توظيف الشهوة

توظيف الشهوة :
قال تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4
وخلق الانسان لا يعنى شكله الظاهرى فحسب ولكن يشمل كل جزء من حركة جسده الظاهرى والداخلى كما يشمل طبيعة شهوة الانسان

وشهوة الانسان هى العجلة فى الكسب
العجلة فى المتعة
العجلة فى علم المستقبل
العجلة فى فرض سطوته

والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى وسبحانه وتعالى جعل هناك سننا فى قيام الحسنى فى كل شىء
فكل شىء حولنا فى الكون يحتاج زمنه لينمو ويكبر ويعظم امره وهناك ترابط فى هذا الامر فى الكون كله ولا يوجد الفجأة فى الحدث ولا الفجأة فى امر ما مطلقا
حتى فى تفككه هناك نظام لذلك التفكك والانحلال ولا يحيد عن هذا النظام شىء ما سواء فى تحلل جسد الانسان او اى كأئن اخر
او تحلل المواد المختلفة فى الكون فكل شىء لا يخرج عن تشريع دورته فى وجودة او فى فناءه او تغيره من شكل الى اخر

والإنسان يختلف عن غيره فى صفة واحدة الا وهى ان طاعته الى الله سبحانه وتعالى اختار ان تكون امانة يحملها له الاختيار فى القيام بها او عدم القيام بها
ولذلك فان الله سبحانه وتعالى جعل له خلافة و علوا فوق الخلق ان اقام امره على طاعة الله سبحانه وتعالى مختارا
كما ان امره سيكون سوءا ان اختار معصية الله سبحانه وتعالى وسيكون امره وبالا عليه فى كل شىء
اذ الكمال لا يكون الا من خلال اتباع شرع رب العالمين سبحانه وتعالى
اذ الانسان ليس بعزلة عن كل ما حوله وهو فى حاجة الى ما حوله ولا يعلم الخير من الشر الا من خلال منهج من له الصفات العلى سبحانه وتعالى
لذلك حياته بدون شرع رب العالمين سبحانه وتعالى هى حياة من يتخبط امره
فان جعل المعصية متعته ولزته ومراده صار امره الى السوء المطلق
والله سبحانه وتعالى هو رب كل شىء ومليكه ومن صفات ربوبيته سبحانه وتعالى صفات اسماءه الحليم الرحمن الغفور التواب
الا انه سبحانه وتعالى حلمه متعلق فى عقوبته الواصلة ورحمته سبحانه وتعالى متعلق فى رحمته الواصلة
بمعنى ان الانسان يختار السوء والمعصية والعيش بها
ولابد للسوء ان يظهر فى حياة ذلك الانسان
فمثلا من يشرب السم اختيارا فمات هذا امر منطقى فالمسألة هنا لا تدخل فى نطاق لماذا لم يرحمه الله او يتوب عليه او يغفر له ويمنعه عن ذلك
اذ ان هناك تشريع لتناول الطيب والامتناع عن الخبيث فمن خالف لابد ان يكون له العقوبة الفورية فى امره
لذلك فسبحانه وتعالى انزل لنا تشريعا يبين كل حركة يمكن للبشرية ان تقوم بها
سواء فى اكلها او شرابها او فى تنفسها او فى ملبسها او حركتها نهارا او ليلا او ماذا تقول والامر لا يمكن حصره ولكن كل معاملة للبشرية كانت فهناك شرع الله سبحانه وتعالى يبينها ويرشد الى الصواب لها
وهذا هو سبيل رب العالمين سبحانه وتعالى
بالتالى شهوة البشرية ان جعلت شرع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى هو نطاق امرها كانت فى علو يليق انها تتبع شرع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى وكان خالية من اى سوء كان الا سوءا يحقق اسم الله التواب والغفور سبحانه وتعالى نتيجة صفة النسيان لدى البشرية
فلما كان صفة الانسان النسيان كان هناك الانبياء والرسل ادلة للبشرية الى الله سبحانه وتعالى وكان اسم الله العفو الغفور التواب كفيلا باسقاط اثر الذنب والعفور عما سبق من سوء للبشرية

وهناك الشيطان والقرين واصحاب السوء ادلة الى طريق مخالفة سبيل من له الصفات العلى سبحانه وتعالى
فيبدأ الامر بنسيان معالم الطريق الى الله سبحانه وتعالى بجعل النفس البشرية فى غيبوبة عن امرها ثم يكون هناك من يجر البشرية وهى بتلك الغيبوبة الى ان ترتكب كل سوء حتى اذا صارت مدانة قام الشيطلن بافاقتها وبيان الادانة لها فأملى الشيطان عليها امره فى طاعته والولاء له وعليه ان يقدم قربانا يثبت به ولاءه للشيطان باسقاط غيره فى مهلكة الشيطان لتقوم البشرية بالانقياد له حتى مهلكتها عند مماتها لتكون له الهلكة فى الدار الاخرة
ومع ذلك فان الله سبحانه وتعالى هو الغفور التواب
لذلك ما نحتاجه نحن مسلمى اليوم هو اقامة شرعه سبحانه وتعالى ليكون اسمه الغفور فعالا فيما نجهل من امرنا فننتقل من خير الى اخر حتى تكون الخيرية اصلا لنا فى اقوالنا وافعالنا فتكون هناك الحسنى فى الدنيا والاخرة
فهل نبدأ من الأن ؟

جزيت خير الجزاء
واساله بوجهه الكريم الفردوس الاعلى لك ولوالديك
ومن تحب وجميع المسلمين
اللهم آمين