متى يا صديقةُ تغفوهمومُ الروابي
وتنسى الحروف اضطراب القوافي ونزفَ السجعْ ؟
مضى نصفُ عام ولمْ تهمسي للمساء الذي خضّبتهُ ليالي الحنينِ
وضوءُ نجومكِ عنه انقطعْ
أعيدُكِ وردٌ كما كان عهدي به
أم سقته الليالي ظلام الوجع ؟
إذا كان جرحك ينزف مما جنتهُ ارتعاشاتُ أغصان قلبي
فقد جفّ جرحي لأني نَزفتُ جميع شرايين تلك الحكايا
وكلّ وريدٍ به نبض تلك الأماسي تمزّقَ
ماذا سينزف بعدُ انتظاري ؟
سألتكِ أن تغفري ذنبَ غصن تجرأ أن يخبرَ الريح عن زهرة ضمّخته بعطر اللقاءِ
وبثَّ شجونَ ارتعاشاته في صميم السماءِ
فمدّت له الشمس غيم الفراق وأغلقتْ الضوءَ عنه
فمن سوف يحْملُ عن ذلك الغصن همّ الشتاءِ ..
قسوتِ كثيراً على لهفة العشبِ رغم اعتذار الرياحين
رغم توسّل جُرح التلالِ
متى سيعود الندى للغصونِ؟
متى ستسامح تلك العصافير أشجارَ قلبي
وتهمي بتغريدها فوق صمت الأماني؟
لتركض تلك الجذوع على نشوة الأرض بعد انكسار طويلٍ
ويخْضرّ رونقها بعد طول شحوبٍ
تحنُّ إليكِ فراشاتُ قلبي
وتسأل عنكِ المسافات والأغنيات والذكرياتُ
لقد أقبل العيدُ نهراً تدفّقَ عبر ضفاف التسامح
ُمدّي إلى الغصن ضوءَ يديكِ
وكلَّ حنينٍ وأنتِ بخير
3/1/2007