تحــــايل
( من مجموعة "بينما" )
النوم راوغني كثيراً..ككل ليله , يبدو انه ودع جفنيّ ,حاولت استرضاءه , ترويضه , علهّ يرسو على ضفاف عينيّ المملوءتين بالقلق واللهفة ,
فيطفئ جمرات انفعالاتي العطشى لك , او علّى أحظى بلحظات هدنة , اسكت فيها شجار افكارى التي تركض داخل عقلي العاجز عن إيجاد حل او تفسير ,
كيف يستطيع الابتعاد عنى كل تلك الفترة ؟ بعد كل الذي بيننا من توحد وجداني و روحي .
رن الهاتف رنينا متواصلا , في لهفة شديدة صار جسدي كله أذناً كبيرة , صوت انثوىٌّ يقول هنا مستشفى ,لم أركز معها على باقي الاسم ,
علت دقات قلبي صوتها ,لحظات كأنها دهر مر بى ,عاد الصوت مرة أخرى يقول ,انتظري معي سيدتي لحظة , معذرة وجدت رقمك هذا فى هاتفة الخاص مكتوب (زوجتي )
يبدو انكِ فى بلد أخر ,يبدو ذلك من الكود , لقد جاء هنا اثر حادث , كان في حاله إغماء يمكنك ألآن الحديث معه , أتاني صوتك الحبيب المتعبة نبراته ,
تتسلق بوهن شجرة احتياجك الشديد لي ,أوجاعك تشكو لي , وأنت تطمأنن انك ستكون بخير, لكن ألآمك تسللت على الفور إلى روحي ,
تمكنت منى جروحك الحية عندما علمت حقيقة حالتك , انتابني شعور بالفقد والتعاسة والعجز , ماذا تراني افعل وبيننا كل تلك الأسلاك الشائكة من الموانع والمسافات والمدن البعيدة ,
كم تساوى هذه اللحظة بالدينار .؟؟ هل حسبتها ؟ هل أصبح العمر يحسب بالدينار ماذا يساوى ؟؟
الساعة ألان تدق الرابعة صباحاً ,وأنا فى حجرتنا اقبع ,قلبي يهدر بعنف , دموعي لا تتوقف عن الانهمار ,اقطع الحجرة ذهابا وإيابا ,
وعقلي يشد أول خيط بيننا ,كانت كلمة حبيبتي , قلتها وأنت تنظر إلى , أحييت بداخلي كل بساتين الحياة التي كادت تجف, كل يوم عمل مشترك
وزملاء كثر , لكن نظراتك الحنون التي كنت تخصني بها ,والتي كانت تلتقط من عينيّ كلمات العشق العالقة بهما تتداوى بذوبانها فى عينيك
,اربت بكل ما فىّ من هيام بك على روحك المستعرة بنار الفقد والوحشة لي, أسقطت بعدها كل خطوط دفاعي ,
وهدمت كل حصوني التي ظللت أشيدها حولي ضد كل المخلوقات العجيبة التي تسمى الرجال.
والتي لا تؤمن بأن امرأة بعينها هي كل الحياة له ,لا كما تؤمن هي أن رجل بعينه يحنو عليها ويحبها ,تحبه يعفها ,تعفه , هو الحياة بأسرها .ش
أعطيتك أنت وحدك كل مفاتيح البوح, صرت لي , صرت لك وسط فرحة الجميع .ورغماً عن الحاقدين ,الذين اتهموني بالغفلة ,الرومانسية الغير واقعية
,واني سأفيق على ما هو أمر كنت ابتسم فى وجوههم باستعلاء الواثقة ,وأقول لنفسي أنهم لا يعرفونك ,لا يعلمون من أنت أيها الرجل الحبيب .
حاولت أن اهرب من ثقل افتقادي لك ,ومرور عام آخر على انشطارنا كلُ فى واد ,أحاول استرجاع مكالمتي لك ..
تذكرت ألان , نادينني بغير أسمى لم انتبه لحظتها من هول ما فوجئت به , يقتلني القلق , لا ادري ماذا افعل, هرولت مسرعة ,
توضأت , استخرت الله ,وقر في قلبي أن أسافر لك على اول طائرة مهما كان الثمن , لن اطمئن حتى أراك بعيني ,علّى اخفف بتواجدي بجوارك بعضا من آلامك
ساعتين مرتا كأنهما شهور طويلة , يقتات القلق بأعصابي. هرولت إلى المستشفى , قدمت اوراقى , ذهبت إلى غرفته منعتني الممرضة المسئولة عن غرفته
قلت لها بنبرة حادة انا زوجته , فغرت فاها مشدوهة ,وقالت وكلماتها تتعثر على شفتيها ,ز و ج ت ه موجودة بالداخل تركتها غارقة في دهشتها ودخلت الغرفة .
لست أدرى من أين جاءنى هذا الهدوء القاتل وأنا أراه امامى لعلى قلت لنفسي , انه لا فائدة من إستجداء المشاعر,طالما التفت لغيرى ؟
.ربما لا اذكر غير انه كان مدادا على سريره ,معصوبة رأسه بالشاش والقطن ,بجواره امرأة تحتضن يده بين يديها , اقتربت منه ,
ولم التفت إليها ,سألته كيف حالك الآن حبيبي , ازدرد ريقه بصعوبة ,
وقال الحمد الله بخير ,وأردف قائلا لا تظنين بى ظن ال...,وضعت يدي على فمه , قلت له بلهجة ساخرة لا تكمل حبيبي ,
اعلم أنها كانت وحيدة فى بلاد الغربة وأردت أن تعفها ,أليس كذلك ؟؟.فأنت رجل شهم , أم أن هناك سيناريو أخر , لا يهم تعددت الأسباب ,
هل لي ان اطلب منك شيئاً , قال تحت أمرك حبيبتي , هززت رأسي ساخرة وأنا اردد بصوت واهن متخاذل , حبيبتي !!!
كم هي تافهةٌ تلك الكلمة ألان , لا أريد منك سوى كلمتين فقط...قالهما لي , أنتِ طالق
تنفست بعمق ,وكأني لم أتنفس منذ سنوات عبرت .
فتحت ممرات روحي فى محاولة منى أن القي ببقاياك الى الخارج كى يهدأ حنيني إليك..تدريجا ويزول ,وأتجول في براحها وحدي ,
اشعر بالأمن في زوايا الروح الآن فقط أنا معي...نتمدد في شسوعة الوجع ....
ذلك القاسم المشترك ..... بيننا .