارُهُ يبكي على طينِ البلدْ
هلاّ شممْتم ثغْرَهُ
عند الضحَى
والدمعُ يجري في خدودٍ تَفتقِدْ
أيدٍ تُجَبِّرُ كَسْرَهُ
أمْ دُسَّ في أنفِ الحسودِ وأثقلَهْ
فذَرُوا رياحَ المرْحلَهْ
وتمرَّغوا فوقَ الترابِ وغبِّروا رمشَ البصرْ
حتى تعودَ لكم سَحاباتُ المطرْ
عُودوا لطينةِ أرضِكم
إنْ لم يجيءْ صُبحُ النّدَى
فلْنَنْتظِرْ

أخي الشاعر الكريم صقر أبو عيدة

أجمل الشعر ما حمل هموم أمته بكل صدق ، وطرح مشاكلها بصوت عالٍ ليسمع من كان به صمم .

أجمل الشعر يا أيها الشاعر ما يصدر عن قلب حنون يبكي ويحزن لحال أمة وصلت إلى الحضيض بسبب أفعال من يدّعون أنهم ينتسبون إليها زروا وبهتانا

أنت صاحب حرف سامق ، لا أجاملك ، ثق تمامًا أنك في شعرك تتناول همومنا جميعًا وتعبر بألسنة الملايين عن واقعنا المهزوم بسبب أهل النفاق ومن شايعهم ، فسر على بركة الله تعالى ولا تسبهم ، بل اكشف عوراتهم وافضح أفعالهم ، فأمثال هؤلاء لا يستحقون إلا أن ننتظر فرج الله تعالى كي ينفقوا مثل البهائم والحيوانات الضالة.

لك الشكر أخي الكريم

تقديري واحترامي

هل مَن يموتُ على فِراشٍ في مروجٍ بالثَّمَرْ
مِثلُ الذي جفَّتْ لهُ عينٌ بكتْ في أرضِها ترجُو المطرْ ؟

دُمت مبدعاً

شكرا لكم جميعا كل باسمه
ممتن لكم على نبل ثنائكم ومحبتكم
ومعذرة على تأخري الخارج عن إرادتي
لكم كل الود والتقدير أيها الأدباء والشعراء أساتذتي

أخي صقر
محطات شعرية نابضة ومعبرة عن ثورة
داخل النفس وهذه الثورة ولدت لنا هذه التحفة التي بين أيدينا
دام ألقك وابداعك . . ودمت بكل الخير

صقر ابو عيدة..أنت الوريث الشرعي لشعراء المقاومة
لأنك نبض الأرض والإنسان
إعجابي ومحبتي

قصيدة ثائر مقاوم وشاعر مناصل بحد الحرف.

أحسنت الشعر وأوجعت الشعور بواقع حال مرير.

لم يجيء ... لم يجئ.

دمت بكل خير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي