الميزان

الميزان :
الكل ينظر الى الميزان على اساس التجسيم وهذا خطأ كبير فى التعامل مع الميزان من المنظور الاسلامى
اذ كما ان صفات الله سبحانه وتعالى لا تكيف مع ثبات اثرها فى كل الخلق يجب انزال الميزان على قدر صفات الله سبحانه وتعالى ليس كأثر ولكن كصفة فى انه من العلو والكمال فى ان قيام البشرية بتحقيق ذلك الميزان يجعلها فى الكمال المطلق كجنس بشرى مع نفسها ومع كل الخلق حولها
قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25
وفى سورة الرحمن حيث اسم الله الرحمن ومعناه ذو الرحمة الواسعة
قال تعالى {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ }الرحمن7
قال تعالى {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ }الرحمن8
قال تعالى {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ }الرحمن9

والله سبحانه وتعالى كلامه صفة له سبحانه وتعالى بالتالى لا يمكن اسقاط كلمة الميزان على انه الميزان المتداول بالاسواق تحجيما وتجسيما
اذ ان هناك ميزان لما يدور داخل النفس البشرية فان خصصنا ان الميزان هو ذلك الميزان بالاسواق فبما سنزن افكارنا
بالتالى فلابد اسقاط كلمة الميزان على معناها الصحيح الذى يليق بصفات الله سبحانه وتعالى فى انه سبحانه وتعالى
قال تعالى {وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً }النساء126
بالتالى كى يقوم كل شىء بمراد الله سبحانه وتعالى لابد ان يكون هناك ميزان ثابت يقوم كل شىء عليه ولما كان هناك التداخل بين كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى لزم ان يكون هناك ميزان مشترك بين كل الخلائق بتحقيقه ووزن الامور عليه يتزن كل شىء فى الخلق ويتكامل الامر بينهم وسيلة وغاية
قال تعالى {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }الحجر19
بالتالى فالميزان هنا اعم واشمل ليجمع الخلق كلهم فى كمال واتزان بينهم مع اختلاف حجمهم واصنافهم ووظيفتهم
بالتالى فالميزان هنا لابد ان يليق بالله سبحانه وتعالى فى مراده سبحانه وتعالى والاخلال بذلك الميزان تطبيقا يتبعه الاخلال بكل شىء
والكون اجمع قد صار تسبيحه لله صفة له والتسبيح فعل ولا يقوم بفعل الا ما كان له ارادة وحياة تشريعيه تجعل تحقيقه للعبادة فى اعلى درجات الكمال حتى صار التسبيح صبغة له
بالتالى فالكون اجمع قد حقق الميزان وصار امره وفعله موزون بذلك الميزان
بالتالى فلا ميزان للبشرية الا ذلك الميزان
والميزان هو مراد الله سبحانه وتعالى وهو عبادته غاية واقامة تشريعه سبحانه وتعالى هو الوسيلة لاقامة ذلك الميزان بالتالى فان اقامة شرع الله سبحانه وتعالى هو فى الحقيقة اقامة ذلك الميزان الذى يجعل الكمال المطلق فى الاخذ والعطاء بين الجنس البشرى نفسه كما يجعل الكمال المطلق بين الجنس البشرى وبين اى جنس اخر من جماد او حيوان او رطب ويابس
وكل شىء اعطى للبشرية نتاجه وفق ذلك الميزان لذلك فالبشرية تحيا الكمال على نتج قيام الخلق جميعا بذلك الميزان
وللاسف كان الاجدر ان تقوم البشرية ايضا بتحقيق ذلك الميزان فيكون مردوده لنفسه ولما حوله يجعل الجنة هى حياته ولما كان الله سبحانه وتعالى هى الحى الذى لا يموت بالتالى فان صفىة الميزان هى صفة الله سبحانه وتعالى
ولكن عطلت البشرية الميزان المطلوب منها ووضعت ميزان من عقل البشرية العاجزة فى صفاتها والانسان صفته انه يموت بالتالى فميزان البشرية يحمل صفتها فى انه لا يحقق كمالا قط
وان صفة الموت ملازمة لذلك الميزان فى كل شىء
لذلك ان ارادت البشرية ان تجعل الكمال صفة لها فلا سبيل الا شرع رب العالمين سبحانه وتعالى تشريعا يحكم الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة لها
فيكون قد صار هناك ميزان يحكم باطن البشرية بعبادة الله كأنها تراه وميزان يحكم ظاهرها باخضاع جوارحها للاسلام
فيكون الكمال المطلق هو حالنا الظاهرى والباطنى وعندها نكون حقا حققنا معنى اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله
وقد وكما قال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذ اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
والغالبية قد نظرت الى ذلك الحديث بمنظور تجسيمى ولم ينظر الى الحديث بمنظور تشريعى لذلك لم يستطيعوا اسقاط الكمال فى اقوالهم وافعالهم اذ انهم كما اسقطوا الميزان على التجسيم فقد اسقطوا الجسد على التجسيم ايضا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يوجهنا فى كلامه الى النظر الى اجساد ولكن كلامه يوجهنا دائما الى التشريع الذى يقيمه كل شىىء او الميزان الذى يقيمه كل شىء
فالجسد هنا هو دولة الاسلام تلك التى تسمى جسدك والمكونة من بلايين الخلايا انظر لتلك الدولة الاسلامية هل هناك خلية مجهولة لا يراها المجتمع المسلم المتمثل فى جسدك
بالطبع لا مما يعنى ان المجتمع المسلم يحصى كل افراده اى ان هناك سجلا قد دون فيه كل افراد المجتمع صغيرهم وكبيرهم بالتالى هل ادارة دولة الاسلام بجسدك على علم بالاقتصاد فى توزيع ثروات تلك الدولة الاسلامية بحيث لا يكون هناك خللا قط فى ميزان توزيع تلك الثروة التى تدخل تلك الدولة الاسلامية او التى تنتجها ام لا بذلك التشريع الاسلامى
أى ان الاسلام يدعوا الى ان يكون زمن قضاء مصلحة المسلم للمسلم يؤول للصفر بالتالى فان الاسلام يدعوا الى ان يكون العلم صبغة للمسلم بالتالى الاخذ بكل العلوم التى تجعل زمن قضاء حاجة المسلم للمسلم تساوى صفرا وزمن جهل دولة الاسلام بحال المسلم يساوى صفرا
كذلك هناك الادارة العسكرية والادارة الطبية وادارة التموين وادارة الاستشعار عن بعد وصار انتقال الجسم من مكان الى اخر هو انتقال لدولة الاسلام بادارتها من مكان الى اخر
بذلك كان ذلك المعنى اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
وقال صلى الله عليه وسلم عضوا أى مؤسسة اذ الخلية جزء من العضو ومعلوم ان هناك خلايا تموت وخلايا تحيا كعمر لها كحال البشرية لكن مازال العضو عاملا بينما ان صار هناك خللا بعضو ما صار هناك خللا بالدولة
كما أن هناك تسجيل للتاريخ المرضى للدولة وصار هناك بنك مناعة نتيجة تسجيل الدولة للأمراض التى تتعرض لها
كما صار هناك مخازن لما هو فائض عن حاجة الدولة الاسلامية بالجسد من الانتاج الغذائى
و هناك تخصصية فى العلم والوظيفة بتلك الدولة الاسلامية حتى صار هناك مؤسسة العظام ومؤسسة الجلد ومؤسسة الكلى ومؤسسة القلب ومؤسسة العين ومؤسسة كل عضو من اعضاء تلك الدولة الاسلامية
بالتالى صار هناك تلك المؤسسات التى تصب جميعا بأن الكمال المطلق فى الاسلام وفى دولة الاسلام
لذلك انت ايها الانسان ما انت الا مجتمع اسلامى اقام الكمال لذلك فانت تحيا اثر اسم الله الرحمن على ذلك التشريع الاسلامى الذى اقامه جسدك
بالتالى فلابد من اقامة التشريع الاسلامى بيننا تشريعا يحكم اقوالنا وافعالنا الظاهرة والباطنة
فنكون فى عليين ونحن بتلك الدنيا قبل عليين الاخرة

فيكون هو صراطنا الذى ننتقل به من زمن الى اخر ومن جنة الدنيا الى جنة الاخرة
والعذاب الذى احياه الان هو عذاب الفرق بين تلك الدولة الاسلامية التى احاول أن يحياها البشر اجمعين والعيش بها معهم وبين الدولة التى احياها فعلا الان والكل يدعونى للحياة معهم بدنياهم
حتى صرت غريبا عن الكل وصرت اخشى ان يطرق طارق بسوء يفتننى عن تلك الدولة التى ادعوا اليها
لكن ظنى بالله سبحانه خالق كل شىء ورب كل شىء ومليكه والذى احاط بكل شىء علما ومالك امر كل شىء جعلنى فى سكينة من امرى الا امر نفسى الامارة بالسوء لا اعلم كيف حالها من لحظة الى اخرى اذ بحالها يكون معية الله سبحانه
فاللهم مالك الملك البر الرحيم المنان ذى الجلال والاكرام الحى القيوم الواحد الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
اعوذ بك من كل طارق يطرق بليل أو نهار الا طارق يطرق بخير واعوذ بك من شر نفسى وشر الشيطان وشركه

وتلك دولة الاسلام التى ابينها وادعوا لاقامتها واتمنى العيش بها واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمدا عبده ورسوله ورضى الله عن الصحابة الذين حملوا لنا ذلك المعنى بدقة بلاغهم لكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بأقوالهم وافعالهم فكانوا حقا {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110
و جاءت بالماضى لبيان ان الخيرية صارت اصلا لهم ولا ينفك عنهم وان اصل الخيرية برضاء الله سبحانه وتعالى الحى الذى لا يموت
بالتالى بالاسلام صارت كينونتهم هى الاسلام نفسه فحملوا صفة الاسلام وصفا قدما وحالا ومستقبلا حتى صاروا هم ايضا ميزان لمن خلفهم
قال تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115


الا تتمنون تلك الجنة يا قوم

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد

أشكرك على هذا التنبيه المهم الذي قد يقع فيه الكثير في تخي الأشياء الغيبية وتمثيلها وتجسيدها
بارك الله فيك

بارك الله بكم اخى الكريم وشكرا على مروركم الطيب