كم يحرق الانتظار- يا صومعتي- جميل ما أملك من بهاء السمو, ويختزل عطرها الذي باتت تفاخر به على أترابها, كم كان حرفي صداحا بك ومن أجلك .
عجزت أن أخفي ما في خاطري لك ؛ كي لا تقوم القبيلة وابن العم وحتى الجار قلبهم إلى سرقة ما بداخلي لك؛ ليصير إليهم عفوا بل محاولة السرقة؛ لأنهم علموا وما يأسوا أن كلي لك ولا جزءَ لهم, وأن نبضي إليك وحتى موتي من أجلك وليس لهم مني سوى الرسم الذي يرونه جميلا, ولو علموا جمال ما أملك لك لعلموا أن ما أبصروه بأعينهم لم يكن إلا مرآة سراب تضللهم؛ لأن النفس البشرية طمعة تريد تملك كل جميل لها, وهذا الجميل لا يراهم جمالا فيصبحون خَشفًاوخسْفا ولو كانوا قمرا وظلمةولو كانوا شموسا, ولو احتفظوا بصورهم لدى السمو كأحباب وأقارب لكان أفضل لهم وأعز سبيلا.
وآهٍ يا قلبي كم ستبات تدق وقد طوت المسافات والحواجز بيينا كما بين السهل والجبل والبحر والبر, بت أخشى من فرط نفسي عليك؛ لأني لم أعد إلا بك وعليك- بعد رجائي من خالقي أن يحفظني لك ويديمني إليك لخوفي عليك من المهالك- .
لن أُعبر صراحة فإباء المرءاة العربية وحياؤها ما زالا لزيمي, إلا أنك تعلم أكثر مايكنه القلب, بل قل: يا قلبه مما يعلنه دون أن ينطقه, فقد فُُُضحتُ بك دونما فضيحة بل بمثال لمودة لن تبور .
من الأفضل أن أترك القلم الليلة وإلا بت على سيوف تتربص بي ظانة حياتها بإعطائي لها ما أكنه لك, ليتهم يعلمون, ليتهم يعلمون!!!!!!!!!!
ليتهم يعلمون كم من الود لك ما لم يكن لهم ربعه ولا نصيفه, لعلموا أن الصُُرفة باتت في قلبي لهم والقبلة باتت إليك لستيأسوا نجيا, وعلموا سوء صنيعهم وشنيع فعلهم لتواروا خجلا ,أفتشرق الشمس من الغرب لتكون وجهتها الشرق ؟!!!!
قل تأملهم وحبِط ما كانوا يصنعون فكان مقتِلَهم من حيث كان تدبيرهم , فللقلوب لغة لا يفهما إلا قلبان لا ثالث لهما, وإن وجد فهو متفرج مبصر لظواهر الأمور .
أيا قلبه سلِّم على عطر روحه وقل له : سلامٌ فلا يهلك في الود إلا المتطفلون.