الام فى الاسلام :
حتى نعلم فضل الام فى الاسلام كى نعلم مدى التقصير فى حقها بسبب تعطيل التشريع الاسلامى الذى ادى بنا الى قطع الارحام
بمجرد اخصاب البويضة وتعلقها برحم الام يبدا جسد الام والتشريع الاسلامى الذى قام عليه ذلك الجسد من الداخل فى رعاية تلك البويضة المخصبة
فمجموعة الاجهزة الداخلية للأم هو بمثابة مجموعة مؤسسات لتلك الدولة الاسلامية المتمثلة فى جسد الام بأن تقوم تلك الدولة الاسلامية بصيانة ورعاية ذلك الجنين حتى يكمل ويصير فى اعلى درجات الكمال
والاذى اللاحق بذلك الجنين لم يلحق به من خلال دولة الاسلام داخل الام ولكن يصله من تعطيل التشريع الاسلامى الذى تحيا عليه الام من الخارج ولو ان الشرع يحكم امرها الخارجى لكان الجنين يحيا كمال الاسلام داخل رحم الام لنتلقفه الى دولة الاسلام خارج رحم الام
والام اسم علم على كل من كان منهجه فى اعلى درجة الكمال ويتربى عليه الاخرين
اما ان كان تعميما ليشمل المسلم وغير المسلم فيأتى السؤال
ماذا تقول فى الام فى الهند التى تقتل البنات وهن اطفال بأن تخرج القرية وتلقى بتلك البنات فى نهر عندهم وذلك لان البنت هى من تقوم بدفع المهر للرجل الذى يتزوجها
وماذا تقول فى الام التى ليس لديها مانع ان يكون الطفل من اى رجل كان وتنسبه الى رجل اخر كأوروبا ومن يتخذ المتعة دينا ويتصدق بفرجه تقربا لله سبحانه وتعالى
ايضا ماذا تقول فى الام التى تقتل طفلها التى حملت به
كما انه ماذا لو أمن رجل من الكفار وترك امه الكافرة وكانت هناك حرب بين المسلمين وبين الكفار وكانت تلك الام فى صفوف الكفار وصادف الخيار بين ذلك الابن وبين رجل من المسلمين يقاتل امه الى من تكون مساعدة ذلك الابن هل يساعد المسلم على امه ام يساعد امه على المسلم
لذلك فلفظة الام لا تنطق الا على وجه الكمال
قوله تعالى : وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم .
وفى مكة ام القرى اما ما حولها فذكر على سبيل النكرة المنسوبة لها فان تابعتها لحقت بالام كما يلحق الطفل بامه وان رفضت دعوتها كانت نكرة كما هى
قال تعالى ) وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (
لانها جمعت من الخيرية ما جعلها فى كمال فى المكان بالبيت الحرام والمنهج الذى انزل بها لذلك هى فى امان تام من ان يفسد بها شيء وهى فى حفظ من ان تدخلها فتنة كانت تعطل الاسلام
لذلك كان عقاب ابرهة الاشرم اصحاب الفيل
وعقاب الجيش الذى يخسف به يريد مكة لتعطيل الاسلام بها
وكذلك منع المسيخ الدجال من ان يدخل مكة والمدينة
والمسلم يتعامل مع الام الغير مسلمه على وجه الكمال لأنه مسلم وهذا الكمال بشروط الاسلام
قال تعالى ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )
وذلك كى يبين بأن صار بالاسلام فى اعلى درجات الكمال فى بره لأمه ليكون دعوة خير لها ليجمع ما قامت به فى دولة الاسلام داخلها مع بره بدولة الاسلام خارجها لذلك تكون سعادة الام فينتقل ذلك الرابط الاسلامى من جيل الى جيل ومن علو الى علو لنكون
خير امة حقا
ففى امة الاسلام
قال تعالى(كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
والعالم اجمع الان يفشل فى تكريم الام لانه يكرمها من خلال صفقات تتم بين مؤسسات
لذلك تجد من يحاول ان يكرم امه يلحقها باحدى المؤسسات وكلما كان ذلك الابن غنيا كلما كانت خدمة المؤسسة لها
بينما الاسلام يجعل اى ام اما للمسلمين جميعا مكانة لا يملك الا ان يبين الخير لها فى افعاله واقواله لأن الامر بالنسبة له تعبدى اولا ثم تأصيلا من خلال المنهج الذى تربى عليه المجتمع المقيم لشرع الله سبحانه وتعالى
وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم هن امهاتنا لأنهن صرن هن مصدر تعلم التشريع الاسلامى الذى يبين خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيته فصارت علاقتنا بهن كعلاقة الابن المسلم فى اعلى درجات الاسلام مع الام المسلمة فى اعلى درجات الكمال
وصارقطيعة الرحم بهن رضى الله عنهن هو قطيعة الرحم بالاسلام اى قطيعته بالله سبحانه وتعالى

لذلك ان اردنا ان نكرم امهاتنا حقا بمعنى البر المراد حقا لابد ان نربى جميعا على الاسلام بأن يكون الاسلام هو التشريع الذى يحكم امرنا
وليس لنا سبيل اخر لبر امهاتنا