أقسمُ بالله العظيم ، أنا الراوي العليم الذي يفتح رؤوس أبطاله ويقرأ ما فيها ، أقسمُ أنه لا يرى نفسه إلا كائنا كرتونيا ، في كل حركاته وسكناته ، رغم ما يبدو عليه من ثبات وغرور ، هكذا يتخيل نفسه دوما :
دمية متحركة ، هلامية الملمح ، بلاروح ، تخلو قسماتها من تعبير . لكنه رآها ، نعم رآها ، وشيئا فشيئا بدأت ملامحه تتشكل من جديد ، ملامح أكثر دقة وحدة ، وشيئا فشيئا بدأ يتعزز لديه شعور بأنه انسان ، بمشاعر وعاطفة ، وثقة كبيرة بالنفس .. وطموح : طموح بأن يحقق آدميته الكاملة ، وكل ما يتبقى عليه الآن ليحقق ذلك أن يقفز .. أن يقفز من شاشة التلفاز .