في البدء
كان الشر على هيئة رجلٍ عجوز ، شاحب الوجه ، قاسي الملامح ، بلحية بيضاء مصقولة وثوبٍ أبيض
والخير على صورة فتاة جميلة ؛ شديدة بياض الوجه ، شديدة سواد الشعر ، لمْ تبلغ الحلم بعد .
الصراُع على أوجه ، وكان لابد للخير أن يقول كلمته :
- اندثرْ أيها الشر .
فيتحول العجوز إلى نقع دخانٍ أسود
- إرحلْ أيها الشر .
فيتوارى الدخان بعيدا ، في أقاصي الوديان وتصدعات الجبال
كان السلام يعم الكون ، وكان الفتيان والفتيات يلهون سوية ، من غير سوءٍ أو ضغينة ، حين اشتاقتْ
فتاةُ إلى صبيٍ شقيٍ يشاكسها ، ويشد شعرها .. إن لزم الأمر ، فتاةٌ شديدة بياض الوجه ، شديدة سواد الشعر
بابتسامة ماكرة ، وفكرةٍ تلوح بالأفق .