مطر بلا صوت
هيام ضمرة
تناعَسْتَ جَذواً
وقد هَبَّ الشوقُ
منْ مكمنٍ ظَلَّ غوْرهُ يَميدُ
كأنما لم تهزمك في يومها سنين
ولم تناكفك الغربان من وبالها العنيد
أو تطويك الشهاب في اعتلال هوى
ثِقالها نكد وهموم
فاوصدْ بيننا باب الوصل
فإنى أعلنتك للومى شعار انفعالي
ألملم عن أرصفةِ البُعاد زفراتُ غباري
يُذكي غِمارها خلجات
كان لي معها وبها مَحاسِنُ شِفاء
وكان الحفرُ في قديدِ الصخر إذكاءُ أمال
نقر مطر بلا صوت
ووَقدة حراك تخترقُ مضاربي
تُسائلُ موقفي إنْ كنتُ مُذ ذاكَ اليوم مرصود
تندُّ عنْ الأنين ما يَصدُّ مريد
أنى طويتُ وحدتي
أنهلُ عذبَ الومى ولم أكُ بعادلٍ مُجيب
حين أطالَ نزيفُ الكرى ليلي
وتقلبتْ أفكاري تُزاحمها إذكاءات ادلهام
جثمتْ على ضلوعي حَسْرة
فكأنما القلبُ في الصدر قسى
وتشرَّد عنه طبعٌ جلمود
هو خيال ساخر يتلاعب بي
يملؤني ختلاً
يُسامرُ مخيالاً يُرمِمُ ما تبقى منْ حُطامي
يَرسمُ في معتركِ الوصال أوهامٌ تُخاتِل مُجيباً
وأتبعُ طيفَ الهوى أينما هوى
وأنشد عمن طغى
وطوى جدالٌ في شكلِهِ عنيد
أسْتحضرُها لعالمي أردية
تتلبسُها سرابات
لستُ أُطلقها إلا منْ وحيِّ حكايات
أترصدها ليُطلقها مَدادي
مؤطرة تطلبُها ذائقة
وتبعدُها مَقارع لا تجود