العهد الذهنى ودلالات المسلم :
العهد الذهنى هو ما كان مستقرا بالذهن بحيث ان يذكر اسمه كانت صفاته حاضرة جلية بالذهن فاتخذ الانسان السبيل المناسب للتعامل مع ما كانت تلك صفاته فأنا ان قلت لك مثلا تلك حديقة
فما العهد الذهنى الذى دلت عليه تلك الحديقة
العهد الذهنى لها انه لابد من وجود ماء عزب يروى تلك الحديقة
وان تلك الحديقة لابد لها من ثمار وظل لأشجارها
وان تلك الحدبقة لابد لها من صاحب يقوم بأمرها
اليس هذا ما دار بعقلك كعهد ذهنى؟
تعالى معى نخصص الحديقة ونرى ما الذى اختلف فى العهد الذهنى
تلك حديقة الفلاح
تلك حديقة ملك البلاد
فهل العهد الذهنى لوصف الحديقة الاولى كالعهد الذهنى للحديقة الثانية
قطعا لأ
إذ ان كل اسم له الصفة الملائمة له فى ملكه وله الدلالات الخاصة به
بالتالى صارت حديقة ملك البلاد اعلى فى الوصف عن حديقة الفلاح مع اشتراك كلتا الحديقتين فى الاسم
كذلك العهد الذهنى للثعبان انه سام والاقتراب منه يحب ان يكون بحذر
بينما العهد الذهنى لنحل العسل يجعلنا نقوم بتربيته

كذلك معاملاتنا مع كل ما كان له عهدا ذنىا بيننا
كذلك ما يجب ان يكون حال المسلم فى امره فى معاملاته مع الله سبحانه وتعالى
بأن يكون هناك عهدا ذهنيا بعلمه بالله سبحانه وتعالى(اعبد الله كأنك تراه)
والعلم بالله يشمل العلم بأسمائه سبحانه وتعالى والعلم بصفاته سبحانه وتعالى ويثبت ذلك العلم بأياته الكونيه تصديقا وايمانا بصفاته سبحانه وتعالى فلما كان الكمال الذى لا خلل فيه نراه جليا كأثر صفاته سبحانه وتعالى وصار هناك عهدا ذهنيا الذى لا ريب فيه صار تشريعه عهدا ذهنيا بأنه الكمال المطلق الذى لا خلل فيه مطلقا أن نقيمه
وبعد بلوغ تلك الدرجة بأن صار مراد الله سبحانه وتعالى كعهد ذهنى لا ريب فيه هو النجاة صار العهد الذهنى يغلب على اثر الشيطان فى تعلقنا بتلك الحياة الدنيا ان تصادمت مع ما يرضى الله سبحانه وتعالى (وهذا فهم وقول الصحابى الجليل خالد بن الوليد اتيتكم برجال يحبون الموت كما تحبون انتم الحياة )
فكان لنا من صفات الله سبحانه وتعالى نصيب بأن صار مراده سبحانه وتعالى يجرى على ايدينا (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم )
فكان الكمال وصفا لنا كأفراد وكدولة مقيمة لشرع الله سبحانه وتعالى
ثم يتعدى العهد الذهنى بأن نكون نحن عهدا ذهنيا لغيرنا فى علو الصفات لنا بأن الخير يجرى بأيدينا فمن اراد الخير له ولقومه لم يجده الا من خلالنا دون مقابل
ومن اراد السوء لم يجد اشد منا قوة فيتجنبنا
فأن توارث ذلك الاخرين بينهم قل اثر الشيطان عليهم اذ لن يوظفوا وفق مراد الشيطان ولكنهم سيوظفوا اقوالهم وافعالهم وفق مراد الدولة الاسلامية فسرعان ما يسرى الاسلام بينهم كسريان الماء فى الرمال لا يحول بينه وبين العمق شيئا حتى يفيض بهم
وهذا ما كان فى وصف الدولة الاسلامية فى عهد نبى الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وبلقيس وقومها بأن امنوا بالله مع سليمان من خلال صفات الدولة التى صار التوحيد بها عهدا ذهنيا وتسبيحا يجمع البشريه مع الكون حولها فكان الكمال المطلق يجمع البشرية مع الكون
تلك هى الدولة التى اسعى جاهدا لتأصيلها لدى كل مسلم على الارض
فاللهم ربنا مالك الملك البر الرحيم المنان الواحد الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ذى الجلال والاكرام الحى القيوم
احينا بتلك الدولة مسلمين وادخلنا برحمتك جنة الاخرة فلا حول ولا قوة الا بك سبحانك انت ربى ورب كل شىء ومليكه