الحياة الحسنى:
ما نعانيه نحن اليوم سببه ان البشرية تحيا حياة منفصلة عن بعضها البعض
بمعنى ان كل فرد يخاطب في معاملاته الاخرين وفق المنهج الثقافي الذي بداخله
ونظرا لتنوع الثقافات التربوية للبشرية نجد ان هناك تفاوتا كبيرا بين الافراد وبعضهم البعض
لذلك تنشا الصراعات النفسيه بين الابناء والاباء وبين الزوج وزوجه وبين الدول وبعضها البعض
وكلما كانت الدولة لها ثقافة موحدة تحافظ عليها من عبور الثقافات الاخرى اليها كلما كان هناك شبه ترابط ثقافي في صورة عرف يجمع افراد تلك الدولة
والدولة التي تفتح فضائها لعبور الثقافات المختلفة والمتضاربه فإن افرادها لن يتفقوا على ثقافة تجمعهم
فإن كانت تلك الثقافات ممنهجة تربويا بحيث يتحكم بها اعداء تلك الدولة فسرعان ما يحصد العدو ثماره دون ان يرهق نفسه في شئ
والحقيقة ان البشرية بهذا الإسلوب تدمر جنسها ذاتيا سواء كان العدو او المعتدى عليه
إذ الاحداث كلها تتركب معا في صورة بناء
واي خلل في مكان ما يلزمه ان يختل البناء باكمله خصوصا في عدم وجود القياس المطلق الذي تقيم عليه البشرية صراعاتها
ولهذا من اجل نجاة البشرية والتي صارت على ابواب نهايتها نظرا لان الثقافات المتحاربة صارت في ذروتها وينقصها خطأ همجي من هنا او هناك وعو قادم لا محاله
بالتالي إن ارادت البشرية الحياة الحسنى فعليها ان تفكر قليلا فيما حولها
قال تعالى(إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ)
والذين يعقلون هم هؤلاء الذين يحللون المعطيات التي بين ايديهم دون ان يكون هناك هوى يدفعهم في اتجاه بعينه
فهم هؤلاء الذين يجعلون العقل المجرد هو وسيلة البحث لتحليل تلك المعطيات
والمعطيات هي ما ذكرت في الاية
وتلك المعطيات تدفعنا في عدة اتجاهات
اولا البرنامج العلمي الذي يجمع كل تلك المعطيات المختلفة لتعمل في صورة متكاملة كبناء عظيم يترابط معا مع اختلاف انواعه
ثانيا علو قدر من اعطى لتلك المعطيات خلقها وعلو علمه وعلو صفاته الفاعلة في تلك المعطيات
ثالثا بما ان تلك المعطيات تستجيب لأمر من جعلها هكذا فهي تعقل وتستجيب
بالتالي فهي ليست جاهلة بمن جعلها في هذا الكمال
قال تعالى (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)
وطالما قيل لها وهي استجابت واختارت الطاعة فهنا دلالة تجعل هناك حياة من العلم بحق الله سبحانه وتعالى نتيجة العلم بعلو صفاته سبحانه وتعالى
وهذا العلم يلزمه العلم باسمائه سبحانه وتعالى
بالتالي هذا الكمال الذي نراه ونحيا على نتج تفاعل تلك المخلوقات معا يلزمنا ان نقول نحن ايضا أتينا طائعين
بالتالي فمن اجل ان تحيا البشرية الحياة الحسنى لابد ان تقول هي ايضا اتينا طائعين
بالتالي هناك اتجاه واحد يحدد اقوالنا واعمالنا ومشاعرنا كجنس بشري يجمعنا مع الخلق جميعا في اتجاهه
وهو وفق جملة اتينا طائعين
والسؤال الذي ستسأله البشرية
طائعين لمن؟
والإجابة طائعين لمن يملك لنا الحياة الحسنى والذي اعطاها للخلق حولنا
وهو من له الاسماء الحسنى واسمائه لها مدلولها من علو صفاته سبحانه وتعالى
فكما أن كل ما نراه ونحيا على نتجه يخبرنا بعلو صفات الله سبحانه وتعالى
فالمنطق العقلي بعد تحليل تلك المعطيات يخبرنا اننا سنحيا نحن الجنس البشري العلو في الكمال إن قلنا نحن ايضا اتينا طائعين
ليكون السؤال كيف نحقق جملة اتينا طائعين
هنا يظهر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
مما يلزم الإيمان به فهو الوسيلة الوحيدة لتحقق البشرية جملة أتينا طائعين باتجاهها الصحيح
وطالما قلنا رسول الله
فله من علو صفاته الذاتية من الجوارح ما ينفي الخلل في بيانها لمراد الله سبحانه
وله من العلو في صفاته القولية والفعلية ما يعبر عن ان قوله وفعله هو الإسلام وهو مراد الله سبحانه
ومراد الله هو علم الإسلام
وعلم الإسلام يبين ربوبية الله سبحانه للخلق جميعا ويبين كيف لبى الخلق جميعا محبة وتعظيما لمراد الله سبحانه
ومنه يبين حق الله على البشرية في توحيده كمعبود سبحانه وكلما حققنا علمه سبحانه الذي ينجينا ويربطنا معا كلما حققنا العبادة له
ويبين البرنامج الاداري العلمي الذي تحافظ به البشرية على جنسها في ان تصبح صفاتها في علو يليق بكونها تقيم علم من له الصفات العلى سبحانه
فإن حققت البشرية ذلك واقامت خلافتها من البحث العلمي فيما حولها وترابطت معا وفق هذا البرنامج صارت البشرية تحيا الحياة الحسنى
حيث تؤول البشرية كلها معا إلى ان تكون جسدا واحدا
فجميع الاباء يصبحون ابا واحدا لكل الابناء
وجميع الابناء يصبحون ابنا واحدا
وجميع الامهات تصبحن اما واحدة لكل الابناء
وتصبح الثروات تدور على الجميع كدوران الدماء على خلايا الجسد الواحد
فنصبح نحن والخلق جميعا مؤسسة واحدة اتفقت على الا تنتج الا الطيب لبعضها العض
فهل نحيا تلك الحياة يا قوم