اللعنة
- بَرئتُ منك ، لا أعرفك ... اخرج من بيتي ..واغرب عن وجهي .. دعني وزادي وأهلي .
- لكنني أخوك ، ابنُ أمك وأبيك ، وهؤلاء أبنائي ، قد اقتلع الإعصارُ بيتنا ، وطرّدنا الأغرابُ ، ولم يعد لدينا سقفٌ ولا لِحافٌ !
أصَمّ أذنيه وأخرسَ الرّحِمَ ، وأرْتجَ البابَ دُونـَهمْ ، وأسْلـَمَهُمْ لجنودِ الله من فوقهم وأعدائِه من تحتهم
ثم دارت الأيامُ دورتها ، فهلّ الربيعُ ، وفاحَ عبيرُ الزهور ، وحَضَنَ الأمانُ الخائفينَ والتحفوا بالسَكن، وأمسى ما كانَ حكايةً من سالف العصر والزمان ..
لكنّ لعنةً سوداءَ يُشير إليها الجيلُ بعدَ الجيل ؛ لم تزل في ذلك البيت الذي أغلقَ بابَهُ دونَ أهلِه في يوم رَوْعَتِهمْ !