ما السعادة ؟: هي حال وشعور نفسي من الانبساط والارتياح والبهجة ... وغبر ذلك ، يحدث عند تجلي الله تعالى باسمه الباسط سبحانه على عباده , ولهذا الحال درجات في القوة والاستدامة حسب حالة قلب الشخص ودرجته أو منزلته بين الناس.
طبيعة مشاعر السعادة مزيج من المشاعر النفسية الإيجابية من سرور واطمئنان وابتهاج ونعيم ... وغير ذلك فهي تشبه ضوء النهار الأبيض الممتزج من جميع أطياف الألوان الأساسية ، فالسعادة وعاء شامل لكل أنواع المشاعر الطيبة.
طريق الحصول على السعادة هو سلوك طريق الإيمان بالله تعالى والتعرف إليه بمعرفة أسمائه الحسنى ومحبته والتقرب إليه حتى يحبه الله تعالى فإذا أحبه فتح بصيرته وسمعه وهداه للعمل الصالح. وعندئذ يرضى الطرفان عن بعضهما ويحصل المعبود على حقيقة السعادة لأنه سيرضى بقضائه وقدره سواء كان ظاهره خيراً أو شراً لأنه يثق بأن حبيبه لن يقسم له إلا كل خير. ويبدأ طريق الإيمان بتطهير القلب بالاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ويسعد الإنسان إذا شعر بالأمان والحماية وتأمين حوائجه ، ولن يشعر بذلك إلا إذا عرف ربه قادراً مقتدراً حفيظاً رزاقا يكفي عبده ويحميه . فإذا حصلت العلاقة الطيبة بين العبد الطاهر الطيب المجد المجتهد وسيده الغني القوي المتين الحفيظ سيشعر بسعادة قل من يشعر بها من دونه من الناس.
وأما استدامة السعادة فتتوقف على استدامة التواصل بين العبد وربه ، فإذا كان دائم الذكر دامت سعادته حتى يلقى الله تعالى وهو عنه راض. فيدخله دار السعادة الأخروية التي لا نغص فيها ولا انقطاع أبداً.
وضد السعادة الشقاء وهو الشعور بالألم والعذاب الحارق للنفس بجمر ذنوبها ، ويحدث نتيجة البعد عن الله تعالى وسلوك السبل المنحرفة التي توقع في حفر الجحيم الكاوية . وللشقاء درجات واستدامتة متفاوتة حسب الأشخاص وبعدهم عن الله وإمكانية إنابتهم ورجوعهم إلى الطريق المستقيم طريق الهدى.
والخلاصة أن السعادة مزيج المشاعر الطيبة في القلب المؤمن المستنير محفوظة بإناء الرضا عن الله تعالى وقضائه وقدرة، ودوام الذكرلتحصيل الطمأنينة. ومن أنماطها : سعادة الخواص والعوام ومنها سعادة الدنيا والآخرة. ولكل منها مذاقه الخاص.
أعلى درجات السعادة هي رؤية الله تعالى والقرب منه ، وهذه لا تكون إلا في الأخرة. ونسأل الله تعالى أن نكون جميعاً ممن يحظى بها .. آمين