|
كالعِرضِ شأنُ الأرضِ في الحُرُماتِ |
سِيَّانِ مُمرعةٌ و محضُ فلاةِ |
قل: إنها .. يا قلبُ .. أولُ آيةٍ |
في سورةِ الأرحامِ و الرَّحَمَاتِ |
قُل: إنها الوطنُ المُفَدَّى و الحِمَى |
و معاقلُ الماضي ، وكلُّ الآتي |
قُل: إنها مهدُ الطفولةِ و الصِّبا |
و مدارجُ الأحلامِ و الصَّبَواتِ |
قُل: إنها أشياءُ يصعبُ وصفَها |
إلا بنبضِ القلبِ و الخَفَقاتِ |
وُلِدَت لتبقى رغم كلِّ مُناويءٍ |
مرفوعةَ الرَّاياتِ و الهاماتِ |
يا شيخُ أحمدُ/يا عظيمَ الذاتِ |
يومُ القصاصِ..و إن تأخَّرَ..آتِ |
فعلامَ يرتعُ سادرٌ في غَيِّهِ |
و إلامَ يزهو مُجرمٌ أو عاتِ |
قَسَماً " بياسينٍ " و " بالحُجُراتِ " |
و بفتيةِ الأحجارِ و الفتياتِ |
و بكلِّ شِبرٍ في فلسطين الأسى |
عاشَ الدمارَ و غادِرَ الطَّعَناتِ |
و بكلِّ داليَةٍ غَدَت أفنانُها |
نَهْبَ الضياعِ المُرِّ و النَّكَباتِ |
و بكلِّ قلبٍ لم يزل يرنو إلى |
يومِ انقشاعِ دياجِرِ المأساةِ |
و بكلِّ كلِّ مُشَرَّدٍ يهفو إلى |
يومِ التلاقي بعد طولِ شتاتِ |
لابدَّ من فجرٍ و إن طالَ المدى |
و تكالَبَت هَمَجيَّةُ الظُّلُماتِ |
لابدَّ من فجرٍ إلهيِّ السَّنا |
يمحو الذي عِشناهُ من حَسَراتِ |
يا شيخُ أحمدُ / يا بهيَّ الذاتِ |
عيناكَ ، أم بحرانِ من آياتِ |
و يداكَ ، أم نهرانِ من صوفيَّةٍ |
عُمَرِيَّةِ الومَضاتِ و البَرَكاتِ |
نورٌ على نورٍ ، و صفوُ سريرةٍ |
منذورةٍ للوجدِ و الإخباتِ |
( اللهُ ) ثُمَّ ( العودةُ الكُبرى ) هُما |
وِرداكَ في نومٍ و في يَقَظاتِ |
( خيرٌ من الدنيا الصلاةُ ) سمعتها |
فَمَضَيْتَ تطلبُ ساحةَ الصَّلَواتِ |
لكنَّما ( مولى المُغيرةِ ) ساءَهُ |
أنْ تُخلصَ النَّجوى لغيرِ " اللاتِ " |
فأتاكَ في حقدٍ مجوسيِّ اللظى |
و ضراوةٍ وحشيَّةِ الضَّرَباتِ |
يا شيخُ أحمدُ / يا شهيدَ الذاتِ |
يا ( خالدَ ) الأمجادِ و الغَزَواتِ |
و أخا الصمودِ المستحيلِ صلابةً |
و أبا البنينِ الأُسْدِ و الأجَماتِ |
يا أيها النبراسُ مهما قد دجا |
ليلٌ ، و رانت سطوةُ العَتَماتِ |
في جنَّةِ الخُلدِ ..التي قد نلتَها.. |
أسمى مغاني الفضلِ مؤتلقاتِ |
حورٌ ، و وِلدانٌ ، و خمرٌ لذةٌ |
قدسيَّةُ الأنخابِ و النَّشواتِ |
و نمارقٌ مصفوفةٌ و حدائقٌ |
أبديَّةُ الإيراقِ و الثمَراتِ |
و كواعبٌ ما مسَّها إنسٌ و لا |
جانٌ ، يمسنَ خفائرَ البَسَماتِ |
لكنما هل من "عقاقيرٍ" بها |
للإخوةِ / الأهواءِ و الشُّبُهاتِ |
الإخوةِ /الشِّيعِ الذين تكلَّسَت |
أرواحُهُم من كثرةِ السَّقَطاتِ |
الإخوةِ البَدَدِ الذين تفرَّقوا |
كي يلتقوا في سلةِ الوَصَماتِ |
القابعينَ على أرائكِ غيِّهِم |
لا فرقَ بين رعيَّةٍ و رعاةِ |
المنتشينَ بخمرةِ البَلَهِ الذي |
قد عاد بالدنيا لعهدِ مناةِ |
يا شيخُ أحمدُ/ يا تواريخاً لها |
في القلبِ ما للقلبِ من نَبَضاتِ |
الأخوةُ الزَّمنَى ذوو الآفاتِ |
المدمنونَ الخزيَ و السَّكَراتِ |
العاكفونَ على موائدِ زيفِهم |
ما بين " قنَّبِهِم " و بين " القاتِ " |
المرتمونَ بحضنِ " قيصرَ " عمرَهُم |
كيلا يُحلَّ عليهِمُ اللَعَناتِ |
يَتَوَهَّمونَكَ من ذوي الحاجاتِ |
و هُمُ العياءُ و علَّةُ العِلاّتِ |
أنتَ المُعافى هِمَّةً و عقيدةً |
و هُمُ .. و إنْ سلموا .. أولو العاهاتِ |
يا كلَّ شبلٍ في فلسطين الفِدى |
يلقى الردى في عِزَّةٍ و ثباتِ |
مُتَمَنطِقاً قلباً أبياً لا يرى |
في الموتِ إلا غايةَ الغاياتِ |
لا تَرجُ عوناً غيرَ عزمِكَ ، إننا |
زَبَدٌ تُحَرِّكُهُ يدُ النَّزَواتِ |
" أبناء يعربَ ؟" لا تقُلها بعدما |
صرنا فلولاً من عمىً و مواتِ |
خمسونَ عاماً..أو يزيدُ..و أنت في |
جُبِّ العذابِ،و نحنُ في الحاناتِ |
خمسونَ عاماً..أو يزيدُ.. و كُلُّنا |
لاهٍ ، و أنتَ تضِجُّ بالصَّرَخاتِ |
لا بأسَ ، و انسَ سوى الحجارةِ ، إنها |
أحنى عليكم من أخٍ قتَّاتِ |
و لتعتصِم بحبالِ حزمِكَ مؤمناً |
أنَّ الصَّباحَ.. و إنْ تأخَّرَ.. آتِ |
أنتَ الوحيدُ الحيُّ في أُمَمٍ غَدَت |
..رغمَ الحياةِ..تُعَدُّ في الأمواتِ |