نظرت اليه بعيني وامق عاشق ثم قالت : أنا أغار ، إذن أنا أحب . دار كلامها في رأسه ثم همس : من الحب ما قتل ، ومن الغيرة ما قتل . ربتت على كتفه بحنوّ ورفق ، فالتقطت شعرة كستنائية اللون من على قميصه، فانتابتها غيرة ، و خزرتُه بشراسة وقالت : لمن تعود هذه الشعرة ؟ ، ارتبكَ قليلا ، وكأنما انتابته رعشة أو دهشة ، ثم امسك بتلابيب شتات أفكاره ، وصاح في وجهها : أكلما طارت شعرة نسبِتها لامرأة أجنبية ؟ ، بالأمس ، وجدت على طرف ثوبي شعرة سوداء ، فقلت : هي لامرأة سوداء اللون أو الشعر ، والآن ، وجدت شعرة كستنائية اللون ، فظننتها لغادة رومية أو شقراء عربية ، وغدا إن لم تعثري على شعرة ، فاعلمي أنها لامرأة صلعاء وهمية .