التمس لأخيك عذرا
بقلم د. جمال مرسي
عرفته ..واحداً من أحب أصدقائي
طيب القلب .. رقيق المنطق .. عذب الحديث
كم تمنيت أن تدوم صداقتنا إلى أبد الآبدين ، فليس بعد الصداقة شئ
أحببته أكثر من أخي ابن أمي و أبي
بل ربما أكبر من نفسي التي بين جنبيَّ .
و رغم أنه قد أصبح من معجزات زماننا .. أن تجد الخل الوفي
إلا أنه كان من أوفى الأصدقاء ، و قد كنت و لا زلت له بالمثل.
هذا الصباح حدث ما لم أكن أتمنى أن يحدث بيننا
فكأن الشمس لم تشرق .. أو أنها أشرقت ثم سرعان ما سحبت
ضوءها من الأفق و كأنها تقول : خسارة فيك هذا الضياء .
فلقد كنت قاسيا
و أنا لا أعطي ضوئي و دفئي للقاسية قلوبهم .
لقد أغضبت صاحبك و لم تلتمس له عذراً
لم تترو .. و ربما أخذتك الحمية فثرت في وجهه بلا سبب أو مبرر.
ثرتُ و تعصبت بلا داع
في حين كان رقيقا كما عهدته فلم يزد عن قوله :
" حدث خيراً .. ليتني ما كلفتك بما سبب عصبيتك .. أعتذر "
احسست بعدها أن كلماته الحانية قد أغرقتني في بحر من الأسف
و الندم على ما فعلت .
و تلعثمت الحروف بين شفتي بعد أن تركني مودعاً
و نظراته ترمقني مشفقة عليّ
و كأنه يقول في نفسه لماذا التجأت إليه ؟
كان عشمه في محله
فما رددت طلباً لأمرئ في حياتي قط ..
و لكني في هذه المرة خيبت ظنه بي.
لست أدري لماذا تسرعت و تعصبت في القول .
بلا شك أن في لحظة الغضب تتكالب عليك شياطين من نوع خاص
تحاول أن توقعك في الغضب و العصبية فتطلق لسانك حينها لهواه .
و جعلت أتساءل .. لماذا لم التمس له عذر التجائه لي
و يا ترى ..
هل التمس هو العذر في أن ثرت بلا داع .
و سألت نفسي : لماذا نغضب
و لماذا لا يلتمس أحدنا لأخيه العذر ؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
و أخذت أردد آيات الله عز و جل من سورة آل عمران:
" و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين "
صدق الله العظيم