كخصم وحيد
للا شئ يستحدث الآن نيتشة للكون نهجا يناسب كل الذين يمرون فوقك
أنت اصطفيت التراب و آخيت عشبك / أنت امتشقت الفصول و شجّرت نَصّك بالضعفاء
و أنت ارتميت على صفحة الجدب ماء فلما يَرِدْكَ الخضار و لما تَردْكَ البلاد التي قد يناسبها الرعي أكثر / من أنت كي تتحدى الطبيعة لسنا سوى قادة و رعاع و ليس
لجحدر إلا توخي الرمادي بين الكبار إلى أن تحط البلاد على بقعة من دم لا يثير الغبار /
فيا عروة الورد لا يصعد الورد فينا فمت
و يا حاتم الطيئ لا ينبت الفيء فينا فمت
و يا قس من مات مات
و من يتوخى الوساطة بين الشياطين تبصقه جنة الطيبين فمت
يا بلادي
رأيتك أبعد مما أرى فانكفأت على صخرة الخارجين كتنهيدة لم تصبك و مت
أقول
لجمع تغوص الرمال بحاضره أو يغوص بها
قف كما أنت
ليس لعبد سوى الرعي و الضأن أشهى من النصر في ساحة فارغه
أقول لأمي
انقطعت عن الأرض في لحظة الفقد أبقى و للفقد أنذر ما قد تبقى
على الفقد أرسم شوك الحصار
و أذبل
كيف استبد الغياب بحضنك
ها أرصف الكون بحثا عن امرأة
تضرب الغرباء الذين يمدون في ّ مداهم
و لازلت أطيب من باحة البيت
و الزير
و الحزن
و اللبِن الطيب المنحني في الجدار
و أطيب من عقدة القش فوق السطوح
و أطيب من خبزك المستدير كمائدة للعيال
أقول لمن يقفون على حافة الظل لا تدخلوا آمنين
أقول لمن يقفون على حافة الجنة انتظروني سأخرج عما قريب بلا غلطة واحده
أقول لمن يدخلون البلاد على حضرة من سلام ملائكة بيضَ لا شيةََ فيهمو غير ما أدعي لا تروني فإن البلاد لمن يدخلون و قد أسلموني الخروج أنا آخر الخارجين / أنا أول الساقطين
و ليس لعبد سوى الرعي و الضأن أشهى من النصر في ساحة فارغه
سآوي إلى الحرف
ليس لعجز أصاب المسَلّمة الطيبه
غير أني مصاب لأقصى مدى بالجحود
مصاب لأقصى مدى بالكلام
لأقصى مدى بالأحاجي
و أحمل أوجاع لم يختبرها التصوف
أو هكذا قلت للنمل
ليس لثوبان بعث جديد
و لا أرض تنجب غير المطارات
آلهة من كلام
و من رسل في لباس الجنود
لقد كنت في غفلة من سماء تميد بها الأرض
فاخلع سماءك
و أُوِ إلى حلة الرفض
و النظرة المعدنية
و اصعد
على صهوة ٍ لا تميد
و آت
فانتهب لي زمانا
ووطد لجوعي مهزلة من بكاء ذكوري
أحمل ذاكرتي كلها
غير أني أنقص من طرفها عروة ابن الورد
و أولم للزيرما شاء
وطنا طريا
و نهرا معتقَ
و دما طازجَ
و جليلات
و كليبا يستيقظ كل صباح
يتناول حربته و يموت
ها
أتهيأ مغتسلا بالثريد
و ممتلئا بالإناث اللواتي انسكبن
و محتشدا بالفحولة
متشحا بالنشيد
ألبس
ما يتهيأ لي من سماواتَ
زخرفها ذهب و سبايا
و أرفل في الخصيان
و أفقأ عشرين عين بعير / ملك
و
آت
على صهوة الشجر المتحرك
فليختبرني اليمام
سأغتصب السور
أرمي زناتة و ابنته في الملوحة
أبني على ماردين مقامي
و أهدم ما شئت
أعرف
لا أنبياء يجيئون بعد و لا طير
لا جعفرا صادقا
يهدم البيت
لم يأت غير اللصوص / الكراسي
القاتلون / المقتولون
الفحول / الخطايا
الكهول / الصبايا
سأولمهم للبغايا
و أمدحهم
كيف مروا على النهر لم يغترف منهمو أحد غير مائدة لبنيه
و كيف اتقوا الشعب ـ لو يشبع الشعب يأكلكم أجمعين ـ
فجوعوا
لتحيا المياه مقدسة / بكرَ
لم يقترفها سوى الغالبون
سآوي للعصافير الخماص
أقول لو
تتوكلون عليّ حق توكل الصفصاف لانتصر الحمام
و للصعاليك
أسوي في قدوري الجوع
جوعي يا بلادي كي تصح مجالس الحكماء تزدهر الموائد حنطة
أقول له انتظرتك يا أبي كل ماتريد
دمي
و عشب قصائدي
و ذاكرتي
و كل صدري
لكي ألج البلاد موثّقا و مؤرخا
و جديرَ بالحزن ـ احتمال أن يسود الأحزنون الكون ـ
يا أبتي سقطت تماما منك
أنا سماوات الطين من شجر و من أمم ذوت
فلا تخبر صغاري
قصة البهلول
أخشى أنهم لا يحزنون
سأغرب
كي يضحك الكون
أعرف أني سأحتال كي أحجب الحزن عن نبتكم
وأعرف أني قمئ كحي بن يقظان
أعرف أن انتصابي على وجه نهر يسيل دم المشهد المستتب
سأغرب
عل البلاد تجيد التخاصر في مرقص منتظر
ثمة كائن أرقى على أربع يطلب الآن ود الزمان اللعوب
و أعرف أني قمئ
كحي
محمد دراز
كنت أعرف أنني و قف على الأحزان و الأحزان وقف