أحدث المشاركات

قراءة بمقال التحكم بالعقل أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» غزة العزة» بقلم المختار محمد الدرعي » آخر مشاركة: المختار محمد الدرعي »»»»» حلمي .. حلمك .. " ق. ق. ج "» بقلم بهجت عبدالغني » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات في مقال طب أكلة لحوم البشر ومصاصين الدماء» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» هطالة الغيم» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» قصة ابن زريق البغدادي مع قصيدته اليتيمه» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» مرايا - صفحة للجميع» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الهارب و صاحب المعطف بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» البحر خلفي والعدو أمامي» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»»

صفحة 3 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 82

الموضوع: وجوه في ثنايا الزحام ..رواية .

  1. #21
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الحلقة الثامنة
    أغمض نادر عينيه ليستعيد تلك الدقائق الغالية التي أمضاها .. مع هديل ؟!! ..لا .. لالا .. مع السريرة بعيد تسلمها للجائزة وكان قد بذل جهداً كبيراً في قيادة السيارة الجديدة وتفادي الارتطام بأكثر من حافلة علي الطريق وقد أصابه نوع غريب من التوتر الممزوج بالسعادة والابتهاج وهو يري حلم حياته تجلس إلي جانبه والموسيقي الحالمة تنبعث من جهاز الترانزستور بالعربة والمغني يردد ( لكن غرامك حبه حبه ..صلاني بنارو ولهيبو ) ..آه لو تعلم هذه البنت كم أحبها .. ربما أكثر قليلاً من هديل ..فقط لو تعلم ..والمحزن في الموضوع أنها تعاملني مثل شقيقها الأصغر همام ..صحيح إنها لطيفةً معي في حدود اللياقة والذوق والتهذيب ..لكن هذا لا يكفي ..نعم هي تكبرني بحوالي ثلاث سنوات ..فأين المشكلة وأنا أحبها لدرجة الجنون ..هل عليّ أن أراجع شهادة ميلادي لأعرف كم أبلغ من العمر كلما التقيت فتاة فاتنة أم ماذا ؟ .. شكراً نادر .. تعبناك معانا .. واجبنا ..كنت أتمني لوتحضر معانا الكرامة بعد غد الجمعة بالبلد لكنه مشوار طويل وقاس .. لا عليك ..أحضري لنا نصيبنا وأنت تعودين إلي هنا .. سأفعل بالتأكيد سأفعل إن شا الله ..إييه لكم كبرت يا نادر وصرت فتي ما شاء الله عليك .. بس ؟!!! ..معقول يخفق قلبي لشخص في عمر شقيقي الأصغر .. صحيح أنا ( بريدو شديييد ) لكن مازي ما إنت فاكر يا هذا ..والله ؟!! طيييب ..سنري .. مع السلامة .
    يا لها من فكرةِ رائعة ..هذا أحسن قرار يا بنيتي .. نحتفل بعربتك الجديدة بقريتنا مع الأهل..يا سلام ..يا سلااااأم ..وخصوصاً خالك التهامي .. سيسر كثيراً لرؤيتك تنجحين وتتقدمين في الحياة.

    مرحبا عم حماد ..المدير يطلبك استاذه .. ألم يقل لك لماذا يطلبني ؟ .. لا .. لكنني لا حظت وجود فتاة أراها لأول مرة بالبنك .. يبدو أن الموضوع في غاية الأهمية .. حسناً سأذهب إليه لكن بعد توصيل أغراضي لمكتبي ..عفواً آنستي .. من الأفضل أن تذهبي علي الفور وسأقوم أنا بوضع حاجياتك في خزانة مكتبك .. لا بأس .. مرحباً سيادة المدير .. صباح الخير .. الأستاذة إشراقة عبد الناصر وتعمل سكرتيرة لمدير منظمة (آخرون ) الخيرية وهي منظمة أجنبية ..أهلاً بيك أنا (السريره ) رئيس قسم المراجعة الداخلية .. تشرفنا .. اسمك (أوريجنال ) خالص .. ومن ثمّ مدت يدها لمصافحة الضيفة العزيزة لكن الأخيرة صافحتها بعد تردد بيدها اليسري .. نعم استاذ كيف اساعد الآنسه .. الآنسة .. إشراقه عبدالناصر .. أجلسي أوًلا واستمعي جيداً لما سأقول .. ولكن قبل ذلك عودي لمكتبك وراجعي لي الحساب رقم 307 ورصيده لو سمحت .. سأفعل دقيقه من فضلكم .. وعادت بعد بضعة دقائق لتخبره بأن الحساب يعود للدكتور مازن الفكي هاشم ورصيده جيد .. ما المشكله إذن ؟ الأستاذة إشراقة لديها شيك بمبلغ ألف دولار .. حسناً .. الرصيد أكثر من سبعمائة ألف دولار .. لكن الدكتور مازن لا أدري إن كان يمزح أم يحاول اختلاق مشكلة مع المصرف في غياب والده .. حرر لها الشيك في باطن كفها بدعوي أنه نسي دفتر شيكاته بالمنزل .. ماذا ؟!! .. شيك في باطن كفها ..؟ هذا ليس معقول وليس مقبول أيضاً .. دعيني أنظر إلي يدك لوسمحت يا آنسه ..( ادفعوا للآنسة إشراقة عبد الناصر مبلغ ألف دولار لا غير ) والتوقيع مطابق ..حاولت السريرة مداراة الغضب الذي بان علي وجهها وقد فهمت رسالته .. فمن ناحية وجدت إشراقة جميلة وأنيقة ومفرطة في الرقة والعذوبة ومن جانب آخر يريد أن يتحداني كرئيس لقسم المراجعة الداخلية لأن توقيعي علي الأوراق حتمي و هام جدا .. صباح الخير جميعاً .. عبد القيوم أفندي والد السريرة يقتحم المكتب ثم وبعد أن قرأ التوتر علي وجوه الجميع تساءل ..ما الأمر حضرة المدير؟ .. نعم . نعم .. شيك مكتوب بباطن الكف ..عفواً يا ابنتي هل لي بكفك لحظة واحده .. أدفعوا ..ألخ.. الأمر واضح السيد المدير .. ولو سمحت لنا بدقيقة واحدة يا ابنتي ..إشراقه ..عاشت الأسامي ..استريحي للحظات بالاستقبال ريثما نستجلي الأمر ..وفيما كانت تغادر المكتب لم تسطع السريرة أن تمنع نفسها من تأملها بعمق من جديد ..أخي المدير .. مؤسسة الفكي هاشم تملك أربعين في المائة من اسهم البنك وستدخل معنا كشريك في المخطط الاسكاني الجديد .. أري أن نرسل في طلب كاميرا ومصور ونقوم بتصوير ما هو مكتوب بيد هذه البنت ونوقع علي الصورة لا سيما والكاميرا ستعطينا الصورة في بضع ثوان فقط .
    وهكذا حلت المشكلة واستلمت الزائرة التي عصفت بكيان السيد المدير من شدة جمالها وتفجرها أنوثة وسحراً مبلغ الألف دولار نقداً ولم يفته بالطبع أخذ رقم هاتفها بحجة أن المصرف مستعد لكافة المعاملات لصالح منظمة ( آخرون ) ولها شخصياً إن كانت تود فتح حساب بالبنك .. بالطبع أرغب ..لذلك وددت لو يتم فتح الحساب الآن ويودع الشيك كرصيد وهذه بطاقتي الشخصية إن شئت ..ها ها ..هكذا العولمة التي نتمني ..آنسه ..سأرسل لك الأستاذ نادر لتكملة إجراءات فتح الحساب ..بالإذن ..
    فقد تمنت لو أنه كان أمامها لتصفعه بقوة في وجه وتستقيل .عادت السريرة لمنزلهم وشعور طاغٍ بالحزن والإحباط يسيطر عليها ..لكن ..لعلك لا تعلم من أنا ومن أكون يا دكتور مازن الفكي هاشم .

  2. #22
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الحلقة التاسعة
    ( تيت تيت ..السره حديد ..تيت تيت ..السره حديد )..هكذا استقبل أطفال الحي الغربي من القرية..الحي الأقرب لشارع الأسفلت ..السريره ووالدها وشقيقها ..وهي تقود العربة ببطء شديد لمبادلة مستقبليها حباً بحب في تلك الظهيرة الخريفية التي تسربلت بالرزاز .. وكأنما كل شيء في القرية يحتفي بعودتها سيما وقد انشغلت بالعمل المضني في المصرف منذ رمضان الفائت .. والجميع متلهف لرؤيتها .. لم لا وهي جميلة الجميلات في القرية وهي التي تستغل جميع علاقاتها الواسعة بعملاء البنك في الأعمال الخيرية البسيطة هنا ..قامت بجمع بعض المال لصيانة أسقف الفصول في مدرسة البنات الوحيدة وقد استعمرتها الخفافيش لتحول ثلثي التلميذات ل(شفخانة) القرية بعد أن ُأصبن بمرض الأزمة وضيق التنفس ..كذلك قامت باستجلاب محول عملاق بملايين الجنيهات فوصلت الكهرباء لكل بيت تقريباً ..إنها السريرة ولا عجب إن أحبتها الفتيات قبل الفتيان .
    لم تتأخر زوجة خالها في ارسال أصغر أطفالها لإخطار زوجها التهامي أفندي وقد وجدته منهمك في سماع قصة بائعة الشاي بخيته مع أقراص ( الفلاجيل ) التي لم تسمع بها من قبل وقد أخبرها هارون الترزي بأنه يزيل المغص في دقائق وقد كانت تعاني منه منذ ليلة البارحة وكانت قد تناولت عشاءاً دسماً في منزل شيخ الحلة بمناسبة ( قولة خير ) لإبنته الصغري وقد حضر العريس وأهله من الخرطوم لخطبتها لابنهم الذي يدرس معها بنفس الكلية كلية المختبرات الطبية بالرغم من اعتراضه في البداية علي هذا النمط من التعليم فقد كان يريدها أن تصبح طبيبة مرموقة في المنطقة بأسرها ..لكنه عاد واقتنع بعد أن شرح شرح له التهامي أفندي طبيعة عملها بعد التخرج وكذلك فعل المهندس عصام القادم من السعودية في إجازة قصيرة .. قال له بالحرف الواحد ( كل شيء بالكمبيوتر ..وفني المعامل لا يلمس تلك الأشياء بيديه ويرتدي قفازات ) وأخيراً وبعد أخذ ورد سمح لها بالالتحاق بتلك الكلية ..( قسمت بالله مما بلعتها ..بقيت أجارك الله لا بشوف ولا بسمع ..نان عاد ما السكاكين .. السكاكين بذاتن وصفاتن غرزوهن لي في بطينتي ..ودغط الدم ..الحكيم قال لي من محلك دي ما بتتحركي شبر ..دغتك عالي شديد ..ظنيتو خمسميه وزيارده ) ..لكن إنتي يا بخيته المفروض تاكلي وجبه كامله مما جميعو وتملي بطنك جد حتي تبلعي ( الفلاجيل )..هي نان شن خبرتني بيهو مقطوع الطاري دا ..أريتني يا يما كان سفيت لي (حلبه وكراويه كان نفعني ..بابا .. بابا ..كان شفت .. كان شفت ..يا ولد ما تتكلم لسانك مربوط في حلقك ..يا حاج خلي الوليد يجبد نفسو ..بخيته بائعة الشاي تهديء من روعه ..وبعد داك الحكيم خت لي حبه تحت لساني وقال لي ما تتحركي لا جاي لا جاي ..كان شفت يا بابا ..كان شفت ..عمي عبد القيوم والسريره وهشام جو من الخرتوم والسريره سايقه ليها عربيه جديده لنج ..متين وصلو يا شافع ؟ ..هسه دي .. سمح أقفل المغلق والحقني .. حاضر يابا .
    السريرة بت مواهب تسوق عربية؟! .. والله حاجة لا تصدق.. هكذا حدثت المعلمة نعمات زميلاتها بالمدرسة.. كان ما شفتها بعيوني ما كنت اصدق.. وهكذا صار موضوع عودتها للقرية وهي تقود سيارة خاصة حديث كل أهل القرية .. العمدة اعتبر أن هذه قلة أدب.. وأردف قائلا وهو يضرب كفا بكف.. بنات اخر زمن !! لكن الحق علينا نحن أهل الحل والربط في هذا البلد.. كان مفروض نوقفها عند حدها عندما حضرت من الجامعة للإجازة وهي ترتدي بلوفة واسريك .. (بلوزة واسكريت) الحاج سليمان مصححا.. معقول بناتنا ما يلبسو الثوب السوداني ويقلدوا الإفرنجيات.. بنات أخر الزمن.. ما فضل إلا الواحدة تبقى (عمدة) .. وعلى الجانب الأخر.. انخرطت الخالات والعمات في حملة رهيبة من التباهي والتفاخر .. والله زينة البنات.. وستهن من المربع الغربي للمربع الشرقي ومن البحر للغابة.. حلاتا وهي ماسكة (الدركسون) وتتكلم بالموبايل.. عاد ما ملكة عديل.. شخص واحد تملكه يأس من نوع غريب هو المعلم موسى العائد من الايجازة بدولة (عمان).. لقد كان شبه متأكد بأن السريرة ستقبل به زوجا لا سيما وانه بنى منزلا من طابقين وعاود العمل بالمدرسة الغربية كمعلم للرياضيات .. فهي في الأصل ابنة عمه.. وهو أحق بها من الجميع.. لكن الطريقة التي استقبلته بها عندما هرع مع والده عبدالرحمن لتحية شقيقه عبدالقيوم وابنته السريرة.. كم صرت حلوة وأنيقة يا السريرة ابنة عمي العزيزة .. إن الحاج عبدالرحمن يتذكر كل تفاصيل طفولة السريرة.. فهو لم يرزق ببنت وكل عائلته من الذكور لذلك كان يكن للسريرة مشاعر حب غزيرة وكان يستبقيها معه في الدكان لأطول فترة ممكنة .. ولها كل الحرية في اخذ ما تريد من محتوياته لاسيما الحلوى والشوكلاته بكل أنواعها.. كانت تعشق قصب السكر بشكل خاص لذلك كلما يسافر للمدينة لإحضار بضائع لدكانته يحمل معه قصب السكر لإرضاء السريرة وهو إن ينسى لن ينسى ذلك اليوم الذي أصابت فيه فمها بجرح بليغ وهي تقشر القصب بأسنانها الصغيرة فانبثق الدم من شفتها السفلى .. حملها على عجالة إلى مستشفى المدينة وهنالك أجريت لها عملية لإيقاف النزيف ولملمة أطراف الجرح.
    ولا يزال ذلك الجرح في موقعه بالجانب الأيمن من شفتها حتى اليوم.. كل الجراح تبقى ولا ترحل .. وان اندملت

  3. #23
    الصورة الرمزية علياء محمود قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 229
    المواضيع : 8
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    استمتعت بحق..

    رغم الثقة والتظاهر بالقوة في عيون...السريرة رأيت العاطفة المختبأة كأي انثى..

    ورأيت الكبرياء والغرور في عيون ..مازن..وربما التحدي..

    حب طاغي ..يسيطر على نادر..

    وهديل قلب حنون يريد الحياة في صورة ابسط ..

    استاذي الفاضل..

    حقيقي سأنتظر عودتك بشغف..

    مودتي واحترامي.
    يـارب هب لي من لدنك فرحة!! تشعرني..بأن الحياة أجمل.

  4. #24
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    شكراًعلياء علي صحبتك المرحب بها جدا ًفي ثنايا الزحام وقد أسعدني ترحالك مع شخصيات الرواية وفهمك لهم ..لكن ..قد تفاجئين باشياء لا تريدينها لهم فلا تعتبي علي الكاتب حين يكون سادياً بما يتطلبه السرد والحبكة الدرامية ..شكراً مرة أخري ,

  5. #25
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الحلقة العاشرة
    .. كل الجراح تبقى ولا ترحل .. وان اندملت والجرح الأكبر في حياة الحاج عبدالرحمن هو والدتها (مواهب) زوجة شقيقه الأستاذ عبدالقيوم.. وابنة خاله لقد كان يحبها بجنون واخبر خاله بنيته التقدم لخطبتها.. لكن عودة عبدالقيوم المفاجئة من مصر وقد درس في إحدى جامعاتها وتحصل على وظيفة بالخرطوم حرمته من مواهب.. وهي في الواقع لم تصرح يوما بأنها تكن له أية مشاعر وان هي أرادت فلن تستطيع حسب العادات والتقاليد.. وافقت مواهب على الزواج من عبدالقيوم ودفن الحاج عبدالرحمن أحزانه في صميم حناياه.. وها هي الأيام تأخذ دورتها وقد يكون مصير ابنه كمصيره وهو الذي يراقب ويترقب ان يطلب منه ابنه خطبة السريرة له حتى لا تضيع منه انه لا يريد ان يعيش ابنه نفس المرارة والتجربة الأليمة التي عاشها وهو يؤثر شقيقه على نفسه..
    فمتى يراهما زوجين يجمعهما رباط الحب والقرابة متى؟!! لكن تبقى ميادة بنت الأستاذ .... وكيل الوزارة والشخصية المحترمة في القرية .. صاحب محل بيع مواد البناء ورئيس النادي هي الحل الأمثل إذا ما تعقدت الأمور مع السريرة .. وما يميز ميادة أنها متشبثة بالحياة هنا وهي هادئة ورزينة بعكس السريرة العصبية المشاكسة.. فتحت لها أول مكتب للاتصالات بالقرية وتوفر نافذة رائعة للأسر للتواصل مع أبنائهم المغتربين.. وأحيانا تستلم التحاويل النقدية للعوائل من أبنائهم بالخرطوم.. ولكم أحبت كل السيدات إطلالتها الحلوة واعتبروها فأل حسن.. لأنها في الغالب تحضر لهم شيئا من المال يتدراكون به مسئولياتهم نحو أطفالهم وجبة الإفطار وكلفة الأقلام والكراريس وعلب الهندسة التي يطالب بها أساتذة الرياضيات ولقد أضحكتها من أعماقها الخالة (ست النفر) عندما طلبت منها توصيلها بابنها الموظف بالخرطوم لتقول لها إنها لم تتناول وجبة الإفطار وقد صارت الساعة 12 ظهرا.. فما كان منه إلا أن حول لها بعد دقائق رصيد بخمسة جنيهات تكلفة لوجبة (سمك مدنكلة) من مطعم العم فضل الله.. الذي يحرص على الصيد بنفسه من النيل.. يذهب إلى هناك بعد صلاة الفجر مباشرة يرمي شباكه ويعود لمنزله ليشرب الشاي والقهوة وعندما يؤوب إلى النهر يجدها وقد ضاقت بما حملت من اسماك فيسجد شاكرا لله ومن ثم يبدأ في تنظيفها وتجهيزها لإفطار الزبائن.

  6. #26
    الصورة الرمزية حسام محمد حسين شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : مصر
    العمر : 42
    المشاركات : 551
    المواضيع : 30
    الردود : 551
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    إن مثل هذه الروايات تثري المسار الادي لمنتدى القصة و قد أثارني أسلوبكم الشيق في هذه الرواية

    ونتمنى منكم المزيد

    دمتَ مبدعاً
    وما من كاتب الا سيفني ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بخطك غير شئٍ يسرك في القيامة ان تراه

  7. #27
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    شكراً لك الإبن العزيز حسام ويسعدني هذا التواصل الطيب بين الأجيال ..أسعد الله صباحاتك بكل الخير والتوفيق .

  8. #28
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 261
    المواضيع : 16
    الردود : 261
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    تحايا عبقة بالرياحين لقلمك الرائد .

    دمت بكل ألق .

  9. #29
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    مساء الخير عزيزتي دلال ..تعطيني إطلالتك وكل الرائعين من أسرة الواحة وزوارها الكرام العزم والاصرار علي مواصلة المشوار ..حفظك الله لنا ولأسرتك الكريمة من كل سوء .

  10. #30
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الحلقة الحادية عشرة
    عن اذنك .. التحويلات الخارجية؟! .. نعم .. نعم.. وما حكاية التحويلات الخارجية هذه يا هديل.. ليتني اعرف لماذا تحول كل هذه الأموال بالدولار لهذا العميل بالذات.. ومن هو يا هديل؟!.. هذه أسرار يا نادر .. لعلك نسيت أن أهم أسس العمل المصرفي هي المحافظة على أسرار العملاء .. عفوا.. غادرت هديل ودخلت هنادي على الخط عبر الهاتف .. أهلا.. هنادي.. هنادي.. هنادي.. !!
    هل أنت معي.. بكاء ونحيب وتنهدات .. الشيخ .. الشيخ يا نادر؟! ثم بكاء ونحيب وتنهدات.. اهدائي يا هنادي وقولي لي ما الموضوع.. وحكت له كيف ان الشيخ اتصل بها مساء اليوم التالي وقرأ على مسامعها بعض الأدعية وطلب منها أن تردد البسملة وراءه مائة مرة.. وهو يسمعها .. بسم الله الرحمن الرحيم.. وهي تردد خلفه مائة مرة إلى أن راحت في ثبات عميق .. وتكرر نفس المشهد في الأمسية الثانية ولكن تغير الحال في الأمسية الثالثة وبدلا عن الأدعية والبسملة اسمعها أغنية الفنان محمد الأمين المعروفة (قالوا متألم شوية .. ياخي بعد الشر عليك..) وواصل الغناء بصوت هامس (النضارة الفي شبابك والطفولة الفي عينيك.. والقلوب الحائمة حولك يا حلو بتتمنى ليك..) هنا قاطعته بحزم قائلة (الحكاية شنو يا شيخنا؟!) فاخبرها أنها ومنذ أن حضرت له لم يتذوق طعم النوم وهو الذي كان يستدرج النوم لعينيها الفاتنتين .. وانه ما كان يجب أن يسمح لنفسه بعشقها.. لكنه الآن قد عشقها بوله وجنون.. وطلب منها في سفور وبلا تردد أن تقبله زوجاً لها على سنة الله ورسوله.. لكن يا شيخ قالت له أنا ما زلت طالبة بالجامعة.. وحاول عبثا إقناعها بأنه سيسمح لها بتكملة تعليمها ومن ثم يتزوجا.. وعندما إعتذرت له.. انتقل لسياسة الجزرة والعصا على حد تعبير النادي السياسي.. قال لها إن قبلتني زوجا لك سأشتري لك شقة في أحد الأحياء الراقية بالخرطوم وأسجلها بإسمك وأشتري لك عربة وأفتح لك حساب بالمصرف الذي يعمل به زميلك وأودعه مبلغ خمسون ألف دولار.. وعندما رفضت عرضه هذا لوح لها بأنه قرأ (الخيرة) لها بعد دعاء الاستخارة وأن ثمة غيوم سوداء تشكل مستقبلها والقادم من أيامها.. وأنها على موعد مع أحداث رهيبة ومخيفة لذلك قرر أن يبقى إلى جانبها يدافع عنها.. وماذا قلت له يا هنادي بعد كل هذه الوعود التي يسيل لها اللعاب..؟ قفلت الخط في وجهه ببساطة وصرت لا أرد على مكالماته صباح مساء.. لقد جُن الرجل .. هو كذلك .. لكن ربنا موجود يا نادر .. حسبي الله ونعم الوكيل.

صفحة 3 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الزحام ....
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 08-06-2017, 11:25 AM
  2. " سرّ في ثنايا أمة "
    بواسطة هاني الشوافي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 08-12-2016, 06:50 PM
  3. برد ٌ في ثنايا الأرض...
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 16-04-2012, 06:50 PM
  4. وعندي في ثنايا البيتِ ريمٌ
    بواسطة مولود خلاف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 22-12-2010, 09:11 PM
  5. إلى ذلكـ المسجى بين ثنايا رمسه ..!
    بواسطة إيزيس في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-03-2006, 11:24 AM