سواء كان مسمي الدولة التي نعيش فيها اسلامية ام علمانية .. ملكية كانت أو جمهورية .. ديمقراطية كانت او ديكتاتورية فلا اعتقد أن مطالب المواطن فيها تختلف وهي مطالب بسيطة من حقه كأنسان أن يحصل عليها والا أصبحت هذه الدولة ظالمة مهما كان اسمها ومهما كان لون علمها ...مطالب بسيطة يتمناها اي مواطن بعيدا عن السفسطة الفكرية والاتهامات المتبادلة بين من يعتبرون أنفسهم كتابا ومثقفين وساسة محترفين ....هذا يقول لذلك أنت علماني خبيث وذاك يقول لهذا وانت اصولي سلفي ارهابي وهذا يقول لذاك أنت عميل للغرب الكافر وذلك يتهم هذا بالارهاب والرجعيه ثم تصبح التقدمية تهمه .. صراع ليس له نهاية ندور فيه في حلقات مفرغة ثم نكتشف في النهاية أننا محلك سر .. والمواطن العادي لا يأبه بأي منا ولا حتي بالحكومة ولا القانون ولا حتي الدين .. يتوجه الي الله يطلب منه المغفرة لأنه مضطر أن يعيش ويطعم أسرته ويعلم أولاده ويعالج أمه المريضه أو والده المقعد وهو يعرف أنه وهو يفعل ذلك سيضطر لمخالفة القانون والدين ويعطي منوم للضمير ... بينما أقطاب النظام مشغولين عنه بالحفاظ علي مناصبهم وتجديد وعمل الديكور لمنازلهم الشتوية والصيفية والعمل لليوم الاسود عندما يخرجون من السلطة بتكديس المال في الحسابات المصرفية في الداخل والخارج .. والمثقفين والكتاب مشغولين عنه بمعاركهم التي يتم فيها تبادل الاتهامات كما لو كانت طلقات رصاص .. وكل المصطلحات اصبحت اتهامات العلمانية والليبرالية والعمالة والخيانة والاسلاموية والارهاب والرجعية والتقدمية .. لا يا سادة من الساسة والمثقفين مطالب المواطن بسيطة وأنا أدعي أنني أعرفها لأني أعتبر نفسي مواطن غلبان من ضمن الملايين الذين لا صوت لهم :
كل ما يتمناه أن يعيش حرا في وطنه .., آمنا علي عرضه وحياة أولاده... مشاركا في اختيار من يحكمه وقادرا مع غيره من أبناء شعبه أن يغير هذا الحاكم سلميا و دوريا دون أن يضطر ألي قتله أو سحله.. وأن يكون قادرا علي أقامة شعائر دينه بحرية كما يقيم الآخرون شعائرهم بحرية دون أن يتقاتلوا ويتبادلون الاتهامات من منهم علي حق ومن منهم علي خطأ .. من منهم سيذهب للجنة ومن سيذهب الي الجحيم لأنه في الحقيقة .. هذا المواطن قد ذاق جحيم الدنيا ..
يريد أن يكفي دخله الحد الادني من الحياة الكريمة حتي لا يضطر الي الكذب والغش والخداع لتوفير الغذاء والكساء والتعليم والعلاج لأولاده .. يريد ألا يعتدي أحد علي كرامته و حريته أو يتسلط عليه باي حجة كانت .. يريد أن يضمن له هذا النظام مهما كان اسمه أبسط حقوقه كأنسان ,, حق الامن والحياة والحلم والامل والامان .. وحق البحث عن سعادته طالما لا يؤذي الآخرين .. حق المساواة مع الآخرين في الحقوق والواجبات
هذا مايريده المواطن الغلبان مهما كان اسم الدولة التي يعيش فيها سواء كان هذا المواطن مسلما او قبطيا أو حتي بلا دين ....
فلتسموا هذه الدولة ما تريدون .. اسلامية او مدنية .. علمانية او ليبرالية .. ملكيةدستورية او جمهورية .. ديمقراطية برلمانية او رئاسية .. حتي لو سميتموها الدولة الاسلامية الديمقراطية الليبرالية العلمانية .. حتي يرتاح الساسة والمثقفين من جميع الاتجاهات ..فلا يهم المواطن فيها كل هذه المسميات .. المهم أن تلبي مطالبه .. المهم أن يكون فيها حرا آمنا كريما .. وألا يضطره الجميع الي أن يخالف كل القوانين والاديان ليحصل علي قوت يومه ويضمن مستقبل أولاده ..
تحياتي لكل الاسلاميين والعلمانيين والليبراليين والديمقراطيين .. وأقول لهم اطمئنوا ...
فليطمئن الاسلاميون فالمواطن العادي يحمل الاسلام والدين في قلبه ولن يتخلي عنه وليطمئن الليبراليون والعلمانيون فالمواطن الغلبان لن يعترض علي الديمقراطية أن كانت هي الطريق لحصوله علي حقوقه المشروعة ...
يا سادة كفانا نريد حقوقنا ولتسموا دولتكم الاسم الذي يرضيكم ...

وأؤكد أن الدين بصفة عامة هو من أهم مكونات البعد الثقافي و الحضاري لأي شعب و تنطبق هذه الحقيقة أكثر ما تنطبق علي الأسلام و شعوب منطقتنا رغم أنها ظاهرة أنسانية عامة .. كما أن مفهوم الدين وكيفية ممارسة شعائره علي النطاق الشعبي وليس النخبوي هو ما يعبر عن المفهوم الحقيقي للدين عند أي شعب في أي مرحلة زمنية .
في الغرب الآن اصبح من حق الأنسان أن يكون مسيحيا بروتستانتي كان أو كاثوليكي .. مسلما سني أو شيعي .. أو حتي بلا دين علي الأطلاق .. و المجتمع لا يستطيع أن يضطهد أي شخص بناءا علي معتقداته الدينية أو ممارسته لشعائرها , ويحترم المجتمع حق الفرد في الدعاية لمعتقداته طالما أنه لا يمارس العنف أو التحريض عليه في هذه الدعاية ...
و أدعي أن نفس الشيء حدث عندنا علي المستوي الشعبي دون أن نعلن عن ذلك و لا أقول علي مستوي نظم الحكم التي تفصل الدين عن الدولة وتمنع قيام الأحزاب علي أساس ديني كما هو الحال في مصر أو نظم الحكم التي تعلن أنها تتمسك بالشريعة الأسلامية كما هو الحال في السعودية أو أيران .
ولذلك فلنسمي دولتنا ما نريد .. ولكن نعطي المواطن حقوقه الاساسية .. ولنعتبر مطالب هذا المواطن اسلامية ليبرالية ديمقراطية .. ولكن اي دولة مهما كان أسمها بدون حقوق هذا المواطن الاساسية هي دولة ظالمة ولن يحترم فيها القانون سواء المدني أو المستمد من الشريعة الاسلامية .. لنا الله