فِي زَمَنٍ قَصِيٍّ دَنِيّ..أَجْرَاسُ الرُّوحِ الرَّجْرَاجَةِ ، تُحَرِّكُ هُدُوءَ الْجَسَدِ الْغَرِيب ؛ لأغْرَقَ فِي سُكُونِ الذَّاكِرَة ، فَيَسْكنُنِي عَبَثاً هَاجِسُ التَّمَرُّد.. وَ سرعانَ مَا أُغْفِي عَلى سريرِ الأحْلام ، أَتسَكَّع ُفي دُرُوبِ شَرايينِ الذَّاتِ الْمُوحِشَة.
وَ مَابينَ الظِّلالِ وَ بُقعِ الضَّوْء ؛ أَرْكَنُ في مَتَاهاتِ الشُّرود الْمُلْتَوِيَة ، أَسْتَعِيدُ حِكَايَاتِ الصُّورَةِ ، مُتَخَفّيَةً بِرداءِ الَّليلِ الْقاتِم الأَلْيَل ، أَسْتَحْضِرُ وُجُوهًا كَانُوا وَمَاعَادُوا ؛ لأستيقظَ عَلى رَائحةِ الْوَرْدِ بِعِطْرِ الشَّوْقِ الْمُلْتَاع بِأَرِيجِ وَجْدٍ لَمْ أَسْتَطِع مَعَه صَبْرا..
فِي َزمَنٍ قَصِيٍّ دَنِيّ .. أَقْطَعُ الأمْيَالَ الشَّائِكَةَ فِي دَاخِلي الْمَهْجُور، أُنْصتُ لِعزف الأنِينِ الصَّاخِب ، أَبْحَثُ فِي كُلِّ الاتِّجَاهَاِت عَنْ سِهَامٍ َينْزِفُ لَها دَمِي الْمُكَسَّر؛ لِتَتَفَجَّرَ عُيُونُ الذَّاكِرَةِ عَبَراتٍ بِمُلوحَةِ الصَّبر ، و يَبْتلِعَنِي جَمْرُ حَنينِ بَطلةٍ أدَّتْ دَوْرَها بِغباءِ الْحَالِمِينَ عَلَى خَشبةِ الْوَهْمِ الْكَاذِب ..
فِي َزمَنٍ قَصِيٍّ دَنِيّ .. بَعْدَ ِرحْلةِ مَا بَيْنَ الْوِلادةِ و الْمَوْتِ ، دَوَّتْ طَلقاتُ الْفَجْرِ الرَّطِيب ، اِخْتَلَطتِ النَّشْوَةُ بِالْهَزِيمَة ،وَ فِي الأعْطَاف ، اِنْبَعثَتْ غِبْطَةُ الشَّمْسِ لِتَنْسَابَ عَلى ضفافِ مَسْمَعِي ، تَغريدَةُ أنغامٍ تُسابِقُ أنسامَ الصَّبَاح ، وَ مِنْ بَيْنِ الضُّلُوع، تَنْتَفِضُ الزَّهْرَةُ النَّفِيسَةُ ، تَنْشُرُ عَبَقَهَا فِي الْبَاحَةِ الرَّحْبَة..وَ فِي الطَّرِف الْقَصِيِّ ، أَوْراقُها الجذابةُ تمتدُّ بسخاءٍ لِتَنْطَلِقَ بِكَثِيرٍ مِنَ الْجُرْأةِ وَ َكثِيرٍ مِنَ الْحَذَر ..
أحلام المغربي