أنا الآن ، بلا هاتف ، بلا ساعة يد وحائط ، في منزل العائلة المهجور
في قريتي البعيدة ، كما نصحني الأطباء .
اللعنة عليهم .. إنهم يُعْزون كل شيء إلى الاجهاد والارهاق وضغط الحياة
وكل ما يوصون به : الراحة ، عدم التفكير ، ومهدئات ، الكثير من المهدئات .
لا زلت أذكر ذلك الفزع الذي غطى وجهه عندما سألني عن رؤيتي تفسيري للأمر :
أخبرته أن هذه المصادفات الزمنية المتكررة قد تكون رسائل من القدر ،
علامات مشفرة لها دلالتها ، وتحمل نبوءة ما ، سيأتي يوم وأعلمها ،
ربما اختارتني السماء لحمل عظيم ، السماء تهيئني لمرحلة ما ،
السماء تكافئني على إخلاصي وتفانيّ بالعمل طيلة حياتي.
أدركُ تماما أنني لو نظرتُ إلى الساعة الآن ، أو في أي وقت
لوجدتُ المتوالية الرقمية ذاتها : 11:11، 12:12 ، 5:55 ، ...... كما أدركُ تماما
أنك لو نظرتَ إلى ساعتك الآن ، لوجدتَ المتوالية ذاتها ، أو ربما لن تجدها
فأنت لستَ " المختار " ، لستَ صاحب النبوءة
لستَ " مراقب الدوام " الذي أفنى عمره يحافظ على الوقت
وتقاعد منذ عامين .