الفَرَسُ يعتذرُ ( ترنيمة ) :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
آتيكَ سيرا على الرمضاء ، وأنيخ رحلي بحماك ،،، وأعتذرُ .
ولن أُبالِ شدّ الرّحال ، ومن غير تزوُّدٍ ! إن سيّرني إليكَ على الأقدام ،،، السفرُ .
إذ رحتُ أكذبُ على نفسي غفوة ، فتقرّح جنبي لمّا أوْجَعَه ،،، المَدَرُ .
وإذ قلتُ طُوي البعدُ ، فانتبه نظري حينما صدّق السرابَ ،،، البصرُ .
فإن رأيتني يا خِشف الآرام إليك متسلّلا ، فلا تسلني ما ،،، الخبرُ .
لأذلّها من نفسٍ وأسوقها إليكَ ، ولا أبالي إن همّت الروح من ظلام الجسد ،،، تنتشرُ .
وإن نُشِرت !!! ، فأنت السيّدُ المُطاع ، فليأت منك سيدي كيفما يشاء ،،، القهرُ ! .
وإن راحت تنزع نفسها ، فدمّث أحضانك ، فقد شَرَعَ الوفيُّ بين ذراعيك ،،، يحتضر .
لأقف لدى بابك مُعرّسا ، سيّان أقشعت السماءُ أم هطل ،،، المطرُ .
ولأرى إن ساءتك مني لفظة ، ومن رحيق عفوك شرابا ،،، أعتصر .
ولأنهبنّ منك الحلم يا مُعظّم الطّيوب ، حتى وإن زجرني من نون عينك ،،، النظرُ .
فهل يُتقنُ الزّجر نونك ، إن تسجّى عليه الجفنُ وزانه ،،، الفَتَرُ ؟
ومن ثَمّ أُعظِّمك لِتَثْمل غروراً ، وثُم يُعظّمك فيما لو تجرّأ على كشفِ حسنك ،،، السفرُ .
فهاتِ تُهمك ألقفها وإن كنتُ بريئا ! فقد صدقت أنت يوم يكذبُ ،،، البشرُ ! .
وهاتِ أجرع من ظُلمِك حلاوة ! فقد افتنّ من لدنك في إبدال حاله ،،، المُرُّ .
ولستُ بمتزحزح إلا بنوالك ، حتى لو أوْعدتني بقتلٍ !!! وأدْنَتْنِي منها القبورُ ،،، والحُفرُ .
فأمُر بما شئت سيدي وتلطّف ، فإنه يريعني بوحشته ،،، القبرُ .
فإن كنتَ ولا بدّ !!! ، فالقنِي ثَمّ بعيد ، قربانا ليأكلني السّبُع والطير ،،، والنّسرُ .
وجُز في عذابي فما فوقه ، فقد أمرني وإن كان مريرا تماسكي ، بالتجلّدِ ،،، الصبرُ
فزادي عفوكَ أتقوّى به ، فعفوك يا روض الجنان هو الزادُ والماء ،،، والثمرُ .
فإن رأيتُ ثَمّة نافلة تجاوز ولو بعد حين ، فوالذي صدع كبدي بحبك هي الرضا ،،، والظّفرُ .
أو كنت أزمعت صرمي ، فأنِب عنك شَبَحَك ثم ارتحل ، وما تشاء إلا أن يشاء الله ويقرّهُ ،،، القدر .
فاقبل عذري فقد قبلتُ حكمك من أي قبيل أُلْهِمْته ، من العُرفِ أم الفرقان ، أم أمْلَتْه عليك الأسفارُ ،،، والزُّبُرُ .
قد أهدى عذره إليك الفرسُ ، فهل رقّت وتجاوزت عن فرسها تَانَك ،،، الحُجْرُ ؟
ــــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
حسين الطلاع
17/1/2012 م
المملكة العربية السعودية - الجبيل
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
: الفرس هو الحصان الذكر أم أنثاه فيقال لها الحُجْر .
: الرمضاء هي الحصى الصغيرة الحارة جدا بالصيف ،،، ومنه سُمي شهر رمضان لشدة حره صيفا .
: المدر هي حصى الصحراء .
: الخِشف هو ولد الظبية .
: الدماثة هي الليونة والنعومة ،،، ومنه دمّث لجنبك مضجعا كما قالت العرب ،،، وشرع أي بدأ .
: التعريس هو المبيت ليلا .
: نون العين هو إنسان العين أو البؤبؤ .
: تسجى أي نام بلا حراك ، والفتر هو التعب والكلّ .
: السفر من السفور وهو الكشف .