أحدث المشاركات
صفحة 1 من 8 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 74

الموضوع: امض عني

  1. #1
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي امض عني

    -ماذا تريدين مني؟
    ألح عليها سؤاله ذاك بعنف وتمنت لو استطاعت أن تجيبه، أن تقول بصلابتها المعروفة:
    لا أدري ... أكنت أنت تعرف بما كانت تريد منك أمك ، بل هل كانت هي تعرف ما الذي تريده منك؟
    تذكر أنك أنت من فعل هذا بكلينا، ماذا كان لي أنا وهذه المتاهة التي أدخلتي، كنت اعتدت صحراء عواطفي، وألفت صمت المشاعر إلا من أمومتي لأطفالي، وخواء الروح إلا من إحساسي بالواجب تجاه من كنت أنا سببا في وجودهم، فصاروا سببا وحيدا لبقائي.
    قاومت الغصة التي انتابتها عندما سمعت خطوته بالباب، وسارعت بفتحه، ليس أبشع على نفسها من كل ذلك الركود والاسترخاء يرمي بقذارة ثيابه وشعر رأسه على المقعد، حيث يتمدد بمجرد عودته من عمله ولحين تقوم وأولادها بانتزاعه منه نائما، ليقتنع بالتوجه إلى فراشه، لاشيء إلا ذلك المقعد المقوس من ارتماءه اليومي عليه، وشاشة التلفزيون تتقافز عليها المحطات بين واحدة تعرض فيلما أجنبيا مغرقا بالدموية والاستثارة الغريزية، وآخر هندي يغير الوجوه الكاذبة ويكرر ذاته.
    كيف زلزلت بوهج حضورك هدوء أيامي، وخرجتَ بكل الأشياء عن مسارات رسمتُها لها طويلا لأتمكن من المواصلة؟ .. أمضني خطوك الواثق يثير في روحي ضجيجا ما عرفته، لماذا حدثتني في ذلك اليوم عن أمك التي مضت تشتاقك، فنقرت نبض الحياة الوحيد في روحي، وصرت سببا آخر لبقائي، سببا مختلفا حادا متوترا كجرح نازف، لماذا تحرش أنينك بجفاف مشاعري ، وروحي الهامدة، أخلتها تهتزّ وتربو بنداك العذب يلامسها، أخلتها تنبت أو تتفجر فيها ينابيع الحياة؟.
    لا سيدي.. هنا أقصى حدود جنوني ، فاهدأ الآن أرجوك، خفف من حيوية جوسك بداخلي، واتركني ألملم أشلائي، أنا لن أعمر يباب أيامي بيباب ضميري.
    نظرت بطرف عينها إلى ذلك المستلقي على ذات المقعد يتابع من بين عينين نصف مغمضتين ذات المشاهد، وبغير أرادة صدرت عن صدرها زفرة تاهت بين الضحكة والتنهيدة ...
    امض بربك عني...
    لم تدر لأيهما قالتها.


  2. #2
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.70

    افتراضي

    يا
    لهذا العذاب
    كم تقاسي كثيرات ممن يعشن حياة لا هي بالحياة ولا هي بالموت
    وكم يتألمن وكم يقاسين حتى تستم هذه اللا حياة من أجل من ؟
    فقط من أجل الأولاد
    كثيرات جدا من ابتلين بمثل هذا الموسوم " فحلا " وما هو برجل
    لا يهمه في الدنيا سوى رغباته وكل ما بعد ذلك لا يهم
    قصص كثيرة جدا وأكثر مأساوية تعيشها بعضهن ولا يعلم بهن أحد
    وإن علم حتى الآباء يضغطون لاستمرار الحياةالزوجيه
    من أجل الأولاد ...

    شكرا لأثلرة مثل هذه الحياة لعل وعسى ...

  3. #3
    الصورة الرمزية حسام محمد حسين شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : مصر
    العمر : 42
    المشاركات : 551
    المواضيع : 30
    الردود : 551
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    إختزال جيد لقصة واقعية تتكرر كثيراً في وقتنا الحاضر

    دمتِ مبدعة

    وما من كاتب الا سيفني ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بخطك غير شئٍ يسرك في القيامة ان تراه

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد عبد القادر شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : مصر - الأسكندرية
    المشاركات : 1,036
    المواضيع : 32
    الردود : 1036
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    الكاتبة الفاضلة ربيحة
    قصة تحكى الكثير عما يصيب الحياة الزوجية من اضطرابات
    و ضمور فى المشاعر و الأحاسيس بين الطرفين أدت إلى
    جمود العلاقة المقدسة و تحولت الحياة إلى حالة من الـ " العادة " السقيمة
    تناولك للفكرة جاء مفعمًا بالتعبيرات الموحية التى ساعدت بدورها على حَبْكِ
    الصراع الداخلى للبطلة مما جعل القارىء يتعايش مع الحدث بشكل كامل .
    كما جاءت النهاية بتساؤل يحث القارىء على التفكير فيما بعد الحدث
    أحسنتِ أيتها الكاتبة الرائعة
    تحياتى
    و
    إلى لقاء

  5. #5
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    ".. أكنت أنت تعرف بما كانت تريد منك أمك ، بل هل كانت هي تعرف ما الذي تريده منك؟"
    عدت للقراءة أكثر من مرة لهذا السؤال الذي أراه مفتاح النص..
    ليس الأمر كما يبدو لأول وهلة ..علاقة زوجية شبه منتهية بل يتعدى إلى ما هو أعمق من ذلك
    هذا الحاضر الغائب ليس لديه ما يعطيه لأحد لا لزوجته ولا حتى لأمه ..هو يعيش في عالمه هو ولنفسه فقط
    ولكن وبرغم ذلك فمجرد تفكيره في الذهاب لأمه يجعلها تشعر بالفقد تجاهه ، كيف وهو غير موجود أساساً؟؟!
    هنا جوهر الموضوع ، هذه المشاعر المركبة وهذا الصراع الداخلي الذي يمور داخلها بين أحاسيسها الموءودة التي تحاول الانطلاق من عقالها وبين عقلها الذي ينتصر في النهاية.
    أعجبتني النهاية برغم أنني كنت أميل لأن تكون عند :

    امض بربك عني...
    ولكن إضافتك الأخيرة أضفت بعداً ساخراً ومؤلماً
    أتصورها كانت تقولها له أو لمقعده الذي صار يماثله بتقوسه حتى لم يعد هناك فارقاً بينهما (هو والمقعد سيان)
    طرح راق أنيق لأمور شائكة حساسة .
    أديبتنا القديرة / ربيحة الرفاعي
    أرجو ان تتقبلي تصوراتي المتواضعة تلك لعمل كبيركهذا.
    أشكرك لهذه القطعة الفنية التي أمتعتنا برقيها وفنياتها العالية.
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  6. #6
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    رائعة يا أخت ربيحة ..

    رغم أن القصة بكاملها جاءت على لسان البطلة ، بحوار من طرف واحد ، الا أنها كانت تمتلئ بالحيوية ، وتعج بالحركة ..
    رأيت فيها الشخوص.. الأم ، والزوجة المسكينة ، والزوج الذي تقوس المقعد تحت ثقله ..
    والمكان .. التلفاز ، المقعد ، شقة ما ..
    والذروة التي تمثلت بثورتها على كل شيء ، وتحديها لهذا الصمت والسكون
    ثم اليأس الذي يأتي في النهاية ، حين تجد أن كليهما لا تحركان .. الزوج والمقعد ..


    أسعدني أن أقرأ هذا النص ..

    تحيتي أستاذة ربيحة

    أرشحها للماسية
    أموتُ أقاومْ

  7. #7
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أختي الأديبة الشاعرة المبدعة ربيحة
    قصة رائعة بحق ، غلب فيها حديث النفس على السرد وحتى الحوار البسيط جاء مقتبساً على فم البطلة التي كانت بطلة في النهاية ، وهذا - أقصد حديث النفس - كأنه امتزج بحديث للآخر الذي أراه كان يقف عند الباب ، باب المنزل وباب البيت وباب الحياة الأخرى وباب القلب الذي لم يتمكن من أن يفتح له مصراعيه لأن شيئاً ما قوياً كان يقف في طريقه .. وتأتي العبارة الرائعة .. أنا لن أعمر يباب أيامي بيباب ضميري .. ولكن ليت الآخر يرحل ويمضي عني أو فامض أنت ولا تعذبني .
    هكذا قرأتها أختي ، ولك بالغ التقدير وأطيب تحية .
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ذيب سليمان مشاهدة المشاركة
    كم تقاسي كثيرات ممن يعشن حياة لا هي بالحياة ولا هي بالموت
    وكم يتألمن وكم يقاسين حتى تستم هذه اللا حياة من أجل من ؟
    فقط من أجل الأولاد
    كثيرات جدا من ابتلين بمثل هذا الموسوم " فحلا " وما هو برجل
    لا يهمه في الدنيا سوى رغباته وكل ما بعد ذلك لا يهم
    قصص كثيرة جدا وأكثر مأساوية تعيشها بعضهن ولا يعلم بهن أحد
    وإن علم حتى الآباء يضغطون لاستمرار الحياةالزوجيه
    من أجل الأولاد ...
    شكرا لأثارة مثل هذه الحياة لعل وعسى ...
    صناديق مغلقة على ما فيها هي بيوت الناس ...
    وقلوبهم أيضا ...
    كيف يمكن لتمثال من شمع أن يؤثر في كينونة أسرة
    أن يحفظ لروح ربتها الحياة، ولأولادها الرعاية الحقة
    تشرفت بمرورك الكريم

  9. #9
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام محمد حسين مشاهدة المشاركة
    إختزال جيد لقصة واقعية تتكرر كثيراً في وقتنا الحاضر
    دمتِ مبدعة
    تتكرر فعلا وكثيرا ...
    في البيوت ...
    في المؤسسات ...
    في الدول ...
    تشرفت بمرورك الكريم

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد القادر مشاهدة المشاركة
    الكاتبة الفاضلة ربيحة


    قصة تحكى الكثير عما يصيب الحياة الزوجية من اضطرابات
    و ضمور فى المشاعر و الأحاسيس بين الطرفين أدت إلى
    جمود العلاقة المقدسة و تحولت الحياة إلى حالة من الـ " العادة " السقيمة
    تناولك للفكرة جاء مفعمًا بالتعبيرات الموحية التى ساعدت بدورها على حَبْكِ
    الصراع الداخلى للبطلة مما جعل القارىء يتعايش مع الحدث بشكل كامل .
    كما جاءت النهاية بتساؤل يحث القارىء على التفكير فيما بعد الحدث
    أحسنتِ أيتها الكاتبة الرائعة
    تحياتى
    و

    إلى لقاء
    تبدأ القصة سيدي بفكرة ...
    بعدها يرسم الكاتب خطة عمل موجزة تتضمن الفضاءات التي ينوي فتحها أمام قرائه للتحليق
    شكرا لاهتمامك بتفاصيل حملت خيوط الحبكة
    بقي أن نخرج بالقراءة عن إطار الأسرة لفضاء أوسع فتتداعي إسقاطات الرمز تباعا
    أو أن ندخل في إطارها أكثر لنمسك بمفتاح العقدة

    أسعدني مرورك البهي
    دمت متألقا

صفحة 1 من 8 12345678 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. غريرٍ مادرى عني !!
    بواسطة سلطان السبهان في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 05-06-2007, 05:45 PM
  2. سلي عني
    بواسطة عارف عاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 08-03-2007, 04:17 PM
  3. ابنتي تسأل عني ..
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 14-03-2006, 03:58 PM
  4. أفق يعلن عني
    بواسطة محمد المزوغي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 19-12-2005, 01:22 AM
  5. وتسأل عنّي
    بواسطة أحمد حسين أحمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-10-2004, 08:37 PM