الصناعات القديمة والحديثة والمستقبلية كلها فى الاسلام:
الاسلام هو تشريع رب العالمين سبحانه وتعالى وسبحانه له الاسماء الحسنى والصفات العلى بالتالى فان شرعه سبحانه وتعالى لابد ان تكون تلك صفته فى العلو وسبحانه ليس كمثله شىء بالتالى ليس لشرعه مثل
بالتالى ليس لعبده الذى اقام شرعه مثل فى صفاته وفى اثر صفاته فى تناوله للمادة التى بين يديه
بالتالى فان المقيمين للشرع الاسلامى لابد ان تكون تلك صفاتهم فى العلو على غيرهم فى صفاتهم من الخلق
بالتالى فان العلو يجب ان ينسب لاهل الاسلام وان اهل الاسلام يجب ان يكونوا فى سبق عن غيرهم فى كل المجالات التى تجعل صفة االله سبحانه كن فيكون ذا اثر على اهل الاسلام بأن يكون زمن قضاء مصالحهم فيما بينهم يؤول الى الصفر
مع ملاحظة اننى لا اغير من طبيعة الانسان كمخلوف لله سبحانه وتعالى
فالله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى والانسان خلق من خلق الله سبحانه وتعالى ولا يتعدى الى ان يكون غير ذلك
لكن الانسان خليفة فى الارض له سلطان التأثير على ما بين يديه من مادة
كما اننى لست من الصوفية المفوضة لمعنى الصفات ولكنى اثبت لله سبحانه وتعالى اسماءه واثبت له صفاته سبحانه وتعالى
كما اننى لست من المشبهة ولست من المعطلة
فلما كنت اثبت لله سبحانه وتعالى كل اسم هو له سبحانه وتعالى وكل صفة هى له سبحانه وتعالى والاسلام يدور لجعل الانسان عبدا لله سبحانه وتعالى وفق مراد الله سبحانه وتعالى
فلابد ان يكون هناك اثرا لصفاته تجرى على يدى كعابد لله سبحانه وتعالى اثرا يليق بى كمخلوق ولا يخرجنى عن صفة اننى مخلوق له من النقص ما له
وذلك الاثر لا يمتد الى ان يكون هناك خلقا اخر ولكن يمتد الى ان يكون هناك شكلا اخر للمادة التى بين يدى
بالتالى فالاسلام يجعل المسلم فى اعلى درجات التفكير مع المادة
وحتى ابين ذلك علينا ان نعلم كيف ان الاسلام هو اساس التقدم العلمى والصناعى فى كل شىء وان ما كان من صناعات وما هو الان وما سيكون مستقبلا فان الاسلام بين لنا تلك الصناعات وكيفية اقامتها
كي يكون هناك صناعة ما لابد من توفر عدة اشياء
1- المادة
2- تشريع المادة
3- تشريع الكون الذى به ستتحرك المادة فى ذلك الكون
فماذا على الانسان ان يفعل :
هنا تبدأ دور كلمة خليفة فى تعامله مع ما استخلف عليه
المراقبة كسبا من صفة الله انه سبحانه رقيب
قال تعالى} وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }الأحزاب52

فال تعالى {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }النور41
بالتالى من صفة ان الله سبحانه عليم فاننا ندور مع كسب اثر تلك الصفة فى اننا بأن راقبنا المادة فاننا صار لنا علما بها
وبالعلم بالمادة ونظرا لتداخل المواد فيما بينها لابد ان نفصل كل مادة عن الاخرى اى لابد ان نتعامل مع المواد عندما نتاولها بايدينا ان تكون تلك المواد فرادى
وذلك من صفة قال تعالى {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى{ الانعام 94
ثم نبحث خصائص كل مادة على حدة ونسجل خصائصها الفيزيائية والكيميائية اى صفتها لذاتها وصفة افعالها مع المواد الاخرى
ونكتب خصائص كل مادة فى نفسها وفى تفاعلها مع المواد الاخرى ونسجل صفات تلك المواد وافعالها كأننا ننسخها من صفة نستنسخ
قال تعالى { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29
اى اننا نسجل كل فعل وصفة تطرأ على تلك المادة فى تفاعلها مع سائر المواد كأننا نستنسخ فعلها

حتى ان كان لدينا صفات المادة فى كل شىء
بالتالى توصلنا الى منهج معاملة المواد لبعضهم البعض
2- تشريع المادة
صار علينا الان عمل توافق بين صفات المواد وفق تشريعاتها الثابته التى ظهرت الينا لنركب بناءا متكاملا بالشكل الذى نريد استغلاله فيه

3-تشريع الكون:

الان المادة التى بين ايدينا علمنا خصائصها وخصائص ما بها وكيف صفاتها مع كل اثر خارجى سواء من الضغط او الحرارة او الجاذبية او التأثيرات الكيميائية
وان يكون لنا من صفات الله كسبا ان يكون هناك خزائن لكل شىء ونتعامل مع تلك الخزائن بقدر معلوم فى الوزن والكم والحجم
قال تعالى {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }الحجر21

الان علينا ان نجمع بين تشريعات تلك المواد وتشريع الولوج بتلك المواد فى الكون ليكون هناك توافق بين ما نريد ان نصل اليه وتشريع الكون حتى نتمكن من تحريك تلك المادة فى الكون والصعود والهبوط بها وتحريكها عن بعد وفق امرنا لها
ومن كسب كون الانسان خليفة فى الارض فصار له امرا على تلك المواد امرا خص البشرية به
وهو ان صار لنا على المواد ربوبية خليفة وليست ربوبية كربوبية الله سبحانه وتعالى
وهى بعد ان صارت بالشكل الذى جمعناه صار امرنا لها وطاعتها لنا فى تنفيذ الامر صفة كسب لنا من ايماننا بأن لله صفة ان امر الله سبحانه وتعالى لابد ان يتحقق و لا يعصى سبحانه
قال تعالى فى وصف الملائكة }لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6

والهدف الذى نسعى اليه من تلك المواد ان نصل من تحقيق كسب اثار صفات الله سبحانه وتعالى الى ان نجعل من تلك المواد شكلا يطير لاعلى ويهبط و
يبصر ويسمع ويتحرك ويحسب ويعطى نتائج الا انه غير مخلوق فى اصله
اى يكون للبشرية من العلم بما انها خليفة فى الارض ان تصل الى درجة من السرعة فى تحقيق امرا ما ان يؤول زمن قضاء الشىء الى الصفرا

ويكون لنا علم بنشاط الكفر جميعا على الارض
اى اننا صرنا على علم حتى صار لنا احاطة بأهل الارض جميعا
كسبا لإيماننا بصفة الله سبحانه محيطا
قال تعالى {وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً }النساء126

بالتالى فلابد من رقابة لنا على كل بقاع الارض من اعلى واسفل وان تكون البشرية جميعا مسجلة على اجهزتنا بخصائصها ووظائفها ودخلها المالى وممتلكاتها وان تكون ماشيتها باعدادها مسجلة كذلك وان تكون هناك اجهزة استشعار للحالة المرضية للانسان والانعام جميعا على الارض تجعل الدولة تراقب تحقيق الكمال فى البشرية
وان يكون هناك اجهزة تحكم فى قياس نسب التلوث فى البحار والانهار والهواء لمنع حدوثه
بالتالى بالاسلام سيكون زمن تحقيق الخير ومنع وقوع الشر يؤول الى الصفر وزمن نجدة المسلم للمسلم يساوى صفرا
بالتالى فى الدولة الاسلامية التى اسعى لبيانها ان يكون زمن جهل المسلم بحال المسلم على الارض جميعا يساوى صفرا
فتكون لنا ربوبية غوثه ونجدته وحمايته وحفظه بالاسلام وبعلم الله سبحانه وتعالى الذى علمنا ويكون لغير المسلم الذى يحيا بيننا تلك النتائج
ليس هذا فحسب بل الدولة المعاهدة لنا يكون اثرنا لها كذلك فى نجدتها وحفظها لبيان علو دولة الاسلام واهلها وعلو شرع الله الذى يحكمهم وباطل ما هم عليه


كما ان تعاملنا مع كل شىء وفق علم وحكمة

فان صار لنا باع فى كل العلوم صار لنا من كل علم نتجا جندا لنا
نكون حينئذ فى عزة وحكمة فى القيام بتلك العزة
قال تعالى {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }الفتح7

فان كان ذلك حالنا فى كل شىء والاسلام يجمع امرنا فى كل شىء قولا وفعلا ظاهرا وباطنا وادارة بيننا حتى كنا كالجسد الواحد صارت الارض لنا كالبيت للرجل المسلم
فصار لنا ربوبية بيت على البشرية جميعا كسبا لنا من ايماننا بصفة رب العالمين
قال تعالى {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2

فتكون افعالنا مع الخلق افعال ربوبية رب بيت لتلك البشرية بالاسلام
فتتوجه البشرية لنا شكرا لا حمدا اذ الحمد لا ينصرف الا لله سبحانه وهو الثناء على الله سبحانه مع المحبة والتعظيم له سبحانه وتعالى فيقوم اهل الاسلام بعد ان صار لاهل الاسلام يدا على غيرهم من البشر فى توجيه البشرية لعبادة رب العالمين سبحانه وتعالى مع بيان ان سبب ما بأهل الاسلام من علو هو عبادتهم لله رب العالمين سبحانه وتعالى
فنكون من اهل تلك الاية قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33


فان صار هذا هو حالنا فى العبادة فاننا نكون اهل الحديث
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ{

فإن اجتمع اهل الكفر جميعا لقتالنا كنا عندها اهل تلك الاية كسبا
قال تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14