عباس الابيض في اليوم الاسود
استكمالا للتخاريف والتي كانت آخرها المقال الثوري الحنجوري والتي سبقتها تخاريف سابقة من عينة المراة هي الحل والديموكتاتوريه هي ايضا الحل فقد تفتق عقلي الذي اري ان الطريق اصبح ممهدا له للعباسية وهي بالمناسبة قريبة من المكان الذي اعيش فيه .. علي فكرة اوحاها لي اهتمام الشعب المصري بمغامرات عباس الدميري او يحيي الفخراني في العراق اكثر من اهتمامه بالمسلسل الحقيقي الذي يجري هناك و آلاف الجثث الملقاة في الطرقات .. رغم ان يحيي الفخراني وهو ماشي قابل جثة واحدة ملكت عقولنا لمدة اكثر من شهر ..
فقد كنت افكر وانا في حالة تخريفية حادة ماذا يحدث ان وافق الرئيس مبارك فجأة وعلي عكس التوقعات ان تجري الانتخابات القادمة علي اساس الانتخاب الحر بين عدة مرشحين .. هل نستطيع ان نجد من هو قادرا ان ينافس الرئيس او حتي السيد جمال مبارك في هذه الانتخابات من بين الوجوه السياسية الموجودة حاليا .. التي لم يحظي اي منها برضاء شعبي حقيقي الا السيد عمرو موسي والجميع يعرف أنه جزء من النظام وهو نفسه لن يستطيع ان يرشح نفسه ضد رئيس النظام الذي ينتمي اليه .
امامنا تقريبا سنة علي نهاية الفترة الحالية لولاية الرئيس المبارك .. فلماذا لا نبحث كشعب ومثقفين ننادي ليل نهار بالديمقراطية عن مرشح يستطيع ان ينافس الرئيس مبارك بشرف حتي لو خسر فالمهم ليس من يصبح رئيس الجمهورية ..المهم ان يكون رئيسا باختيار شعبي حر وانا متأكد ان الشعب المصري العظيم سيقف خلف من ينتخبه رئيسا بحرية وشفافية سواء كان الرئيس مبارك أو غيره.. المهم ان نبدأ الخطوة الاولي نحو المستقبل .. فالمستقبل كما أصبح واضحا من كل التجارب المحيطة بنا هو الديمقراطية و احترام حقوق الانسان و اهمها علي الاطلاق حق اي شعب في اختيار حاكمه وحقه في تغيير هذا الحاكم دوريا وسلميا .
لقد اقترحت سابقا اجراء انتخابات ظل تديرها احزاب المعارضة كلها بلا استثناء ومعها كل قوي المجتمع المدني لاختيار مرشح واحد ينافس الرئيس في اكتوبر القادم سواء في مجلس الشعب او سواء في انتخابات حرة مباشرة ان رضي الله عنا فجأة وتم تعديل الدستور مما يسهل الطريق نحو هذه الانتخابات .. وقد تم طبعا اعتبار هذا الاقتراح كالعادة من التخاريف و الهلوسات .. و رغم انني لا انفي انني فعلا أخرف كثيرا فانا اعتبر هذا الاقتراح عمليا و سهل التطبيق ان كنا فعلا صادقين في مطالبتنا بالديمقراطية كشعب و احزاب تصدع رؤوسنا بالديمقراطية ليل نهار و لا تمارسها فعليا .. ولذا اسمحوا لي ان اكمل تخاريفي المعتادة :
لماذا لا نبحث عن وجه جديد قادر علي مخاطبة الشعب وله حضور وحب في قلب عامة الناس ولم يتلوث بقاذورات السياسة ومناوراتها خاصة وانه لا تشوب سمعته شبهة الفساد في عمله الحالي والمليء بالفساد .
وجه جديد مثقف وله حضور وكاريزما ويستطيع مخاطبة الشعب بلغته والساسة بلغتهم .. وجه جديد تتبناه أحزاب المعارضة بكافة اتجاهاتها او علي الاقل جزء منها ويسانده جزء كبير من قوي المجتمع المدني .
لقد أجهدت عقلي المجهد اصلا في البحث عن هذا الشخص حتي جاءتني الفكرة في مشهد المسلسل الرمضاني الذي شغلنا جميعا حتي عن احداث العراق رغم ان العراق كان جزءا مهما في البنيان الدرامي لهذا المسلسل .. أنه المشهد الذي اداه يحيي الفخراني في اللقاء التليفزيوني المباشر وعلي الهواء والذي شرح فيه كيف انه عباس الدميري الكاتب الحقيقي لكتاب التاريخ كما يجب ان يكون وليس لطفي الجنايني .. وكيف شرح انه وهو ماشي في العراق اتكعبل في جثة .. جثة واحدة تابعنا حكايتها لمدة شهر كامل ونسينا مئات بل آلاف الجثث التي تملأ الطرقات في العراق المنكوب بحكامه وزعمائه وخلافاته الطائفية وباحتلال مقيت يقوده الاصولي الاكبر في هذا العالم .
هنا تطايرت شرارات التخريف كالعادة في عقلي .. أن يحيي الفخراني هو هذا الرجل .. انه يملك حضور طاغي وقدرة علي الاقناع وطيبة لا تخطئها العين في نفس الوقت .. وطوال تاريخه الفني لم نسمع عنه مايسيء اليه في عمله او حياته الشخصية .. وهو رب اسرة مستقرة .. وهو يملك كل صفات وشكل المصري الاصيل القريب الي قلوبنا جميعا .
فلماذا لا يكون يحيي الفخراني مرشح الشعب ليخوض انتخابات الرئاسة امام السيد الرئيس ,
سيقول لي قائل ان يحيي الفخراني ممثل وسأرد عليه ان جزء كبير من عمل اي سياسي هو التمثيل .. كما ان اكبر دولة في العالم تلك التي تذيقنا الهوان الآن اختارت ممثلا فاشلا واثبت مدي نجاحه كرئيس للجمهورية ..فما بالك بممثل موهوب مثقف والاهم مصري اصيل علي خلق رفيع .
وسيقول لي قائل اننا لم نأخذ راي يحيي الفخراني قبل ترشيحه وسأرد عليه وهل أخذ أحد رأي السيد عمرو موسي قبل ترشيحه وقبل عمل موقع ضخم لهذا الغرض ..
اني انادي في هذا المقال التخريفي ان يرشح يحيي الفخراني نفسه لرئاسة الجمهورية كمرشح للشعب الغلبان الذي استطاع ان يملك قلبه لمدة شهر كامل .
ولو كنت اعرف عنوانه او طريقة الوصول اليه لبعثت له نداءا بهذا المعني مطالبا اياه بترشيح نفسه الان ليقوم عليه استفتاء شعبي غير رسمي بدلا من انتخابات الظل التي اقترحتها ورفضها الجميع باعتبارها تخريفا
ولذا اناديه يا فخراني نريدك ان تكون عباس الابيض ولكن ليس في اليوم الاسود وترشح نفسك لرئاسة مصر التي تحبها وتحبك .
انه نداء من حق يحيي الفخراني و من حق الجميع ان يعتبروه تخريفا ولكنه نداء من القلب لأن يحيي الفخراني بأداءه العبقري في هذا المسلسل جعلني ادرك كم أحب مصر وشعب مصر بعيوبه وحسناته وبساطته وحتي لؤمه الفطري
لقد استطاع الفخراني ان يصل لمشاعر وقلوب وعقول كل المصريين وانا اراها ميزة تصلح لاي رئيس لمصر .
كم هو جميل ان يكون لنا رئيسا ننتحبه بحرية ويستطيع ان يصل الي عقولنا وقلوبنا كما فعل يحيي الفخراني بأداءه العبقري