ثمة تأريخ عريق تحت الرماد..
في البداية عندما أمسكت بالبندقية المسماه بالجرمل أدركت بأنها تخبئ في فواهتها رماد عريق للأمم التي تهاوت قبلنا.. ولكني عندما اقتربت من العودة إلى الماضي كثيراً عشت لحظات كثيرة فيه, وربما ليست المرة الأولى التي أطبخ فيها ولكني مهما كانت الوجبات التي أقوى على طبخها فإنها لن تقوى أن تكون قريبة حتى من مطبخ الإنسانية الذي تصبح فيه وجبات الكرامة والشرف مجرد وجبات سريعة ترمى في أقرب رصيف.. لدرجة أن بعض الناس يعجبهم الكذب على رغباتهم الكاذبة أيضاً وبدون أي ملامح تدل على الخجل وما هذا إلا دليل على القبح.
ولكن على الأقل إن الطبخ بالطريقة القديمة يعلمني كيف كان أجدادنا يعيشون حياتهم وكيف أصبحنا كسلالة ممتدة لهم مجرد بقايا نار وبقايا رماد..
قليلاً من الأسف لفواهة الإنسانية المتبقية بالصدفة في رحم الريح.. قليلاً من الأسف لنا كأجيال احترقت دون جدوى من النضج الذي لم يتبقَ لنا ..
أتمنى لو أصرخ بالزمن قليلاً ليسمع أجدادنا وأقول : اللعنة عليكم لما لم تنجبوا معنا قليلاً من الأسف حيطة لمثل هذه اللحظة التي وصلنا إليها..
فنحن جميعاً نتعامل مع النار ولكنها في يومنا هذا أصبحت بالسياسة وبكل وقاحة تتعامل معنا بشتى أنواع التطرف.
.................................................. .............. إلى الآخرة ..!!