قلب عباس القرطاس . نحنح . التفت ذات اليمين و ذات اليسار. ضرب أخماسا لأسداس. تمتم : سعد من الأحلاس.
لف عباس و دار ثم همس : أسامة ، كن من الشطار.
سعد منتبه لم يسمع ، لم يبصر شيئا.عيناه ذابلتان غالبهما الوسن. تثاءب : قبح الله طول السهر. أردف : ما استتر من قاد الجمل .
حرك أسامة رأسه . ظل سعد يرمقه ، لا يدري شيئا.
همس زيد : ما خطبك يا سعد ؟ إذا كرهت شيئا عرف من وجهك.
رد سعد : لا شيء بي إلا أثر سهاد.
دلف عباس الى سعد وقال : أعلم أنك يقظ حساس . عذرا ، ربما كدرت عليك.
رد سعد : كلا ، لا تهتم . اترك الأمر يعبر .
وقع في نفس سعد شيء من ظن . وحدث نفسه : لماذا يعتذر الي عباس؟ ما الذي جدث و أنا يقظ " عسّاس" ، لم أبصر ، لم أسمع شيئا ؟ لماذا هز أسامة رأسه؟ هل خدشت حسه؟
لا أبرح حتى أسأل الناس ، فهم أنمُّ من الصبح.
أخبر الناس سعدا ما لم يحط به خُبرا ، فابتسم وقال : رب عذرٍ هتك سرّاً .